هل يفيد التشاؤم الصحة؟!
منوعات – الرأي –
تحث الثقافات القديمة والحديثة على التفاؤل، وتحتل قيمة التفاؤل أهمية مركزية في كتابات ومحاضرات “التنمية البشرية”، لكن هل يمكن أن يكون للتشاؤم فوائد صحية؟ يتم تعريف التشاؤم بأنه الوعي الذي يتوقّع نتائج سلبية، أو ما يُعرف بـ “رؤية النصف الفارغ من الكأس” دائماً. إليك ما حاولت دراسة حديثة استكشافه عن تاثير التشاؤم:
التشاؤم الدفاعي هو تخيل سيناريوهات سلبية محدّدة، والاستعداد لها أجرت الدراسة الحديثة الباحثة جولي نوريم من ويسلي كوليج في ماساتشوستس، ونُشرت في كتاب “القوة الإيجابية للتفكير المتشائم”، وتقترح أطروحتها أن القلق والتوتر يمكن أن يكون قوّة إيجابية إذا شعرت أنه عليك القيام بشيء ما تجاه الموضوع المثير للقلق.
وبحسب نتائج هذا البحث، يسعى من يعاني من القلق عادة إلى الهروب من مواجهة الموقف المثير لهذه المشاعر، وهو ما يزيد القلق، بينما توجد طرق أخرى للتعامل مع هذه المواقف تحوّل القلق والتشاؤم إلى طاقة إيجابية.
أحد هذه الطرق أن تتخيل النتائج السلبية المحتملة للموقف، وتقوم بتطوير استراتيجيات وأساليب لمواجهتها والتغلّب عليها.
وتصف الباحثة نوريم هذه الطريقة بـ “التشاؤم الدفاعي”، وتعتمد على تخيل عدة سيناريوهات سلبية، وتجهيز خطط للتعامل معها. ولعمل ذلك، عليك تخيل الاحتمالات السيئة، لكن عليك أيضاً أن تجعل سيناريوهاتها محدّدة، وأن تقوم بحصرها ومحاصرة الصوت القلق في داخلك وضبطه داخل صور واحتمالات معينة.
سلبيات التفاؤل. وتشير الباحثة نوريم إلى أن التفاؤل يمكن أن يكون طاقة سلبية تقيد الإنسان وتمنعه من الإنجاز. كما أن بعض الدراسات وجدت آثاراً سلبية للتفاؤل لأنه قد يعقبه موجات من الإحباط والاكتئاب. وقد حذّرت عدة دراسات من الآثار الجانبية للتفاؤل المفرط، وتأثيره على المعنويات.
من ناحية أخرى، وجدت دراسات أن التشاؤم السلبي وليس الدفاعي يرتبط بانكسار القلب وأمراضه، لكن الصيغة الدفاعية التي تحوّل التشاؤم إلى طريقة إيجابية في التعامل مع السيناريوهات السلبية المحتملة تؤدي إلى تطوير استراتيجيات فعّالة، وتعزّز الأحاسيس الإيجابية.
وبذلك يصبح التشاؤم قوة إيجابية تحمي الصحة من انكسار القلب والاكتئاب الذي يسببه التفاؤل المفرط.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق