التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

“المرأة الحديدية” ستنافس أردوغان في الانتخابات المقبلة؛ ما هو مصدر قوتها؟! 

ضجت وسائل الإعلام العالمية بخبر “المرأة الحديدية” التي تستعد لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي ستجري في 2019.

وزيرة الداخلية التركية السابقة ميرال أكشنير الملقبة بـ” المرأة الحديدية” أعلنت عن تأسيسها حزب جديد يدعى “حزب إيي” أي “الحزب الجيّد”، وتعتبر أكشنير من أبرز شخصيات الحركة القومية التركية، وتهدف من خلال حزبها الجديد إلى منافسة الرئيس رجب طيب اردوغان على السلطة التي يسيطر عليها منذ حوالي 15 عاما.

وخلال خطاب ألقته في أنقره بمناسبة إطلاق حزبها الجديد، قالت أكشنير، أن تركيا ستكون بخير فى ظل حزبها، مضيفة “أن تركيا وشعبها تعبا، والدولة تآكلت وانعدم النظام ولا حل سوى بتغيير كل المناخ السياسي”.
وكان من بين الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية ونائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. ورغم أن أغلب الأعضاء المؤسسين للحزب لهم تاريخ طويل في حزب الحركة القومية إلا الحزب يطمح الى أن يمثل خط يمين الوسط القومي ونيل أصوات القوميين والديمقراطيين.

ووسط هتافات مؤيديها الذين نادوها بـ “رئيسة الوزراء ميرال”، قالت أكشنير (61 عاما) والتي تلقبها وسائل الإعلام في بلادها بـ “المرأة الحديدية”: “لا، لا، ليس رئيسة وزراء بل رئيسة”.

وأضافت “إن الحزب ومؤسسوه وأصدقاؤها يلحون عليها بأن تترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة عام 2019”.

وكان من اللافت أن حزبها الجديد لم يتمكن من استئجار صالة أو فندق في العاصمة أنقرة مخافة أن ينظر إلى ذلك وكأنه تأييد لموقف الحزب من قبل أصحاب الصالة أو الفندق مما اضطر مؤسسيه إلى عقد مؤتمر الإعلان عن تأسيس الحزب في مركز “ناظم حكمت” الثقافي التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض.

إلى ذلك اعتبر المراقبون “أكشنير” أكبر تحد يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان، لأنها تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهى فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.

نبذة عن حياة “المرأة الحديدية”

ولدت أكشينار عام 1956 لأبوين هاجرا من سالونيك في اليونان وأنخرطت في العمل السياسي مبكرا. وتحمل شهادة الدكتوراة في التاريخ لكنها تركت العمل الأكاديمي عندما فازت بمقعد في البرلمان عام 1994 عن حزب الطريق الصحيح. وبعدها بسنوات قليلة تولت منصب وزيرة الداخلية في حكومة نجم الدين اربكان عام 1996 إلى أن تدخل الجيش واطاح بالحكومة في انقلاب ناعم 1997 عبر إصدار إنذار نهائي ضد حكومة أربكان.

وقفت اكشينار ضد تدخل الجيش في الحياة السياسية وتحدت أحد الجنرالات الذي هددها بأن يصلبها على السياج الحديدي الواقع أمام مجلس الوزراء.

وتؤكد أكشينار على أهمية سيادة القانون وصيانة المؤسسات واتباع الأصول والإجراءات القانونية. وأوضحت أن أردوغان يرى العالم بلونين فقط هما إما أبيض أو أسود، “أما أنا فلا أنظر إلى سيادة القانون بمنظار الخطأ أو الصواب، أنا اؤمن بسيادته”.

وانتقدت موقف أردوغان من المرأة وقالت إنه يريد “ان نبقى داخل المنزل”.

وشاركت فى تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إلا أنها انسحبت منه واتهمته بأنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامى بزعامة نجم الدين أربكان، وانضمت إلى حزب الحركة القومية لاحقا، وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب فى تأييد أردوغان تم طردها من الحزب عام ٢٠١٦.

وبعد عام من طردها ها هو حزبها الجديد يبصر النور تحت مسمى حزب “الخير”، وكانت قد صرحت خلال تقديمها طلب تسجيل الحزب إلى وزارة الداخلية: “لدينا أمل وأحلام… ولدينا القوة”، مضيفة: “نريد تركيا عادلة نريد مجتمعًا حراً”.

ويرى مراقبون أنها منافس قوي لأردوغان، كما أن معارضتها الشديدة لاعتماد النظام الرئاسي في البلاد أكسبتها المزيد من الشعبية حتى داخل أوساط حزب اردوغان المعارضين للنظام الرئاسي.

وبعكس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار اوغلو الذي فشل في الوصول إلى فئات الناخبين من خارج دائرة النخب المتعلمة في المدن، فإن أكشينار قادرة على اختراق القاعدة الشعبية لأردوغان.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات التركية ١٢١ شخصا من موظفى وزارة الخارجية المبعدين والمتقاعدين ، و٧٠ موظفا بالجيش التركي ، إلى جانب إغلاق أربع مدارس للاشتباه فى صلاتهم بالداعية فتح الله جولن، وذلك فى إطار حملة مداهمات شملت ٣٠ مدينة تركية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق