لبنان ونهوض القوة السورية
التمسك بالاستقلال الوطني ورفض اي احتلال اجنبي سمة حاسمة للموقف الوطني السوري الذي يعبر عنه الرئيس بشار الأسد وباسم شعبه العظيم الذي قدم عبر التاريخ تضحيات جليلة من اجل استقلال بلاده.
عندما غزت الولايات المتحدة العراق ودمرته واحتلته كان الرئيس السوري شبه وحيد عالميا في رفض العدوان ودعم المقاومة العراقية التي لاحت بداياتها فقد كانت دول عظمى مثل روسيا والصين متهيبة للصدام بالوحش الاميركي الفالت كما سماه الدبلوماسيون.
الرئيس الأسد الذي يقود سورية في مسيرة خلاص وطني بالقضاء على عصابات الارهاب التي يدعمها الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي بدأ يخلع الأقنعة مع احتراق أدواته العميلة من القاعدة وداعش امام الجيش العربي السوري وحلفائه وكلما حررت مناطق سورية جديدة تكشف فصل اشد بشاعة عن ادوار الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا ودول الخليج (الفارسي) في الحرب على سورية.
سورية مصممة على ربح الفصول الباقية والأصعب من كفاحها دفاعا عن استقلالها ولتحرير ترابها الوطني هذا ما يؤكده الرئيس بشار الأسد ويشدد عليه في كل مناسبة وهو واثق من الدعم الروسي لموقف سورية ومن شراكة المصير في محور المقاومة وفي هذا السياق كان اعلان الاسد عن التغيير الاهم والأقوى الذي حدث بقيام الجبهة اللبنانية السورية الواحدة في وجه العدو الصهيوني في اي حرب قادمة وهي المرة الاولى منذ اغتصاب فلسطين وقيام الكيان المعادي.
هذه الحقيقة التي كرسها تواجد حزب الله في سورية هي ما يفسر الهجوم الشامل الذي تشنه الولايات المتحدة وتابعها السعودي ضد لبنان بالعقوبات وبالضغوط التي بلغت حد اعتقال رئيس الحكومة ورجل الغرب والسعودية الأول سعد الحريري.
لكن في لبنان رئيس صلب واستقلالي ومعه شركاء وطنيون يخوضون المعركة بحزم تتقدمهم المقاومة وما يجري سيحدث فرزا سياسيا وشعبيا كبيرا في لبنان ستفرض نتائجه تحولات كبرى واستراتيجية في موقع لبنان وفي دوره الاقليمي بما يليق ببلد المقاومة.
المعركة السورية لطرد القوات الأميركية والتركية توشك ان تنطلق سياسيا وعسكريا وهي ستكون صعبة ومكلفة كما يؤكد الرئيس بشار الأسد لكن سورية تتحضر لخوضها وتحمل كلفتها مهما كانت بالتنسيق مع حلفائها وبالاستعداد التام لتحمل التبعات.
الفصول الحاسمة بدأت في البوكمال وقريبا الى ادلب كما وعد الرئيس الأسد يوم أمس الأول وبالعكس من جميع الأقاويل السخيفة عن تفاهمات وتنازلات هنا وهناك فالأرض السورية ليست للمساومة مع أي كان وستثبت الأحداث القادمة كسيف ستحرر الأرض وتستعاد من شمالها الى جنوبها.
سورية التي تنتصر ينهض معها وينصرها لبنان جديد سيتخلص للمرة الاولى من مذلة الارتهان السعودي الرجعي الذي شكل على الدوام اداة ربط وضبط اميركية صهيونية ضد السيادة والاستقلال.
الكفاح السوري للتحرير التام يحرر معه كل الشرق العربي ويطلق قوة لبنانية سورية تغير المعادلات وترسم وجه الشرق الجديد المقاوم.
بقلم / غالب قنديل