التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

قائد الجيش اللبناني في أمريكا.. تساؤلات برسم الأمريكيين! 

هي زيارة مقررة منذ آب أغسطس الماضي، فضّل قائد الجيش اللبناني في حينها تأجيلها ليحمل في جعبته النصر الذي تحقّق على تنظيم داعش الإرهابي في الجرود الشرقية للبنان، زيارة تأتي بناء على دعوة رسمية من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، ولا تخرج لبنانيا عن سياق السعي المتواصل لتعزيز قوة الجيش وجلب الدعم اللازم لتطوير قدراته والحفاظ على جهوزيته أمام المخاطر المحدقة بلبنان.

إذا هي زيارة بروتوكولية بالشكل لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى أمريكا، زيارة من المقرّر أن يلتقي خلالها إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية عددا من المسؤولين العسكريين والسياسيين لبحث تعزيز العلاقات والتعاون وتسليح الجيش اللبناني. الأمر الاستثنائي ليس الزيارة بحد ذاتها بل الظروف التي تحيط بها، والتي سنحاول تسليط الضوء عليها من خلال مجموعة تساؤلات قد نحصل على إجابات على بعضها خلال الزيارة التي تستمر لأيام وتبقى تساؤلات أخرى بانتظار المستقبل والخطة الأمريكية التي يتم إعدادها للوضع اللبناني.

جرت العادة أن تقدّم أمريكا مساعدات عسكرية لدول وجيوش كثيرة حول العالم ومنها الجيش اللبناني، ولكن العارف بحقيقة الأمريكيين يعلم أن أي مساعدة مهما قلّ حجمها لا يمكن أن تخلو من شروط وأهداف مبيتة للأمريكي، من هنا يحق لنا التساؤل إن كانت المساعدات الجديدة (في حال تقديمها) ستُستغل في سياق المواجهة المقرّرة (ماليا وسياسيا) من قبل إدارة ترامب لحزب الله أم أنها لا تعدو كونها مساعدة “خفيفة” لا يمكن أن تغيّر بقوة الجيش اللبناني من شيئ؟

قد يستخدم الأمريكيون أسلوب التهديد المبطن لقائد الجيش اللبناني من خلال اتهامات حول التعاون مع حزب الله، وقد يلوحون بعقوبات بسبب هذا الأمر. ومن الواضح أن الأمريكيين على انسجام تامّ مع قادة الكيان الإسرائيلي بهذا الخصوص. وتصريحات وزير الدفاع في الكيان ليبرمان واضحة بهذا الشأن، حيث اعتبر الأخير الجيش اللبناني أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله القتالية.

هل سيسعى الأمريكيون للضغط على قائد الجيش اللبناني لإقحامه في مواجهة مستقبليا مع المقاومة، مواجهة فشلت أمريكا إلى اليوم في تحقيقها. كما فشلت هي والكيان الإسرائيلي في جرّ المقاومة لمواجهة مع قوات اليونيفل الموجودة في الجنوب اللبناني. هناك رعب يضرب الكيان الإسرائيلي في صميمه ناتج من الثالوث الذهبي “جيش وشعب ومقاومة” ولذلك من المؤكد أن اللوبي الصهيوني لن يتوانى عن الضغط من أجل الإيقاع بين الجيش والمقاومة.

بسبب فشل أمريكا في جرّ اليونيفل لمواجهة حزب الله، انتقدت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة قوات اليونيفل المتواجدة في جنوب لبنان لما سمّته النشاط “الغير فعّال” لهذه القوات لمنع توريد حزب الله السلاح إلى لبنان.

طبعا أثبت الجيش اللبناني أنه أقوى من هذه الضغوط، وقائده العماد جوزيف عون أكدّ مرارا على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وقد أثبتت الأحداث الأخيرة والحرب لتطهير الجرود الشرقية للبنان من فلول تنظيم داعش الإرهابي أن التنسيق (ولو كان غير علنيا) بين الجيش والمقاومة مهم جدا في هذه المرحلة ومن خلاله تحقّق النصر على هذه الجماعات الإرهابية.

كما تمكّن الجيش اللبناني من تخطي العقبات الكثيرة التي وضعها الكيان الإسرائيلي في وجه دعمه العسكري من قبل واشنطن، سيتمكن مجددا من تحقيق أهدافه وجلب مساعدات عسكرية دون تقديم تنازلات في عقيدته القتالية، خاصة أن بحوزته أوراق قوة كثيرة تعرف قيادته كيف تستفيد منها بحذق. ومن أوراق القوة إثبات قدرة وجدارة الجيش في مواجهة التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم داعش إضافة إلى وجود مصادر تسليح أخرى تخشاها أمريكا ومنها إيران وروسيا.

على رغم أوراق القوة الكثيرة، والثقة الكاملة بالجيش اللبناني وقيادته الحكيمة يبقى الحذر أصلا أساسيا في التعامل مع المكر الأمريكي، الذي لا يقدّم دون مقابل خاصة في هذه البرهة من الزمن والتوجه الجديد لدى إدارة ترامب الذي يحقّق حلم الصهاينة في مواجهة أمريكية مباشرة لنفوذ حزب الله سياسيا وماليا وقد عسكريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق