استقالة الحريري تأتي في اطار خريطة طريق سعودية امريكية تستهدف “حزب الله”
وكالات – الرأي –
رأى الاعلامي الفلسطيني عبدالباري عطوان في مقال له نشره السبت في صحيفة “الراي اليوم ” ان استقالة الحريري تأتي في اطار خريطة طريق سعودية امريكية تستهدف “حزب الله”.
وجاء في المقال: المَعلومات المُتوفّرة لدينا تُفيد بأنّ المملكة وبالتّنسيق مع الرئيس ترامب، تَعكف حاليًّا على تَشكيل تحالفٍ عربيٍّ، على غِرار نَظيره في حرب اليمن، يكون رأس حِربة في الهُجوم المُتوقّع على “حزب الله”، ومن غَير المُستبعد أن تكون “إسرائيل” العمود الفِقري لهذا التّحالف، وتردّدت أنباء في لندن أن اتصالات سِريّة سعوديّة جَرت مع الأردن تضمّنت دَعوته للانضمام إلى الحِلف الجديد، ولكن هذهِ الأنباء لم تتأكّد من أيِّ مَصدرٍ رسميٍّ، أو حتى شِبه رَسمي.
واضاف المصدر: لا نَعتقد أن السيد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان المُستقيل، أقدم على خُطوةِ استقالته هذه لأن حياته كانت مُعرّضة للخَطر، فالرّجل كان يتجوّل في بيروت بشكلٍ طبيعي، ووقّع قبل أيّامٍ معدودةٍ عدّة مراسيم، أبرزها تعيين سفير لبنان جديد في سورية، مُضافًا إلى ذلك أن الجهة المُحتملة للإقدام على تنفيذ عمليّة اغتياله، أي حزب الله، كانت تُوفّر له الحِماية، ووَصل إلى رئاسة الوزراء عبر صَفقةٍ سياسيّةٍ مَعها.
وتابع: لا تَستبعد المَصادر التي تحدّثت لنا احتمال أن يتزامن، أو يتوازى، أي تصعيد ضد “حزب الله” في لبنان، مع تصعيد عسكري آخر ضد قطر في حال الحُصول على ضوءٍ أخضر أمريكي، وقد بات وشيكًا، وقالت أن هناك سبعة آلاف جندي مصري من القوّات الخاصّة عالية التدريب تتواجد حاليًّا في قاعدة في شمال إمارة أبو ظبي، وعلى بُعد 40 كيلومترًا من الحُدود القطريّة جاهزة للتدخّل عَسكريًّا، والضّوء الأخضر الأمريكي ضروري، بل حَتمي، لأن عدد القوّات التركيّة في قطر ارتفع في الأسابيع الأخيرة إلى حوالي 30 ألف جندي.
واضاف: السيد الحريري استدعي إلى الرياض على عَجلٍ، وطار إليها في غُضون ساعاتٍ مَعدودةٍ، بعد أن ألغى جميع ارتباطاته الرسميّة، ولا نَستبعد أن تكون هذهِ الاستقالة قد أُمليت عليه، وكذلك نص الخِطاب العَنيف الذي ألقاه وبثّته قناة “العربيّة” وليس قناة “المُستقبل” التّابعة له، ممّا يُؤكّد أن ولاءه للسعوديّة، الذي لم يُخفه أبدًا، يتقدّم على ولائه للبنان،
واردف بالقول: السيد نصر الله، أمين عام حزب الله، لم يَنطق عن هَوى عندما حَذّر بينامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من شنِّ أيِّ حربٍ على لبنان، وطالب اليهود بالهُروب من فِلسطين المُحتلّة إلى الدّول التي جاءوا مِنها للنّجاة بأرواحهم، لأنّهم سَيكونون وقود أيِّ حربٍ مُقبلةٍ،
واستطرد بالقول: طُبول الحَرب بدأت تُقرع في الرّياض، وتَصل أصداؤها إلى المِنطقة كُلّها، واستقالة الحريري إحداها، السؤال هو متى سَتنطلق الشّرارة الأولى وليس أين، فلبنان الذي عاشَ عامين بدون رئيس جمهوريّة، يَستطيع أن يعيش بدون رئيس وزارء أو حُكومة، والأطراف التي تَقف في الخَندق المُقابل تَعرف هذهِ الحقيقة جيّدًا، ولهذا قد تتحرّك سريعًا، بدايةً بشلِّ النظام المَصرفي اللبناني، تمهيدًا لشلِّ الاقتصاد، وكمُقدّمةٍ لحِصارٍ خانقٍ شبيهًا بالحِصار المفَروض حاليًّا على اليَمن تَلعب فيه البوارج الإسرائيليّة والأمريكيّة دورًا كبيرًا.
واضاف: إنّها مُقامرة سعوديّة أمريكيّة غير مَحسوبة العَواقب، ودُخول “إسرائيل” ميدانها قد يُكلّفها غاليًا، فهذهِ الحَرب، قد تَكون آخر الحُروب في المِنطقة، تمامًا مِثلما كانَ عليه حال الحرب العالميّة الثانية، التي أنهت الحُروب الأوروبيّة إلى غيرِ رَجعةٍ، وقامَ على أنقاضها الاتحاد الأوروبي.
وتابع: لا نَعتقد أن “إسرائيل”، التي خَسرت جَميع حُروبها مُنذ عام 1973، ستَخرج مُنتصرةً منها، فمِحور المُقاومة استعدّ لها جيّدًا، وقُدرات حزب الله أضخم أضعاف المرّات بالمُقارنة مع نَظيرتها أثناء حرب عام 2006، مُضافًا إلى ذلك أن سورية وإيران والعِراق، وآلاف المُتطوّعين من مُختلف أنحاء العالم الإسلامي ستُشارك فيها، ولا نَنسى أيضًا حركة حماس التي استعادت علاقاتها كاملةً مع إيران والسيد نصر الله.
واختتم بالقول: لا أحد يُريد الحَرب أو يتمنّاها، ولكن إذا جَرى فَرضها على مِحور المُقاومة، فإنّ النّتائج قد تَكون مُختلفةً هذهِ المرّة عن كُل سابقاتها،.. والأيّام بيننا.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق