وسط تحذيرات أممية وحقوقيّة.. السعودية ترتكب أكبر مجاعة عالمية في اليمن
اثار قرار التحالف السعودي للعدوان على اليمن بفرض الحصار التام ردود أفعال واسعة حيث حذّرت الأمم المتحدة من أكبر مجاعة سيشهدها العالم إذا استمر حصار التحالف السعودي على اليمن، في حين دعا مجلس الأمن التحالف الدولي لابقاء موانئ اليمن البحرية والجوية مفتوحة.
الداخل اليمني تأثر سريعاً بالقرار الذي انعكس ناراً وشنّاراً على الحياة اليومية لليمنيين بدءاً من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها من الأسواق بما فيها الغاز المنزلي، وليس انتهاءاً باختفاء السلع الضرورية للمواطنين في حال استمراره.
الأمم المتحدة: أكبر مجاعة يشهدها العالم
مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة علّق على القرار السعودي بالقول:”أبلغت المجلس أنه ما لم ترفع تلك الإجراءات ستحدث مجاعة في اليمن، وستكون أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود”.
وأشار لوكوك إلى أن وصول المساعدات الإنسانية عبر الموانئ لم يكن كافياً حتى قبل الإجراءات التي أعلنت في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لافتاً إلى أنه لم يُسمح أيضاً برحلات جوية تابعة للأمم المتحدة إلى اليمن. وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يقدم مساعدات غذائية لسبعة ملايين شخص شهرياً في اليمن، مشدداً “ما نريده هو إنهاء الحصار حتى يمكننا إنقاذ أرواح هؤلاء الناس”.
ودعا لوكوك إلى الاستئناف الفوري لرحلات الأمم المتحدة، وغيرها من رحلات المساعدات إلى صنعاء وعدن، مع ضمانات من التحالف بعدم تعطيل الرحلات مجدداً. كما دعا إلى السماح الفوري بالوصول إلى الموانئ لأغراض إنسانية وتجارية، والسماح لسفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالتمركز قبالة عدن، إضافة إلى ضمانات بعدم تعطيل عملها مرة أخرى، مطالباً “بالسماح لكل السفن التي تجتاز تفتيش الأمم المتحدة بتفريغ حمولاتها”.
من جهته، دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطويو غوتيريش تحدث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى الاستئناف الفوري لدخول المساعدات الإنسانية.
مجلس الامن يدعو التحالف لابقاء موانئ اليمن البحرية والجوية مفتوحة
على صعيد متّصل، دعا مجلس الامن الدولي التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الى ابقاء الموانئ والمطارات في هذا البلد مفتوحة لايصال المساعدات الانسانية.
وقال رئيس المجلس لهذا الشهر الايطالي سيباستيانو كاردي للصحافيين اثر اجتماع مغلق عقده المجلس حول اليمن بطلب من السويد ان اعضاء المجلس ال 15 عبروا عن “قلقهم” جراء “الوضع الانساني الكارثي في اليمن”. وشددوا على “اهمية إبقاء كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة”.
وقال كاردي “لقد أكد أعضاء مجلس الأمن أهمية استمرار عمل جميع موانئ ومطارات اليمن، بما فيها ميناء الحديدة، باعتبارها شريان حياة مهما للدعم الإنساني وغيره من الامدادات الضرورية”.
23 منظمة دولية: أيّ خلل يدفع الملايين إلى المجاعة والموت
لم يكن القرار السعودي بمنأى عن ردود الأفعال الحقوقية، وتلك المنظمات التابعة لحقوق الانسان، فقد أثار القرار السعودي أثار ردود فعل واسعة، فقد وصفته منظمات صحية وإنسانية أممية بالحصار الشامل الذي سيفاقم من الوضع الإنساني الصعب في اليمن، وسيؤدي إلى وقف القطاع الصحي كلياً.
ووقعت 23 منظمة انسانية دولية بمن فيها الأمم المتحدة بياناً تحدث عن خطورة الأوضاع في اليمن بعد إغلاق التحالف السعودي جميع المطارات والموانئ والمعابر البرية اليمنية التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية الضرورية والإمدادات التجارية إلى البلد وتعيق حركة المساعدات والعمال داخل وخارج اليمن.
وقال البيان إن أي خلل في إيصال الإمدادات الضرورية مثل الغذاء والوقود والأدوية ينطوي على إمكانية دفع الملايين من الناس إلى المجاعة والموت.
وذكر البيان بأن أكثر من 20 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، سبعة ملايين منهم، يواجهون ظروف تشبه المجاعة ويعتمدون تماماً على المعونة الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وحذّر البيان من أنه في غضون ستة أسابيع، سيتم استنفاد الإمدادات الغذائية لإطعامهم. ويعاني أكثر من 2.2 مليون طفل من سوء التغذية، من بينهم 000 385 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويتطلبون علاجاً علاجياً للبقاء على قيد الحياة.
منظمة أطباء بلا حدود قالت أمس الأربعاء من جهتها، إن التحالف لم يسمح بوصول المساعدات إلى منذ ثلاثة أيام وطالبته بالسماح الفوري للوصول إلى اليمن، ومن دون أي عوائق لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها. بدوره طالب الصليب الأحمر الدولي بابقاء المنافذ مفتوحة أمام الإمدادات الحيوية.
المصدر / الوقت