التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الحريري يعود الى الحياة… السياسية 

وكالات – الرأي –
تغيّرت معالم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري منذ وصوله الى فرنسا، وكأن الرّجل المعتقل كان جثّة في الرّياض وأعادت باريس له حياته السياسية ومكانته في السلطات الدستورية اللبنانية.
دخل الحريري قصر الاليزيه للقاء ماكرون، وبان على وجهه ما لم يصرّحه. فوجه السياسي اللبناني أصبح مشرقا بما يؤكّد أنّه ليس الشخص نفسه الذي كاد يختنق عند تلاوة نص الاستقالة أو العطش دوما عندما كان يجري المقابلة الإعلامية المصطنعة.

يوم واحد في باريس، كان الحريري فيه أكثر فعاليّة من أربعة عشر يوما من الاحتجاز في الرّياض. فمن اتصال إلى آخر وعلى شبكة الاتصال الفرنسية مع لبنان أثبت الحريري بقصد أو غير قصد، ان شبكة الرّياض -بيروت كانت مقطوعة من طرف واحد وإن حرارة هاتف الرّجل كانت غائبة إلّا ما شاء السلطان ووفق توجيهاته.

إلّا أن ما خفي يبقى مجهولا وليس أعظما، فالحريري صرّح من باريس أنّه سيعود الى لبنان قبيل احتفالات عيد الاستقلال ليُطلق مواقفه السياسيّة من هناك. غير أن طبخة السياسة اللبنانية التي تُطهى في قصر بعبد والتي أنقذت الحريري من الاعتقال السّعودي سوف تطلب من الحريري التّريث في تقديم استقالته بناء على ما الوضع الذي سبق تقديم الحريري للاستقالة السّعودية. وعليه، فلا أوامر ملكيّة تُنفّذ في لبنان على صيغة التوافق بين الأطراف اللبنانية كافّة على حفظ لبنان وأمنه واستقراره واستقلاله.

لا شكّ أن الحريري قد افضى ما في جعبته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على طاولة الغداء العائلية بين الرجلين، كما أن ماكرون الذي لعب دور الوسيط لإطلاق سراح الحريري لم تُفارق البسمة شفتيه وعلامات التشجيع للحريري كالترتيب على كتفيه من أجل تشجيعه في إكمال مسار أمن واستقرار لبنان، بما يشير الى مؤشرات إيجابية معينة وارتفاعا في أسهم البورصة السياسية اللبنانية.

الحريري الّذي سيُطلق مواقفه السياسية من بيروت حسب توصيفه، سيكون تواجده في هذا البلد أكثر أهمية من تقديم استقالة أو إعلان مواقف حيث يكتمل المشهد الدستوري على منصة احتفالات عيد الاستقلال الّذي صانه اللبنانيون بوحدتهم كما قال وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الّذي غرّد للحريري قائلا: ننتظرك لنحتفل معا.

وكأن مشيئة الفيلم السّعودي أن ينتهي على خيبة بنسخته اللبنانية، وذلك استكمالا للأفلام السعودية المحترقة في العراق الّذي حرر كامل أراضيه من رجس داعش، وفي سوريا التي باتت على قاب قوسين أو أدني من إنهاء وجود هذا التنظيم الإرهابي فيها عبر تطويق ودخول المعقل الأخير لداعش في البوكمال الحدودية مع العراق.

الأفلام السعودية في نسخاتها اللبنانية والعراقية والسورية، لم تمنع جور آل سعود من الوقوف عن المجازر المرتكبة في اليمن أو على الأقل إعادة حساباتهم في هذا البلد الّذي يعاني من الجوع والأوبئة والأمراض، حيث أن أقل ما يمكن قوله في مشاهد قتل الأطفال والشعب البريء في اليمن وتجويعهم ومنع الأدوية عنهم أنها مشاهد يندى لها جبين الانسانيّة وشاهدة على ظلم بلد يدّعي بأنه مسلم ولا ينفك يقصف اليمن الى بصفقات السلاح الأمريكية ولا يخجل من العلاقات العلنية مع الكيان الصّهيوني.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق