التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الحريري يتنقل بين الدول العربية ولا يقدم جوابا للبنانيين عن ظروف استقالته 

وكالات – الرأي –
كالحمامة المذبوحة تظهر استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الّذي يتنقل بين قصر اليمامة الى أبو ظبي فالمنامة اليوم دون ان يعرّج على لبنان ولو بالتصريح ليوضح ظروف استقالته للبنانيين.

بين اليمامة بالأمس والمنامة اليوم أو غدا، هكذا تبدو خطوات رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل والمختطف على أدنى تقدير؛ فبعد لقاء الحريري بعجوز آل سعود بالأمس في قصر اليمامة، ها هو بن سلمان يأذن له بمغادرة الرياض الى أبو ظبي التي سيغادرها اليوم متوجها الى المنامة.

إلّا أن الإخراج السّعودي الفاشل لتنقّلات الحريري كان على مستوى من الفشل بحيث لم تستطع الرياض والحاكم بأمرها بن سلمان تغييب أصابعه عن الإهانة الموجّهة للبنان كبلد مستقل له حكومته وشعبه ومؤسساته.

على عكس المستوى السياسي والتواصل بين الحريري مع الأطراف اللبنانية، تبدو جولته على دول الخليج الفارسي، فهو وإن كان ينفّذ توصيات “الداشر” بن سلمان فعلى ما يبدو ان الراعي السعودي و ولي الأمر في هناك لم يأذن له بعد بالتواصل مع لبنان لشرح تفاصيل الاستقالة وملابساتها التي توازي افعال الشباب الطائش في موقع الحكم في مملكة الرمال والّذي لا يقيم حدودا لأي اعراف ولا مواقع، حتّى وإن كانت تمثّل حاجة ملّحة للاستقرار ككرسي في لبنان وفي موقع رئاسة الحكومة في هذا البلد.

رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أمسك بعقال الحكمة في لبنان، بينما يتم إيقاف الحاكم السعودي عن العبث باستقراره، وعليه فقد تناول الاتصال من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني بنظيره اللبناني آخر التطورات؛ مشددا على ضرورة الاستقرار في هذ البلد الشرق أوسطي.

عون الّذي استوعب صدمة الأزمة منذ لحظة تفجيرها، بدأ بالأمس مشاورات وطنية مع الأفرقاء اللبنانيين، وكان لقاء وطن بوطن حيث جمع عون بالرئيس السّابق إميل لحود. كما حضر جميع الرؤساء السّابقون الى قصر بعبدا لاستكمال المشاورات والى جانبهم رؤساء الكتل النيابية الّذين برز عنهم موقفان؛ زيارة فرنجية لعون على الرغم من خلاف الأول الكبير مع التيار الوطني الحر فالاستقرار خط أحمر عند الطرفين ولا خلاف على ذلك، أما الموقف الثاني فكانت تصريحات رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة الّذي لم يستطع تحديد وضع الحريري إن كان تحت الإقامة الجبرية من عدمه، مكتفيا بالقول: ” نريدُ عودةَ الرئيسِ الحريري كأولوية “.

الوعي اللبناني أكّد على ضرورة تجنيب لبنان من الأزمات التي تعصف بالعائلة الملكية السعودية تحت عناوين الفساد حيث بات من المؤكّد ان لبنان لا يحتمل همجية سعودية أخرى في المنطقة كحال الإرهاب السعودي الذي استهدف اليمن مرتكبًا مجازر مروعة بحق المدنيين اليمنيين، بما يوجب على العالم الخروج من عقدة الصّمت في مواجهة البترودولار السّعودي نصرة للإنسانية ورفعا للظلم.

لا شكّ بأن المملكة التي تدّعي انّها عربية وإسلاميّة قد اراقت ماء وجه العرب والإسلام بتصرفاتها الإرهابية على كل صعيد، ويبقى أن يكون للمجتمع الدولي دور غير المطالبة والصراخ الّذي لا طائل منه لوضع حد للبربرية السعودية وفتح المعبر اليمني المغلق لإيصال المساعدات الإنسانية الى الشعب اليمني. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق