التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

بن سلمان يقود السعودية إلى المجهول والكارثة الكبرى لم تقع بعد 

وكالات – الرأي –
قرارات ارتجالية “فجرية” سريعة، وإجراءات استعجالية غير محسوبة، إضافة لحملة اعتقالات غير مسبوقة، طالت المئات من الأمراء والعلماء ورجال الأعمال المعروفين، كلّ هذا وأكثر، قام به ولي العهد السعودي الشاب، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لمملكة آل سعود، خلال الأشهر الأخيرة.

الأمير الشاب الذي تجاوز سنّ الثانية والثلاثين في 31 من أغسطس الماضي، يمضي بالسعودية إلى المجهول، هكذا وصف خبراء ورجال استخبارات غربيّين القرارات والإجراءات التي ما فتئ يتّخذها ابن سلمان والتي كان آخرها السماح لأحد المدوّنين الصهاينة بتدنيس المسجد النبويّ بمدينة رسول الله (ص) ، في تحدّ لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم.

تزامنا مع هذا التدنيس، يُمنع عدد كبير من المسلمين في مقدّمتهم القطريّون، من أداء العمرة والحجّ، بعد أن قرّرت القيادة السعوديّة فرض إجراءات خاصّة بأداء الشعائر الإسلامية، بدأت بحصار قطر ومنع شعبها من دخول مكّة والمدينة، وصولا لفرض ألفي ريال رسوم لكلّ مسلم يرغب في تكرار العمرة هذه السّنة إذا ما كان قد أدّاها في السنة الماضية.

كلّ هذا وأكثر في واد، وفرض الإقامة الجبريّة على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة في واد آخر، حيث تفاجئ العالم بخبر استقالة الحريري الابن من العاصمة السعودية الرياض بعد إجباره على ذلك وتهديده بالسجن وتجميد ممتلكاته وأمواله إن هو رفض ذلك، وهو ما جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهرع لمقابلة محمد بن سلمان وتهديده بالتوجّه إلى الأمم المتحدة لتدويل الأزمة إن لم يتمّ إطلاق سراح رئيس الوزراء المُجبر على الاستقالة.

يعجز المتابعون للشأن السعودي أن يتنبّؤوا بتصرّفات ابن سلمان وبقراراته المستقبليّة التي يمكن أن يتّخذها، فالأمير الشاب المستقوي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو أنه لم يقرأ التاريخ ولم يستوعب عبره، ولم يقتد بأعمامه في طريقة الوصول للحكم، بل كل ما في الأمر، إقصاء واعتقال وسجن كل من يقف عقبة في طريقه، عمّا كان أو ابن عمّ.

كل المؤشرات تؤكد أن تنازل الملك سلمان عن الملك لابنه أصبح مسألة وقت خاصة بعد نجاح الأخير في فتح الطريق أمامه وتلغيمه بألغام شديدة الإنفجار، لكن ورغم ذلك، فإن الحاكم القادم للسعودية سيكون القشّة التي قسمت ظهر البعير، حيث من المتوقّع أن يشهد عهده نهاية حقبة من التاريخ وبداية أخرى نأمل أن لا تكون دمويّة لأن إرهاصاتها تقول ذلك.

المؤكد أن سياسة التقشّف والتطبيع العلني مع الاحتلال “الإسرائيلي” والعلمنة المتوحّشة المفروضة على الشعب بالإضافة إلى موجة التفقير والتجويع التي تجتاح البلاد ستتواصل، وسيتواصل معها الاحتقان الاجتماعي.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق