العلماء يحددون سبب الإصابة بعسر القراءة
وجد فريق من العلماء الفرنسيين أن عسر القراءة سببه نمط غير عادي في خلايا مستقبلات الضوء الخافت في العين البشرية، مما قد يسهل علاجها مستقبلا.وكانت البحوث السابقة تشير إلى أن هذه الحالة سببها الرئيس سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ. ولكن العلماء اكتشفوا الآن أن الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة تكون الخلايا متطابقة لديهم في العينين، وهو ما قد يكون المسؤول عن الخلط في الدماغ من خلال إنتاج صورة “مرآة”، وفقا لما كتبه المؤلفون في مجلة “Royal Society B”.أما الأشخاص الذين لا يعانون من عسر القراءة، فيتم ترتيب الخلايا بشكل غير متماثل في العينين، مما يسمح لكل عين بإرسال إشارات محايدة عن الآخرى لإنتاج صورة واحدة في الدماغ.وقال الباحث المشارك في الدراسة غاي روبارس من جامعة رين إن “ملاحظاتنا تقودنا إلى الاعتقاد بأننا وجدنا بالفعل سببا محتملا لعسر القراءة”، وأضاف أن النتائج تقدم طريقة “بسيطة نسبيا” للتشخيص.وعلاوة على ذلك “اكتشف تأخير بحوالي 10 آلاف جزء من الثانية بين الصورة الأولية وصورة (المرآة) في نصفي الكرة المخية في الدماغ، وهو ما سمح لنا بتطوير طريقة لمحو صورة المرآة باستخدام مصباح LED”.وكما هو الحال بالنسبة لهيمنة اليد اليمنى على اليسرى، فإن للبشر أيضا عين مهيمنة، وبما أننا نملك عينين، فهما يسجلان إصدارات مختلفة قليلا للصورة ذاتها، ويجب على الدماغ أن يختار واحدة من بين الاثنتين، مما يخلق “عدم التماثل”.وتكون العين اليسرى هي المهيمنة لدى الغالبية، وتملك اتصالات عصبية مع الدماغ أكثر من العين الضعيفة، وبذلك توفر الصورة الرئيسة، فيما تولد العين الأخرى صورة ذات جودة أقل.ولكن عندما تنتج العينان صورة جيدة على حد سواء، يسبب ذلك ارتباك يجعل من الصعب التركيز على الأحرف.وقال البروفيسور جون شتاين من جامعة أكسفورد، مستشار خبير لرابطة عسر القراءة البريطانية: “هذه الدراسة مثيرة للاهتمام حقا، لا سيما أنها تسلط الضوء على الجوانب البصرية لعسر القراءة وكذلك أهمية هيمنة عين على الأخرى من أجل إنتاج صورة واضحة وبالتالي تسهل القراءة”.والجدير بالذكر أن حوالي 700 مليون شخص يعانون من عسر القراءة، أي أن واحدا من كل 10 أشخاص من سكان العالم يصاب بهذه الحالة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق