دريان متهيب وخطواته تنتظر جلاء الصورة
يلف الغموض مصير الوضع الحكومي في ضوء استقالة رئيسها سعد الحريري من السعودية، خصوصا ان احدا لا يملك اي معلومات عن تاريخ عودته الى بيروت، في وقت لا زال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر عودة الحريري للاطلاع منه على حيثيات الاستقالة والظروف التي دفعته للاعلان عنها من داخل السعودية بالتوازي مع المعلومات التي تتحدث عن إلزام سلطات آل سعود لرئيس الحكومة لتقديم استقالته.
ومن هذا المنطلق يقول مصدر سياسي التقى عددا من القيادات في الساعات الماضية – بعد استقالة الحريري – ان لا شيء واضح لدى المراجع المعنية بخصوص المرحلة المقبلة سياسيا وحكوميا. ولذا تشير المصادر الى جملة من الامور حول طبيعة استقالة الحريري وما تبعها من معلومات عن وضع السلطات السعودية لرئيس الحكومة قيد الاقامة الجبرية ومن ابرز هذه المعطيات التالي:
1- ان لقاء الحريري مع ملك السعودية وتوزيع صورة عن اللقاء لا يغيّر في واقع الحديث عن احتمال وضع رئيس الحكومة المستقيل في الاقامة الاجبارية، لانه قد يكون الهدف من اللقاء والصورة القول بأن الحريري يقوم باتصالات ولقاءات عادية في السعودية بعيدا عن اي ضغوط او احتجاز حريته.
2 – رغم كل التسريبات عما يمكن ان يكون حصل مع الحريري، الا ان احدا من القيادات اللبنانية حتى المقربين منه ليسوا على اطلاع فعلي على ما جرى ويجري مع رئيس الحكومة المستقيل، ما يؤكد ان الاستقالة لم تكن واردة عند رئيس الحكومة بل فرضت عليه بالقوة من جانب ولي عهد آل سعود محمد بن سلمان وهذه الاجواء سبقت زيارة الحريري الى السعودية بعد ظهر يوم الجمعة الفائت، حيث كان اعطى مواعيد للقاءات مطلع الأسبوع الحالي وبينها اجتماعات للجان وزارية.
3 – هناك معلومات اولية لدى بعض المعنيين في لبنان عن وجود اتصالات دولية مع السعودية للإطلاع على حقيقة ما حصل مع الحريري وبالاخص من جانب السلطات الفرنسية.
4- ان كل المعنيين في الدولة توافقوا على عدم اتخاذ اي خطوات بخصوص الاستقالة او الوضع الحكومي قبل عودة الحريري الى بيروت ومعرفة ما حصل معه وكذلك الاطلاع على موقفه النهائي من موضوع الاستقالة.
5 – ان كل القيادات ثمنت عاليا موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من حيث مقاربته للمعطيات المحيطة بالاستقالة وحرصه الكبير على الاستقرار والتهدئة دون التوقف عند الاتهامات التي تضمنها بيان الاستقالة والتي اعدته سلطات آل سعود.
وفي هذا السياق ينقل زوار مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان عنه في الساعات الماضية ارتياحة لمواقف القيادات اللبنانية بما خص التعاطي مع الاستقالة، الا ان زوار دريان خرجوا بانطباعات خلال اللقاء معه تشير الى الامور الاتية:
– الأمر الاول: ان مفتي الجمهورية لم يتواصل مع الحريري منذ اعلان الأخير لإستقالته، وهو لم يتمكن من التواصل معه.
– الأمر الثاني: ان هناك معطيات تفيد بحصول «شيء ما» مع رئيس الحكومة.
– الأمر الثالث: ان المفتي دريان متهيب في اتخاذ اي خطوة منها الدعوة لاجتماع المجلس الشرعي او العودة لاجتماع يضم رؤساء الحكومة السابقين او الدعوة للقاء وطني بانتظار جلاء الصورة.
– الأمر الرابع: ان المفتي مرتاح لموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما خص التعاطي مع الاستقالة، وهو يعتبر مناخ التفهم والتفاهم موقف وطني من شأنه ان يجنب البلد اي تداعيات.
– الأمر الخامس: بعد عودة الحريري على الجميع العودة الى الدستور لإخراج البلد من الازمة التي دخلت بها البلاد.
في كل الاحوال، تؤكد كل المعطيات الداخلية ان اي قرار او خيار بخصوص الاستقالة او الحكومة مرهون بعودة الحريري الى بيروت ليتبين «الخيط الابيض من الخيط الاسود» حول الظروف التي فرضت على رئيس الحكومة تقديم استقالته، وهو ما اكد عليه رئيس الجمهورية لكي يبني على «الشيء مقتضاه».
بقلم / حسن سلامة