التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

زيارة اللواء باقري إلى سوريا رسالة شجاعة إلى “إسرائيل” من قلب دمشق.. محور المقاومة خطوات إلى الأمام 

قائد أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى زيارته العاصمة السورية دمشق وجه رسالة شجاعة إلى الصهاينة فحواها أن طهران لا تلتزم جانب الصمت إزاء التهديدات العسكرية الإسرائيلة في المنطقة، بل تقف إلى جانب الجيش السوري.

قائد أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء محمد باقري توجه إلى دمشق في عصر الثلاثاء الماضي وعاد إلى طهران عصر الجمعة، واعتبر المراقبون أنها زيارة في غاية الأهمية حيث التقى بأرفع المسؤولين في سوريا وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد الذي أعرب عن احترامه وتقديره لقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، وقد تم استقباله بحفاوة وبشكل رسمي والتقى برئيس أركان الجيش السوري و وزير الدفاع أيضاً.

واجتمع اللواء باقري مع العماد علي أيوب لتداول العديد من القضايا أهمها إنجازات محور المقاومة في سوريا، حيث أطلعه رئيس هيئة اركان الجيش السوري على آخر التطورات الميدانية والأوضاع الأمنية في انحاء بلده.

* رفع مستوى التعاون بين طهران ودمشق

الجانب الآخر من المداولات الخاصّة التي جرت بين الطرفين تمحور حول زيادة مستوى التعاون الدفاعي والأمني بين طهران ودمشق، وهذه خطوة هامة على صعيد النهوض بواقع التعاون المشترك مستقبلاً، حيث أكد العماد علي أيوب على ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد مع نظيره اللواء باقري بعد الاجتماع، وقال تبادلنا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بشكل مفصل وكانت هناك رغبة مشتركة من الطرفين لتوطيد هذه العلاقات التي تنصب في مصلحتنا البلدين جيشاً وشعباً، ولدينا رؤية موحدة حول مختلف القضايا التي طرحت على طاولة البحث ولا سيما في مجال محاربة الإرهاب والمشاكل الموجودة في طريق سير المقاومة نحو الأمام.

كما أكد على أن إيران وسوريا ماضيتان قدماً في مواصلة الحرب ضد الإرهاب حتى القضاء عليه بالكامل وعودة الأمن والاستقرار في جميع الأراضي السورية.

* التوقيع على مذكرة تفاهم

وأثمرت المحادثات عن التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون المشترك، ولا شك في أنها سترفع من مستوى التعاون العسكري بين البلدين في شتى المجالات.

زيارة قائد أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء باقري إلى دمشق يمكن تحليلها من جوانب عديدة، فهي تعتبر زيارة لأرفع مسؤول عسكري إيراني إلى سوريا وجاءت في أعقاب الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري ومحور المقاومة ضد الإرهاب في حلب ودير الزور والميادين وحمص والتنف.

* رسالة شجاعة للصهاينة من قلب العاصمة السورية دمشق

يمكن القول إنّ أهم ما يتعلق بهذه الزيارة، أن اللواء محمد باقري وجه من دمشق رسالة شجاعة للصهاينة أثبتت اقتدار إيران في المنطقة والعالم، لذلك حظيت باهتمام مختلف وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، ففي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السوري صرح باقري قائلاً: أنا الآن في دمشق أحمل رسالة صداقة وأخوة وتعاون لأعزائنا في الجيش والحكومة السورية وللشعب السوري، وأقول لهم نحن نقف معكم أمام كلّ تهديد صهيوني وإرهابي يمس بوحدة أراضيكم وسيادتكم؛ فنحن لا نقبل بأن يتجاوز الصهاينة على أجوائكم وأراضيكم متى ما شاؤوا، ونحن في إيران نبادلكم نفس الشعور في السخط وعدم الارتياح بالنسبة إلى هذه الاعتداءات، لذا سوف نبقى إلى جانبكم في التصدّي لها.

هذه الرسالة الهامة التي وجهها رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية، للصهاينة تأتي تزامناً مع انتهاك الطائرات “الإسرائيلية” للسيادة السورية بين الحين والأخر، لذا يمكن اعتبارها رسالة عسكرية تحمل خطاباً صريحاً فحواه أن إيران تقف إلى جانب الشعب والجيش في سوريا لمواجهة هذه التحركات العدائية.

