الشعوب واعية.. وتدرك خطورة الإستكبار العالمي
يحيي الايرانيون يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام الذكرى السنوية لإحتلال السفارة الأمريكية السابقة في طهران والتي تعرف بوكر التجسس الاميركي، بداية انطلاق الثورة عام 1979، والذي أطلق عليه اسم «اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي»..
وتنطلق بهذه المناسبة، مسيرات بمشاركة واسعة من قبل مختلف شرائح الشعب، يدينون خلالها ممارسات أمريكا تجاه وطنهم، ويؤكدون فيها على نكث اميركا للعهود والمواثيق، ويرددون شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل في ادانة واضحة لممارسات الإستكبار العالمي وتأكيدا منهم على مقارعة الإستكبار لاسيما اميركا المجرمة وعملائها .
ان أمريكا هي دولة داعمة للإرهاب وتستميت من أجل إثارة التفرقة والكراهية بين الدول والشعوب. والسفارة الأمريكية كانت تسعى بعد انتصار الثورة الاسلامية لإستعادة نفوذها والتدخل في شؤون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن الطلبة الإيرانيون اقتحموا هذه السفارة واكتشفوا فيها كثير من المستندات والوثائق التي كانت تدل على التجسس، في حين قد أمحي كثير منها أيضا من قبل موظفي السفارة.
ان أمريكا قامت بالكثير من الجرائم والممارسات ضد الشعب الايراني مثل مصادرة اموال الجمهورية الاسلامية الايرانية والتخطيط لإنقلاب نوجة (نسبة الى انقلاب عسكري خططت له اميركا للاطاحة بنظام الحكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد انتصار الثورة انطلاقا من قاعدة نوجة الجوية بهمدان)، والهجوم العسكري واستهداف السفن والمنصات الايرانية وطائرة نقل الركاب المدنية (ايرباص في العام 1988 فوق مياه الخليج الفارسي من قبل الفرقاطة الاميركية فينسنس أدى الى استشهاد ركابها الـ 290)، وفرض اجراءات الحظر الظالمة والتخطيط للحرب الناعمة وصنع افلام معادية للاسلام وايران واستشهاد عدد كبير من المواطنين والمسؤولين من قبل زمرة المنافقين، وكذلك منح اللجوء لأعداء الشعب الايراني.
ان اميركا دعمت جميع الفتن والإضطرابات التي حدثت في ايران خاصة خلال الاعوام 1999 – 2009. وأخيرا قاموا بانتهاك الإتفاق النووي ويطلق ترامب التصريحات الإستفزازية ضد ايران، وحتى بالنسبة لدول منطقة الشرق الأوسط، نرى وطأة قدم أمريكا من خلال التدخل بشؤونها عن طريق إثارة النعرات الطائفية ودعم الإرهابيين وعدم احترام سيادة دولها، وعلى سبيل المثال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة والتي هاجم فيها الحشد الشعبي، ورأينا في قضية انفصال اقليم كردستان العراق ورفع الأعلام الإسرائيلية التي كانت تبين مدى نفوذ الكيان الصهيوني ومخططات الإستكبار العالمي لبسط نفوذه وهيمنته في الشرق الأوسط، وباعتراف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق (حمد بن جاسم) في مقابلة مع قناةBBC البريطانية، بشيطنة أمريكا لبث الفرقة في دول منطقة الشرق الأوسط، والتي أشار فيها الى أن سوريا فلتت من فخ كان يخطط له منذ عام 2007 أي بعد هزيمة اسرائيل في حربها على لبنان في عام 2006.
ان خطر تغلغل الإستكبار العالمي اليوم كبير جدا وعلى دول المنطقة الإنتباه وعدم الوقوع في فخ أمريكا وحلفائها، والشعب الايراني تحت قيادة قائد الثورة الإسلامية أصبح اليوم قويا في مواجهة ومقارعة الإستكبار العالمي وله دور كبير في مسيرة وحدة دول الجوار وشعوب المنطقة، ولن يساوم أمريكا أبدا، ولن يسمح للعدو بأي اختراق سياسي أو ثقافي أو اقتصادي أو غير ذلك.
ان اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي والذي يحتفي به الشعب الايراني تزامنا مع ذكرى احتلال وكر التجسس الاميركي بات له دلالة رمزية في وجدان الإيرانيين ويؤكدون من خلاله، على الثوابت الوطنية والدينية التي ترفض ان يكون للولايات المتحدة موطئ قدم على الساحة الإيرانية مجددا.
الشعب الإيراني بحضوره وهتافاته في هذا اليوم يقول لأمريكا وحلفائها أن ليس لهم مكانا في منطقة الشرق الأوسط مهما قاموا بالتخطيط والتدخل في شؤون بلدان المنطقة، لأن الشعوب استيقظت وتعرف خطورة الإستكبار العالمي.
المصدر / الوفاق