التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أزمة الثقة تحول دون نجاح اتفاق “بوتين-ترامب” لحل الأزمة السورية سياسياً 

خلص الاجتماع الذي جمع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بنظيره الروسي “فلاديميربوتين” اليوم السبت، 11 نوفمبر/تشرين الثاني، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “آبيك” التي عقدت في مدينة “دانانغ” الفيتنامية إلى الاتفاق على التعاون لحفظ السيادة السورية والاستمرار في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في هذا البلد واتفق الرئيسان الروسي والأمريكي، على حل الأزمة السورية سياسيا، مؤكدان في نهاية اجتماعهم هذا على الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.

الرئاسة الروسية “الكرملين”، أكّدت أنه تم استبعاد الحل العسكري لحل الأزمة في سوريا، ولفتت إلى أن الرئيسين اتفقا على أن “حل الأزمة سوف يتم عن طريق محادثات جنيف”. واكد الكرملين أيضا أن موسكو وواشنطن اتفقا على بقاء قنوات الاتصال بينهما لتجنب أي حوادث قد تتعرض لها قواتهما العسكرية في سوريا.

من جانبه، صرح الرئيس الروسي بوتين خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش هذه القمة، بأنه اتفق مع الرئيس الأمريكي في بيان مشرك على حل الأزمة السورية سياسيا وقال “بوتين”: “لم يكن من السهل التوصل إلى هذا البيان المشترك ولقد عمل خبراؤنا عليه قبل انعقاد القمة وتابع وزيرا خارجية البلدين عمل الخبراء لتطوير هذه الوثيقة واليوم اتفقت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صياغة الوثيقة وأعتقد أنها مهمة لأنها تؤكد على أمور مبدئية أولها الاستمرار في مكافحة الإرهاب وهذا في غاية الأهمية للولايات المتحدة في ضوء ما حدث في هذا البلد ولنا نحن أيضا لإننا واجهنا هذه المشكلة منذ زمن طويل وهذه الوثيقة مهمة أيضا للمجتمع الدولي ككل”.

وأضاف بوتين: “أن المهم الآن بعد الانتهاء من التنظيمات الإرهابية في سوريا، هو العمل لتعزيز الاتفاق حول مناطق تخفيف التوتر ونظام وقف الأعمال القتالية وخلق ظروف ملائمة للبدء بالعملية السياسية وهذا هو هدف الإعلان عن هذا البيان المشترك مع الجانب الأمريكي والذي سيكون عاملا فعالا في العمل لتسوية الأزمة في سورية”.

في المقابل، صرح الرئيس الأمريكي “ترامب” في تصريح للصحفيين بأن هذا البيان المشترك الذي تم الاتفاق عليه مع الجانب الروسي سيعمل على حل الأزمة السورية سياسيا وأضاف قائلا ” أن هذا الاتفاق سينقذ عددا كبيرا من الأرواح “.

واقع أم حبر على ورق؟

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سيطبق هذا الاتفاق الأمريكي الروسي على ارض الواقع أم انه مجرد حبر على ورق؟

إن الواقع والتصريحات الأخيرة لبعض المحللين والخبراء الروس والأمريكان، تشير إلى أن أي نوع من الاتفاقات الأمريكية الروسية لا يمكن أن تمهد الطريق للتوصل إلى حل سياسي في سوريا وان هذا الاتفاق المشترك الأخير سوف يؤول في نهاية المطاف إلى الفشل.

هذا الفشل يمكن قراءته في تصريح “فرانز كلينسوفيتش” نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد الروسي، الذي أشار إلى إعلان روسيا في بيانها المشترك مع الولايات المتحدة حول سوريا، بأنها مستعدة مرة اخرى لحل الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة لحل آلأزمة السورية سياسيا، ولكنه غير مطمئن من النوايا الأمريكية وتسأل قائلا: هل ستتعاون الولايات المتحدة معنا وتثبت صدق نيتها في حل هذه الأزمة سياسيا وعدم اللجوء إلى الخيارات العسكرية. واكد أن القادة الروس لم يتخلوا أبدا عن أي موقف والتزموا بالمفاوضات التي تعقد في الساحات الدولية. أن هذه التصريحات تشير إلى حد ما بأن هذا الاتفاق الروسي الأمريكي لن يُعمل به على ارض الواقع وان الولايات المتحدة ستقوم في نهاية المطاف بالتنصل من هذا الاتفاق.

لم تقتصر الشكوك حول الاتفاق على الجانب الروسي، بل تؤكد التصريحات التي اطلقها “جون ماكين”، السيناتور الأمريكي الجمهوري ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي على الحقيقة نفسها، مشيراً إلى أن الفشل سيكون مصير هذا الاتفاق.

فقد انتقد ماكين الرئيس الأمريكي “ترامب” لقيامه بالموافقة على هذا الاتفاق المشترك مع الجانب الروسي، متهماً الجانب الروسي بمحاولته لزعزعة الامن الداخلي في أمريكا وذلك عن طريق تدخله في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت العام الماضي، الأمر الذي أثار انزعاج الجانب الروسي.

ومن ناحية اخرى، جدد مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) والكونغرس الأمريكي اتهامهما للحكومة الروسية بالتدخل في تلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت العام الماضي وتزويرها لصالح الرئيس “ترامب”.

وهنا يتضح بان كل تلك الاتهامات التي وُجهت للحكومة الروسية ستعمل على زيادة الفجوة بين الحكومتين الروسية والأمريكية وهذا سوف يؤول بدوره إلى فشل ذلك الاتفاق المشترك الخاص بالأزمة السورية والذي اتفق عليه الرئيسان “ترامب” و”بوتين”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق