رئيس الوزراء : نستلهم من ثورة الامام الحسين الدفاع حتى النصر وسننتصر على الفساد
سياسة – الرأي –
اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، اننا نستلهم من ثورة الامام الحسين {ع} الدفاع حتى النصر، معاهدا أبناء الشعب العراقي بالانتصار على الفساد.
وقال العبادي في كلمة بمناسبة ذكرى اربعينية الامام الحسين {عليه السلام} اليوم “سلاما على أرض العراق التي اتسعت لملايين المُعزين السائرين نحو كربلاء الفداء والتضحية من مدن العراق ومن جميع دول العالم لإحياء ذكرى اربعينية ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام واهل بيته وصحبه الشهداء الكرام”.
وأضاف “سلاما على تلك الدماء التي نزفت بأرض الطف وانبتت إجيالا من المؤمنين الصادقين المضحين ، سلاما على أكفّ العراقيين الكريمة الممدودة بالعطاء المنقطع النظير، وعلى مشهدك المضيء ورايتك العالية سيدي ابا الاحرار التي تهوي اليها قلوب المؤمنين، في ذكرى اربعينيتك الخالدة”.
وتابع “ها انتم ترسمون كل يوم لوحة فخر ونصر جديدة وتقدمون للعالم بأسره صورة ناصعة عن حقيقة بلدكم الذي يشهد اكبر تظاهرة بشرية آمنة على طول آلاف الكيلومترات وعن شعبكم الذي يقاتل وينتصر وتتواصل الحياة في مدنه الآمنة”.
وبين ان” هذا الاقبال والاندفاع الفريد نحو كربلاء لدليل على ان قضية الامام الحسين ع هي قضية انسانية وليست محصورة بدين او طائفة ، لكن ما يدعونا للفخر والاعتزاز ان ميدانها هو ارض العراق التي كانت على مرّ التأريخ وماتزال مصنعا للنصر والشهادة ومضمارا يتسابق عليه الابطال ومنطلقا للاصلاح ومقارعة الطغاة والفاسدين”.
واكمل العبادي “أربعون يوما تتجدد عبر العصور وحناجر لاتهدأ ودموع لاتكف وسيرة تتجدد ابدا وتلهمنا العزم والاصرار على مواصلة الدرب الذي سار عليه الحسين واصحابه ، درب العمل المقرون بالصدق ودرب الاقدام الموصول بالتضحية ودرب السير بلاخوف نحو احدى الحسنَيين النصر او الشهادة ، وقد نالهما الامام الحسين معا ،فهو سيد شباب اهل الجنة ببشارة جده النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو المنتصر الحي الذي تعيش ذكراه وترتفع رايته في كل زمان ومكان”.
واردف قائلا” اننا اليوم يجب ان نكون مع الحسين سلوكا وعملا وصدقا وتضحية وليس شعارا ومظهرا ، ويجب ان تنسجم الشعارات مع العمل ، فثورة الامام الحسين هي ثورة لتحرير الانسان والارض من العبودية وثورة لاصلاح الاوضاع الخاطئة وتصحيح المسارات المنحرفة ، وبهذا الفهم نستلهم من ثورة الامام الحسين الثبات على المبدأ والدفاع حتى النصر او الشهادة في سوح القتال والتحرير، والسير بمسيرة الاصلاح وبناء الانسان والوطن بالشكل الصحيح الذي نحفظ به حقوق الجميع ونحكم بالعدل والمساواة ونحمي ثروة البلاد من ايدي العابثين والمفسدين”.
وأشار الى” اننا نعاهد ابناء شعبنا بأننا سننتصر في حربنا ضد الفساد كما انتصرنا في حربنا ضد الارهاب ، وسنفي بكل عهد قطعناه ، وسنحقق طموحاتكم بتعاوننا معا وبنفس الروح والاندفاع التي مضينا بها خلال عمليات التحرير والنصر وتوحيد البلد”.
واستطرد ان” اكبر مصداق لانسجام النوايا مع العمل هو ما يسطره مقاتلونا الابطال في عمليات تحرير الاراضي والمدن العراقية والتي نجحت طيلة ثلاثة اعوام في الحاق الهزيمة بعدو ارتدى ثوب الاسلام كذبا وزوراً ، فتحية للابطال المحررين الذي رفعوا راية العراق في ابعد نقطة حدودية واذهلوا العالم بهذه الشجاعة وبصور التضحية وبتسابق الشيب مع الشباب من اجل الدفاع والاستشهاد والنصر ، وتحية لارواح الشهداء وللجرحى ولعوائلهم الكريمة”.
وأستذكر ” ثلاث سنوات من التلاحم البطولي الفريد كانت فيه الوحدة بين ابناء الشعب سلاحنا الأمضى والاقوى، ثلاث سنوات نحن في ايامها الاخيرة لنعلن النصر النهائي الكبير بتحرير كامل الارض العراقية والوفاء بالعهد”، مبينا ان” مسيرة التحرير العراقية ستبقى خالدة في التأريخ فقد توحدت كلمتنا من كل محافظات العراق وتوجهنا بقلب واحد ويد واحدة لانقاذ اهلنا في المحافظات التي احتلتها داعش في غفلة من الزمن”.
وأفاد” لقد انتصرت ثورة الامام الحسين بالشهداء والثبات على المبدأ، وانتصر العراق بالشهداء والمضحين من كل الأعمار سواء الذين قاتلوا العدو وجها لوجه او الذين استشهدوا وهم يواجهون الارهاب الذي اعتدى على المدنيين الآمنين في الاسواق والجامعات والمساجد والحسينيات، وهاهم الزائرون يتوجهون مشيا على الاقدام متحدين الارهاب الذي يتربص بهم لولا شجاعة الابطال من قواتنا الامنية الذين يؤدون دوراً بطوليا في حماية المواطنين اضافة لدورهم القتالي في مواجهة العدو الداعشي المهزوم”.
واستمر” مع اقتراب مراسم ذكرى احياء اربعينية الامام الحسين عليه السلام من ذروتها اتقدم بخالص العزاء لشعبنا العراقي الكريم ولامتنا الاسلامية وللعالم اجمع ، كما اعزّي مراجعنا العظام وعلى رأسهم سماحة السيد السيستاني حفظه الله، وأسأل الله جلت قدرته ان يمكننا من اكمال مشوار النصر على العدو وانجاز مهمة التحرير ليكتمل النصر الكبير ويعود كل مهجر ونازح لمدينته وبيته وننتصر على الفاسدين وادواتهم ونكسر شوكتهم ونودعهم السجون التي يستحقونها، واجدد الدعوة لقواتنا الامنية الغيورة بالاستمرار بنجاحها في حماية الزائرين في المدن كافة وفي طريق العودة”.
ولفت الى العبادي “اننا نذكر الجهات والوزارات بتوجيهاتنا بضرورة بذل اقصى جهد لتأمين عودة الزائرين وتوفير وسائل النقل الكافية، ونسأل الله ان يحفظ العراق ووحدته ووحدة شعبه وان نبدأ معا عهداً جديداً من الأخوة والسلام والبناء ونعمر مدننا التي خربتها الايادي الارهابية المجرمة”.انتهى