* إيران لن تلتزم جانب الصمت إزاء الاعتداءات الصهيونية ضد سوريا

الطائرات “الإسرائيلية” نفذت العديد من الاعتداءات على مواقع قوات الجيش السوري في مختلف المناطق مثل القنيطرة ودمشق وحمص، وفي كل مرة شجبت الجمهورية الإسلامية هذه الهجمات الهمجية كما أن الحكومة السورية اعتبرتها نقضاً لسيادتها الوطنية وتقدمت بعدة شكاوى لمنظمة الأمم المتحدة؛ ولكن رغم ذلك لم تتوقف الإنجازات العظيمة على الأرض، فقوات الجيش السوري مدعومةً بأبطال محور المقاومة حققت انتصارات باهرة وفي وقت قياسي بحيث بدأ العد التنازلي لداعش في سوريا، ومدينة الرقة التي كانت يوماً عاصمة لهذا التنظيم الإرهابي أمست اليوم محررة وخالية من التكفيريين.

كما تمكنت قوات المقاومة من فك الحصار عن مدينة دير الزور بعد ثلاث سنوات ودمرت حصن داعش في الميادين لتتجه نحو الحدود العراقية وآبار النفط في مدينة البوكمال، لذا لم يبق إلا القليل من المناطق الخاضعة لسيطرة زمرة داعش الإرهابية وهي متناثرة هنا وهناك وسيتم تحريرها قريباً؛ وهذا هو السبب الأساسي في استهداف مقرات الجيش السوري من قبل طائرات الكيان الصهيوني، إذ كلما تعرض الإرهابيون لهزمية فادحة تسارع هذه الطائرات بقصف أحد المواقع العسكرية التابعة للجيش.

* القصف الجوي الإسرائيلي دعماً للتكفيريين

من المؤكد أن الهدف من وراء استهداف الطائرات “الإسرائيلية” لمواقع الجيش السوري هو عرقلة مسيرة محاربة الإرهاب التكفيري، وما يدعم ذلك أن العالم بأسره شاهد كيف أن الصهاينة أسسوا مستشفيات متنقلة في الجولان المحتل لمداواة جرحى التكفيريين وإعادة تأهيلهم من جديد كي يعودوا إلى قتال الشعب السوري واقتضام أراضيه.

الصهاينة يعرفون حق المعرفة أن نهاية عمر المجاميع التكفيرية في جبهة الشام واجتثاثها من جذورها بواسطة قوات الجيش ومحور المقاومة، سوف تتجه أنظار أبطال المقاومة والشعوب الحرة في المنطقة نحو القضية الأم للعالم الإسلامي، وهي فلسطين.

* زيارة اللواء باقري لجبهات القتال في حلب

وما زاد من امتعاض الصهاينة أن قائد أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء محمد باقري تفقد مختلف المناطق المحررة وجبهات القتال في كل من حلب واللاذقية مما أعطى الجيش السوري ومحور المقاومة دفعة معنوية قوية في الصمود ومحاربة الإرهاب، وهذه الزيارة الميدانية الشجاعة تحمل رسالة جادة فحواها أن الشعب والحكومة في إيران يدعمان الحكومة الشرعية في سوريا وقوات الجيش والمقاومة في محاربة الإرهاب حتى آخر لحظة.

إذن، قائد أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجه إلى “إسرائيل” رسالة صريحة من قلب العاصمة السورية دمشق، و وضع النقاط على الحروف مؤكداً على أن إيران لا تلتزم جانب الصمت إزاء الاعتداءات الصهيونية الهمجية ضد سوريا، وإنما تقف إلى جانب الشعب والحكومة في هذا البلد الجريح وتدعم الجيش في التصدي لكل اعتداء.

وبعد تحقيق الانتصار الكامل على الإرهاب في سوريا، سوف نرى موقف الجيش السوري في التعامل مع الاعتداءات “الإسرائيلية” وكيف أنه سيردعها.
المصدر / تسنيم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق