حزب بارزاني.. من تزييف الصور الرسمية للّواء سليماني الى التلفيق الاعلامي
مع مرور 48 ساعة على سيطرة القوات العراقية المشتركة على مدينة كركوك بشكل كامل، يواصل قادة حزب بارزاني “صاحب مشروع انفصال كردستان عن العراق” فبركة الأنباء وتلفيقها ضد الدولة العراقية والحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني وقائده اللواء قاسم سليماني.
وعلى الرغم من فرض القوات العراقية المشتركة سيطرتها على مدينة كركوك من دون أي مقاومة تذكر من قبل قوات البارزاني، لا تزال أذرع البارزاني السياسية تصرّ على فبركة الحقائق من خلال زعمها بأن هجوم كركوك لم يكن بقيادة القوات العراقية المشتركة، وإنما بقيادة اللواء سليماني.
وفي هذا السياق ادّعى الليلة الماضية “هوشيار زيباري” وزير الاقتصاد العراقي السابق المخلوع وخال الانفصالي زعيم إقليم كردستان العراق “مسعود بارزاني”، من خلال فبركة صورة قديمة يظهر فيها اللواء سليماني زعم زيباري أنها للقائد الايراني خلال اجتماعه مع قادة الحشد الشعبي والحرس الثوري في مدينة كركوك التي قاموا باحتلالها.
في حين أن القارئ لو أراد التحقق من صحّة هذا الإدعاء ما عليه إلاّ أن يبحث عن الصورة في الانترنت، ليتأكد من أن الصورة متعلقة باجتماع سابق في العام 2014 جرى بين فريق من المستشاريين العسكريين الايرانيين مع القوات العراقية ضمن عمليات تحرير منطقة جرف الصخر العراقية، وليدرك أن الصورة لا صلة لها بأحداث مدينة كركوك على الإطلاق.
من جهة أخرى وبحسب التقارير والمعلومات المؤكدة التي أوردتها وكالات الأنباء في الأيام السابقة، لم تلج قوات الحشد الشعبي حتى الآن الى مدينة كركوك، وعمليات السيطرة على المدينة تمّت بإشراف عراقي كامل من خلال قوات مكافحة الارهاب العراقية والجيش والأمن الفدرالي العراقي، ولم يكن لايران أي دور في هذا الهجوم.
أيدي زيباري القذرة
يشار الى أن وزير الاقتصاد السابق المدعو هوشيار زيباري، أُدين بتهم فساد هائلة وضعته موضع أصحاب الأيدي القذرة التي عاثت فسادا في العراق وأنهكت اقتصاده، وعلى إثر هذا الاتهام فرّ زيباري الى حليفه البارزاني طالبا النجدة، وهو الأمر الذي لبّاه زعيم كردستان الانفصالي ليقوم بمنح زيباري إقامة فاخرة في كردستان.
ومايثير القلق أن حزب البارزاني يعمل من خلال تلفيق مايحصل على أرض الواقع في كركوك لاسيما بعد فرار قواته من الجيش العراقي والقوات الداعمة له الى أربيل، ومن خلال نشر صور ملفقة وشنّ حملة إعلامية مغرضة بهدف إثارة الفتن والانقسامات بين “الأكراد والعرب” و”الشيعة – والسنة” في مدينة كركوك وجميع المناطق العراقية، وهو الأمر الذي لم يلقى أي تأييد من الداخل العراقي.
ولنوضح أكثر قامت جهات إعلامية تابعة للبارزاني بتلفيق أنباء ومقاطع فيديو ظهر فيها قيام عناصر تابعة لكردستان بإنزال العلم العراقي عن مبان زعمت أنها في كركوك، ومحاولة إثارة أنباء بشأن تمكن قوات البارزاني المحتلة من استعادة مدينة كركوك ولإثارة الفوضى بين صفوف القوات العراقية المشتركة التي لاتزال المدينة تحت سيطرتها بالكامل.
في حين أن الفيديوهات والصور المباشرة الواردة من داخل كركوك تفنّد مزاعم وسائل إعلام البارزاني المفبركة، حيث سارع عناصر من القوات العراقية المشتركة المتواجدة حاليا في كركوك ليلة أمس بنشر مقاطع فيديو يظهرون فيها ومن خلفهم يبان مبنى إدارة كركوك وإدارات حكومية أخرى، مطالبين قائد القوات العراقية المسلحة رئيس الوزراء “حيدر العبادي” بمحاسبة وملاحقة كل من قناتي “رووداو وكردستان 24” المتصلتان بعائلة البارزاني بتهمة تلفيق الأنباء والتحريض على الصراع لنشر الفوضى بين المواطنين وزعزعة الاستقرار في كركوك والعراق بأكمله.
واليوم الخميس وجّه العبادي، أوامرا بحجز عدد من أفراد حماية قائد شرطة ديالى وتشكيل مجلس تحقيقي لـ”تجاوزهم” على القانون في قضاء خانقين.
ويأتي إجراء العبادي هذا بسبب تجاوز أفراد حماية قائد شرطة ديالى على القانون في قضاء خانقين.
وأمس الأربعاء، دعا رئيس الوزراء العراقي لملاحقة أشخاص بشكل فوري، قال إنهم ينشرون “الكراهية والعنصرية” ومقاطع فيديو مزيفة بهدف “إيقاع الفتنة” بين العراقيين، محذرا من أن ذلك سيعرض السلم الأهلي واستقرار العراق للخطر.
جدير بالذكر أن الادعاء العام العراقي طالب يوم الخميس 1 سبتمبر/أيلول من العام 2016، وزير المالية السابق “هوشيار زيباري” بالكشف عن هوية الشخص الذي تمكن من تهريب 6.5 مليارات دولار، وكان زيباري أشار إليه خلال تصريحات صحفية.
وتبعا لذلك أعلن مكتب المفتش العام لوزارة المالية العراقية، عن صدور حكم قطعي بإدانة وزير المالية السابق هوشيار زيباري ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة. لتتم إدانته بالفساد.
المصدر / الوقت