التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

السيد خامنئي يُهدّد بتفتيت الاتفاق النّووي ويُحذّر أوروبا بينما تَخسر أميركا مُعظم حُروبها في المِنطقة 

كتبت صحيفة “رأي اليوم” افتتاحيتها الاربعاء تحت عنوان (السيد خامنئي يُهدّد بـ”تفتيت” الاتفاق النّووي ردًّا على ترامب.. ويُحذّر أوروبا مِن التدخّل في البرنامج الصّاروخي الإيراني.. هل يَملك القُدرة على التّنفيذ؟ وعلى ماذا تَستند هذهِ الثّقة؟ ولماذا تَخسر أمريكا مُعظم حُروبها في المِنطقة؟).

مُعظم الحُروب المُندلعة حاليًّا في مِنطقة “الشّرق الأوسط” تَدور بين مُعسكَرين رئيسيّين، بشَكلٍ مُباشر أو غير مُباشر، هُما روسيا ومِحورها الإيراني السّوري العِراقي، والولايات المتحدة الأمريكيّة وحُلفاؤها في إسرائيل وبَعض الدّول الخليجيّة، ولهذا يَجب النّظر إلى المَوقف الذي اتّخذه الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتَمثّل في حَجب تَصديقه على الاتفاق النّووي الإيراني، واتّهام إيران بالإرهاب وزَعزعة استقرار المِنطقة، عَلاوةً عَن ما يَجري حاليًّا في كردستان العِراق من تطوّراتٍ، من المَنظور نَفسه.
أمريكا تتكبّد خسائر استراتيجيّة ضخمة في سورية والعراق، في الوقت الذي تُحقّق فيه إيران وروسيا مَكاسب لا يَجب تَجاهُلها، فهَزيمة مَشروع الانفصال الكُردي في شمال العراق، واستعادة القوّات العراقيّة المَدعومة بالحَشد الشّعبي، هو هَزيمة للولايات المتحدة وإسرائيل، والأخيرة كانت الوحيدة المُحتفلة عَلنًا بالاستفتاء، والمُؤيّدة له، مِثلما هو انتصار لإيران في المُقابل التي لَعِبت دورًا مُهمًّا من خَلف سِتار في شَق الصّف الكُردي وتَسهيل الانتصار الاتحادي في استعادة كركوك، ودون أيّ خسائر أو مُواجهاتٍ عَسكريّة.
حالة الثّقة بالنّفس النّاجمة عن هذهِ الانتصارات، هي التي تَقف خلف التّصريحات القويّة التي أدلى بها السيد علي خامنئي، المُرشد الأعلى الإيراني، أثناء اجتماعه بمَجموعةٍ من الطّلاب الجامعيين، وقال فيها “إنه إذا أقدمت إدارة ترامب على تَمزيق الاتفاق النووي فسَتحوّله إيران إلى فُتات”.
المُرشد الأعلى كان مُصيبًا عندما قال “أن أمريكا غاضبة لأن طهران عَرقلت مُخطّطاتها في لبنان وسورية والعراق”، وأضاف بأن بلاده “استطاعت أن تَقوى وتتطوّر في ظِل العُقوبات الأمريكيّة”، وسَخِر من بَعض الأقوال التي تَقول أن التبعيّة للغَرب هي الطّريق الوحيد للتقدّم عندما قال “كُنّا تابعين للغَرب في زَمن الشّاه فمَا الذي حَقّقناه.. وأين وَصلنا”.
مُشكلة الولايات المتحدة، وتَواصل مُسلسل هَزائِمها في المنطقة والعالم، يَعود إلى عاملٍ رئيسيٍّ وهو رؤيتها لمَنطقة “الشرق الأوسط” والعالم بأسره من مَنظور المَصالح الإسرائيليّة، وليس الأمريكيّة، ولهذا تَنتقل من هَزيمةٍ إلى أُخرى، ومَعها كل حُلفائها، العَرب والأوروبيين مَعًا.
إيران طَوّرت صناعةً عسكريّةً صاروخيّةً مُتقدّمة، وأقامت تحالفاتٍ مَدروسةٍ، وامتلكت برنامجًا نوويًّا مُتطوّرًا، واكتسبت خِبرةً تفاوضيّةً قويّةً، فمَا الذي حَقّقه حُلفاء أمريكا العَرب؟ وما هي إنجازاتهم؟
نحن نَكتب هُنا انطلاقًا من وقائع على الأرض، وليس انطلاقًا من تَمنيّات، فهذا التطوّر الإيراني في مجالاتٍ عِدّةٍ تَحقّق في ظِل غِيابٍ كامل للمَشروع العَربي، والقِيادات العربيّة الواعية، وتكريس مَبدأ الشّورى الدّيمقراطي، والتخلّي عن “مزاجيّة” القرار، ووَضع مَصلحة الأمّة فَوق كل الاعتبارات، وتَكريس عَقيدةٍ راسخةٍ مَفادُها أن أمريكا لا تَحترم حُلفاءها، وتُضحّي بهم خِدمةً لإسرائيل، وكل هَمّها هو تَوظيف العَرب وأموالهم في خِدمة مَشاريعها المَفروضة عليها إسرائيليًّا، ولا يُمكن أن نَنسى حالة الانقسامات العربيّة التي تَنتقل من الحُكومات إلى الشّعوب للأسف، وتُؤجّج نار العَداء بينها.
تَخلّي أمريكا عن أُسرة البارزاني ومَشروعها الانفصالي في شمال العِراق، يجب أن يَكون دَرسًا مُقرّرًا في أكاديميّة الزّعماء العَرب، حُلفاء أمريكا، لعلّهم يُعيدون مُراجعة سِياساتهم في المِنطقة والعالم.
المصدر / الفارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق