التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

ولايتي : سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا 

وكالات – الرأي –
الأيام الأخيرة حيث سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا تم تحقيق إنجاز استراتيجي مهم وضع البلدين والمنطقة بشكل عام امام مرحلة جديدة.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي وفي كلمته بمؤتر “محبي اهل البيت (ع) وقضية التكفيريين” الذي انطلق صباح اليوم الاربعاء في مركز المؤتمرات الدولية بطهران، اشار الى الانتصارات الاخيرة في كل من العراق وسوريا ضد تنظيم داعش الارهابي، مؤكدا ان ” الأيام الأخيرة حيث سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا تم تحقيق إنجاز استراتيجي مهم وضع البلدين والمنطقة بشكل عام امام مرحلة جديدة”.

واكد ولايتي ان اعداء الاسلام سعوا الى عرض صورة داكنة ومشوهة وغير واقعية عن الدين المبين “طبقا للنموذج الوهابي وهو في الواقع إحياء للجاهلية قبل الإسلام مع كل ما تميزت به من عنف وجهل وجرائم مقيتة يندى لها جبين البشرية”؛ لثني الامة الاسلامية عن مواصلة مسارها نحو التألق السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي ولعب دور مميز على المستوى الدولي والحضاري.

ولفت الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية الى المرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها منطقة غرب أسيا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامي؛ مبينا انها مليئة بالأخطار والتهديدات وحروب الوكالة؛ ومؤكدا في الوقت نفسه “أنها شهدت العديد من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التي عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بين الشعوب الإسلامية والحرة من جهة وحطمت الهيمنة الاستكبارية من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهيوني بين المسلمين وجعلته معرضا للكثير من الضربات المميتة إن شاء الله”.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية في ايران علي اكبرولايتي : –

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وأصحابه المنتجبين

اسمحوا لي في البدء أن أبارك لكم وأهنئكم بمناسبة حلول شهر ربيع الأول وتحقيق النجاحات والانتصارات الأخيرة للأمة الإسلامية المتحدة في سوريا والعراق ضد التكفيريين ومثيري الفتن والتفرقة كما أرحب بكم أجمل ترحيب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيها الضيوف الكرام القادمين من شتى أنحاء العالم الإسلامي.

كذلك أتقدم بالعزاء لذوي الأسر الكريمة التي تضررت بسبب فاجعة الهزة الأرضية الاخيرة ولكل أبناء الشعبين الإيراني والعراقي وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد برحمته الواسعة ضحايا هذا الزلزال المدمر ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

كما أدعوكم أيها السادة والسيدات الكرام أن تترحموا وتقرأوا الفاتحة على أرواح هؤلاء الأعزاء وجميع شهداء الإسلام منذ الصدر الإسلامي وحتى المعارك الأخيرة التي خاضتها بكل فخر واعتزاز جبهة المقاومة ضد التكفيريين.

تعلمون جيدا أيها السادة العلماء والفقهاء والمفكرين والنخب الثقافية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي الذين لبيتم مشكورين دعوة المجمع العالمي للصحوة الإسلامية أن هذا المؤتمر الكبير قد زين باسم أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ويعقد في أصعب الظروف الإقليمية والدولية. أجل إنهم أهل بيت النبي الأكرم (ص) الحبل الإلهي المتين وأحد الثقلين الذين أوصى بهما الرسول الأعظم (ص) إلى جانب القرآن الكريم حيث قال صلوات الله وسلامه عليه:

“إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبدا، فإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض “

وهذا الحديث الشريف موضع اتفاق جميع علماء الإسلام.

إنهم أهل بيت الرسول الأكرم (ص) ومن أخيار عباد الله على الأرض وهم خزائن الإيمان وكنوز الإحسان ومشعل الهداية الإلهية لجميع المسلمين نحو السمو والتعالي والكمال. إنهم في طليعة المقارعين للانحراف والعنف والتطرف والجهل وهم حاملي لواء العدالة والمفسرين الحقيقيين للإسلام والقرآن الكريم حيث إن التمسك بأهل البيت عليهم السلام هو الضامن الحقيقي لاتحاد المؤمنين وهداية الناس وإرشادهم نحو الله والنجاة من الضلال.

أيها الحضور الكريم

منذ حوالي سبع سنوات شهدت المنطقة ظاهرة الصحوة الإسلامية التي بشرت بمرحلة جديدة من الحياة السياسية والاجتماعية للأمة الإسلامية وتميزت بثلاث خصائص أساسية وهي أنها كانت ضد الاستكبار والصهيونية والاستبداد وهي قد أوجدت أمواجا معادية للأميركان والصهاينة أثمرت خلال السنوات المنصرمة في بعض الدول الإسلامية وقضت على الظلم والاستبداد والعنجهية وأنهت العديد من الحكام العملاء والمأجورين وتحدت هيكلية النظام الدولي.

لقد حقق تيار الصحوة الإسلامية العديد من الإنجازات الملفتة خلال السنوات الماضية في عدد من الدول استنادا للتعاليم الإسلامية المحمدية الأصيلة. وفي هذا الإطار انحرفت بعض التيارات السياسية عن غفلة وعدم الوعي عن مسيرة الصحوة الإسلامية بعد أن صدقت وعود النظام السلطوي وكانت تمهد في الواقع لعودة حاكمية أعداء الإسلام الحقيقيين على مصير المسلمين.

وعندما كانت الأمة الإسلامية قبل عدة سنوات على أعتاب الدخول في مرحلة جديدة من التألق السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي ولعب دور متميز على المستوى الدولي والحضاري حيث كانت أمواج الإسلام المستندة للتعاليم الإسلامية الأصيلة على وشك اجتياح أرجاء العالم، تفاجأ الجميع بإثارة التفرقة والتطرف والطائفية وتكفير الآخرين من شتى الأقوام والمذاهب الإسلامية وانتشار القتل والإبادة وتشريد الأبرياء في مختلف الدول الإسلامية مما أوجد ظروفا صعبة للغاية أمام العالم الإسلامي.

لقد انتهج البعض من هؤلاء المنحرفين أساليب غير سلمية وعدائية منتهكة لحقوق الشعوب ونهبوا ثروات الدول الإسلامية واحتلوا أراضي المسلمين وأشعلوا حروبا بالوكالة وسعوا من أجل تغيير المفاهيم الأصيلة واستهداف الأسس الفكرية والعقائدية والقيمية والمعرفية في ظل رعاية ودعم شامل من قبل نظام السلطة والهيمنة وعلى رأسه أميركا والنظام الصهيوني حيث فرضوا هذه الأجواء على جزء كبير من العالم الإسلامي وهددوه بشكل جاد ومؤكد.

أجل لقد سعى أعداء الإسلام من خلال الاستفادة من جميع الامكانات المتاحة لنشر الفوضى والاضطراب والفتنة والضعف والحروب في الدول الإسلامية ليتمكنوا من خلال ذلك في فرض سلطتهم عليهم وينهبوا ثرواتهم ويفرضوا كل أنواع التراجع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي علي المسلمين وفي المقابل عرض صورة داكنة ومشوهة وغير واقعية عن الإسلام طبقا للنموذج الوهابي وهو في الواقع إحياء للجاهلية قبل الإسلام مع كل ما تميزت به من عنف وجهل وجرائم مقيتة يندى لها جبين البشرية مثل ذبح الأطفال وحرق الرجال وأسر النساء والاعتداء عليهن حيث تركت تلك التصرفات الشيطانية الأميركية الصهيونية السعودية آثارا عميقة من الكراهية والحقد بحيث تنصل منها اليوم حتى مرتكبيها.

أيها السادة الأعزاء

رغم أن المرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها منطقة غرب أسيا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامي مليئة بالأخطار والتهديدات وحروب الوكالة إلا أنها شهدت العديد من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التي عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بين الشعوب الإسلامية والحرة من جهة وحطمت الهيمنة الاستكبارية من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهيوني .. بين المسلمين وجعلته معرضا للكثير من الضربات المميتة إن شاء الله.

لقد تعرض العراق وسوريا كبلدين مسلمين مهمين للكثير من المؤامرات المشتركة خلال السنوات الأخيرة وتحملا العديد من الحوادث الصعبة والمرهقة واجتازا الكثير منها حتى الآن لاسيما خلال العام المنصرم حيث أثمرت الجهود المضنية التي بذلتها الشعوب والحكومات والجيوش الشعبية في هذه الدول وبدعم وإسناد من جبهة المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية عن انتصارات باهرة في مكافحتها للإرهاب والمجاميع التكفيرية وبشكل أخص خلال الأسابيع والأيام الأخيرة حيث سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا وبذلك تم تحقيق إنجاز استراتيجي مهم أدخل البلدين العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام في مرحلة جديدة.

واليوم فإن الشعب اليمني المظلوم يتعرض لقصف وحشي دموي يركتبه العدوان السعودي في ظل أجواء الصمت المميت من قبل وسائل الإعلام الغربية والمجامع الدولية الخاضعة للهيمنة الأميركية والقوى الحليفة لها وكذا الأمر بالنسبة للبحرين الذي تنفذ فيه المشاريع والمؤامرات الداخلية والإقليمية والدولية مما أدخل هذا البلد في مرحلة خطيرة ومعقدة للغاية ولكن رغم كل تلك المؤامرات والإجراءات الظالمة فإن مستقبلا مشرقا ومليئا بالفخر والاعتزاز بانتظار الشعبين العظيمين والمقاومين اليمني والبحريني وباقي الشعوب المظلومة إن شاء الله.

“وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق