التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

لبنان ايقونة الشرق وعرين المقاومة 

الظروف التي تمر بالمنطقة تجعلنا ان ندرس الحالة اللبنانية والدور السعودي في التدخل بشؤونها الداخلية بشكل بات مكشوفاً بدقة لانها تَقف على حافّة حوادث غير محتملة وخاصة بعد التقارب مع الكيان الاسرائيلي، كل ما يَجري حاليّا يتم في إطارِ مُخطّطٍ معد وفق سياق محكم يحتاج الى الحيطة والحذر وقد تكون الحرب الطائفية احد اهم وسائلها الوسخة التي تعتمد عليها. رغم ايماننا بأن الأزمة الحالية في لبنان هي ازمة عابرة امام وحدة لبنان فهي دائمة ومترسخة ومتجذرة.

ولأنهم مجمعون على الثوابت الاساسية التي ارساها التوافق القائم الحالي الذي اسس على اثرها وانبثقت منها الحكومة على اساس الدستور الذي هو للجميع ويحفظ التوازنات في البلد ويحفظ دور وحيثية كل مكون من مكونات البلد ولكن الاحتياط واجب كما يقال .وقد يكون ما جرى في لبنان بداية وعكة سياسية وهي تتميز بالخطورة لأن هذا البلد من اضعف بلدان المنطقة من حيث الامكانات اللوجستية رغم الهمة العالية التي يتميز اهله بها على مر التاريخ في الدفاع عن حريتهم بوحدتهم التي من الصعب اختراقها بسهولة بايمان كبير لا يزعزعه لا خوف ولا شك ولا ضغط ولا تهديد والضامن القوي لتلك الارادة روح المقاومة والدفاع بتماسك كل اطياف هذا البلد الوديع وقبلة السياح وايقونة الشرق من حيث الجمال وطيبة اهلها. وشعبه حسب ما يكن له الاعداء هو امام امتحان قادم في عبور المرحلة بثقة واطمئنان لعل الايام الصعبة الماضية اثبتت حكمة القيادة السياسية في التعامل مع الأزمة والتي افشلت المخطط الكبير في زعزعة الامن بتفكير السذاج وكأنّ الأمور بالتمنّي، ليرتاح العدو الصهيوني ويجبر الشعب الفلسطيني على قبول التسوية، هذه التجربة يقودها متخاذلون من حكام الدول العربية وتقف المملكة العربية السعودية في المقدمة، ان المملكة العربية السعودية والقيادة المراهقة لها تأبى إلا إن تترك بصمتها على كل ما يمت للانقسام بصلة في لبنان وشق صفوف ابنائه فبعد الدور الكبير الذي لعبته ولا زالت تلعبه في اليمن عبر التحالف السعودي – الامريكي الذي حول اليمن السعيد إلى بلد منكوب ومحاط بكوارث انسانية يندى لها الجبين، تسير الرياض اليوم على ذات الخطى لترعى اشعال الفتنة في لبنان وللدفع به تجاه أزمة سياسية داخلية جديدة. بعد الإستقالة غير المتوقعة والملتبسة والمرتبكة والمشبوهة لرئيس الوزراء سعد الحريري في أربعة جوانب منها واهمها غير الدستورية والتوقيت والمكان والوسيلة والمضمون .
ان الصمود الرائع للشعب اللبناني بوجه هذه المؤامرة الفاشلة والكل مجمع على اهمية احترام سيادة لبنان وحريته وكرامته، سوف تجعل المخططون لاسبيل لهم إلا اعادة النظر من جديد واعلان فشلهم والتسليم لهذه الارادة .بعد ان وقف الشعب مع المقاومة ويقاتل دفاعاً عنه لانه مفتاح الامان الذي يعتمد عليه ومصمم على التعايش وتبقى علاقة الاخوة تجمع شعبه. ومن هنا كان التدخل الدولي لحل الأزمة واهما بيان الحكومة الفرنسية الذي اكد علناً ان الخروج من الأزمة الحالية يمر بعودة الحريري الى لبنان، وتمكينه من «تقديم استقالته الى رئيس الدولة في حال كان راغبا بالفعل بالإستقالة، ما لم يكن قد غير رأيه منذ ذلك الوقت». وفرنسا «ضد كل التدخلات» في الأزمة اللبنانية، ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، على هامش الاجتماع، إلى عدم تدخل دول أخرى في الشأن اللبناني، قائلا: (منشغلون بالوضع في لبنان.. وقلقون بشأن استقراره.. وسيادته وعدم التدخل في شؤونه). على نفس الصعيد حذر وزير خارجية لوكسمبورغ جو أسيلبورن من أن انهيار لبنان سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة المضطربة أصلا، قائلا إن وجود (أزمة رهينة، إذا كان هذا ما يحدث مع رئيس وزراء اللبناني في السعودية، ليست خبرا طيبا للغاية بالنسبة للمنطقة) وصرحت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني «نناشد أولا وقبل أي شيء القوى السياسية (اللبنانية) التركيز على لبنان وما يمكن أن تقدمه لمواطنيها من إنجازات داخلية». المهم ان المبادرات التي يتوجب اتخاذها لطمأنة لبنان واهله، ما يضمن الأمن وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن أن تكون مزعزعة لإستقراره والتفكر فيها بالمستقبل القريب لهذا البلد وإبعاده عن الأشرار.
بقلم : عبدالخالق الفلاح

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق