صحيفة إسرائيلية: السعودية أقالت الحريري لأنه سالمَ حزب الله
وكالات – الرأي –
أكدت صحيفة “هارتس” الصهيونية, السبت, أن السعودية سعت لإقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لأنه عاش بسلام مع حزب الله, وفيما بينت أنه ليس هناك حليفا أفضل لإسرائيل في الوقت الحالي من السعودية, أشارت إلى أن الرياض سوف يسُرها أن تضم إسرائيل إلى دول “المحور السني”.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب الإسرائيلي “تسفي برئيل” في مقال أطلعت عليه وكالة/ المعلومة/ إنه “ليس هناك حليفا أفضل لإسرائيل في الوقت الحالي من المملكة العربية السعودية, فهي تتصدى لحزب الله، بل وسعت لإقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري, الذي ظل طيلة عام يعيش في سلام مع ذلك التنظيم الشيعي”.
وأضاف أنه “لا توجد دولة أخرى في العالم، بما في ذلك أمريكا تتحرك بمثل هذا الإصرار السعودي ضد إيران, بل إن السعودية خاضت الحرب في اليمن، وليس ذلك حُباً في اليمنيين الذين لا يضرها أن يموتوا جوعاً، بل إنها خاضت تلك الحرب بهدف الحد من النفوذ الإيراني”.
وأوضح برئيل, أن “السعودية حذّرت حركة حماس من مغبة استئناف علاقاتها مع طهران, وهي تمارس الضغط على واشنطن كي تستفيق من سُباتها وتتصدى للتهديد الإيراني”, مبيناً أنه “يبدو أن الرياض سوف يسُرها أن تضم إسرائيل إلى دول (المحور السني), وما أروع ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي بشجاعته أطاح ببعض الوزراء من مناصبهم في إطار محاربته للفساد ولم يخشى من مواجهة القيادة الدينية السعودية”.
ولفت إلى أن “المملكة العربية السعودية, بسياساتها الحالية, تحقق حُلم الدولة اليهودية, فتحركات المملكة تجاه إيران تنسف تلك البديهية التي قامت عليها الاستراتيجية الأمنية لإسرائيل، والتي تقول إن الهدف الأوحد لمساعي الدول العربية هو تدمير الدولة العبرية، ولكن السعودية في المقابل تجعل إيران هي العدو الأول”.
وتابع الكاتب الاسرائيلي, أنه “كان من المُفترض, أن تحالفاً مع دولة عربية قوية بحجم السعودية يستلزم على الأقل تعاطياً جاداً مع المصالح السعودية فيما يتعلق بالمسار الإسرائيلي الفلسطيني, وكان يجب على إسرائيل أن تذكر السعودية مبادرتها السلمية التي عرضت تطبيعاً للعلاقات العربية مع إسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة”.
وأشار إلى أنه “ما كانت إسرائيل ستُضر لو أنها ردت بالإيجاب على المبادرة السعودية واقترحت بدء المفاوضات مع الفلسطينيين وفق بنودها، بل ودعت حتى إلى الوساطة السعودية, ولا غضاضة أيضاً في السعي لتشكيل تحالف عربي يضم مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية, خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” لا يكف عن التفاخر بمستوى العلاقات المتميزة مع الدول العربية، وحتى مع تلك التي لم توقع على اتفاق سلام مع إسرائيل”.
وتابع برئيل, أن “التحالف مع مصر قد أثبت جدواه على حدود إسرائيل الجنوبية، والهدوء والتعاون الاستراتيجي يتم أيضاً بشكل رائع مع الأردن، كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت بالفعل شريكاً هادئاً للدولة العبرية, وبالنسبة لإسرائيل، ليس هناك أفضل من هذا التعاون والتكاتف الذي تشهده المنطقة حالياً”.
وبيّن, أن “المشكلة تكمن في أن هناك عقبة أساسية تعوق قيام تحالف المصالح حتى مع السعودية, لأن الرياض تطالب إسرائيل بدفع ثمن سياسي باهظ للغاية, وإسرائيل من جانبها ترى إمكانية التعاون مع الدول العربية ضد أعداء مشتركين ولكن ليس مقابل إحراز سلام حقيقي, فالفائدة الأمنية والاقتصادية الهائلة التي قد تنجم عن العملية السياسية التي تشارك فيها الدول العربية المناهضة لإيران لا قيمة لها في نظر إسرائيل, التي ستظل تتحمل العبء الاقتصادي والأمني لرعاية نصف مليون مستوطن، ناهيك عن سحق الديمقراطية الإسرائيلية, والتحالف مع السعودية أو مع الدول العربية الأخرى هو أمر ممكن لكن دون أي مقابل”.
ولفت الكاتب الاسرائيلي, إلى أن “إسرائيل حين تهلهل عندما يُطلق صاروخ “باليستي” من اليمن باستهداف العاصمة السعودية، وتحتفل بإقالة أو استقالة رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري”، لأنها ترى في تلك التطورات مُحفزات لتعزيز الصراع ضد إيران، إذا بها ترتد على أدبارها عندما يُذكرها أحد بالمبادرة السعودية”, مبيناً أن “إسرائيل تعتقد أن وجود عدو مشترك سيُنسي المملكة السعودية والدول العربية الأخرى ذلك الأمر المقيت المسمى بـ”عملية السلام”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق