التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

نظرية المؤامرة من عدمها؛ في سلوك واشنطن الخبر اليقين 

نظرية المؤامرة في الغرب لا تشابه تلك التي يتحدث عنها الناس في الشرق وتحديدا الشرق الأوسط، لأن الأولى منطقية ويتم إساندها إلى دلائل سواء كانت منطقية أم لا المهم أنها مقنعة لشريحة واسعة من المجتمع الغربي عامة والأمريكي خاصةً، أما الثانية فهي محض ادعاءات من قبل شعوب متخلفة لا يمكن لأحد أن يتآمر عليها من وجهة نظر الغرب.

بكل الأحوال سنمر بكم من خلال هذا المقال لنعرف سويةً مدى مصداقية الغرب وأمريكا حول هذه الإدعاءات، فعلى سبيل المثال هجمات 11 أيلول أو قصة الهبوط على سطح القمر أو اغتيال الرئيس جون كنيدي وحتى أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط جميعها تندرج تحت مفهوم المؤامرة على الغرب، من ناحية الشكل هذا الكلام قد لا يحمل في طياته أضرارا بالغة ولكن تبعات الاعتقاد به والمبالغة في توصيفه قد تأخذ هذه المجتمعات إلى أماكن شديدة السواد وتدخل في نفوس شعوبها عدوانية مفرطة تجاه من يفترض أنه الطرف المتآمر عليها.

البعض يعتقد بأن هجمات سبتمبر كانت مؤامرة من إدارة بوش لشن الحروب، قد لا نستطيع الجزم بهذه القضية ولكننا نستطيع أن نجزم بأن الحديث عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق كان مؤامرة كبيرة من إدارة بوش على المنطقة والدلائل موجودة، فعلى الرغم من تباكي الرئيس السابق بوش على شبح الخراب المفجع الذي قد تلحقه الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بالولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها في ذلك الوقت لم يستطع بوش وجيشه أن يجدوا أي أثر لهذه الأسلحة في العراق ومع ذلك تم تبرير العدوان.

المؤامرة على الشرق

هناك أدلة دامغة بأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب كانوا يخططون لغزو بعض الدول في الشرق الأوسط، نجحوا في بعض الدول وفشلوا في أخرى، والغريب أنهم حتى الآن يبررون لشعوبهم أسباب الغزو وبأنهم لو لم يفعلوا ذلك لكانت “المؤامرة” على بلادهم نجحت والأغرب أن قسما لا بأس به من هذه الشعوب تقتنع بكلامهم وكأنهم يعيشون خارج الواقع أو أن سحرا أسود أجرته الحكومة عليهم.

أمثلة على النفاق الغربي

في يناير/كانون الثاني عام 2003 صرح رئيس الوزراء البريطاني “توني بلير” متحدثا باسم مجلس النواب في البرلمان البريطاني وقبل شهرين فقط من غزو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للعراق بأن هذا الغزو لا علاقة له بالنفط أو بأي من نظريات المؤامرة المطروحة.

حقائق موثقة تكذب “بلير”

بالعودة إلى وقت مبكر من ديسمبر/كانون الأول 2001 أي قبل عامين من تصريح بلير، نجد كلاما يكذب ادعاءات بلير، هذا الكلام جاء على لسان السكرتير الخاص ورئيس المخابرات العسكرية البريطانية قسم (6) لمستشار السياسة الخارجية لـ”توني بلير” آنذاك، قائلا: ” بأن إزالة “صدام” من الحكم سيكون مكافأة رائعة تمنحنا أمنا جديدا للحفاظ على إمدادات النفط، وفي مؤتمر الأمن في آسيا مايو/أيار 2003 حول لماذا غزت الولايات المتحدة العراق ولم تغزو كوريا الشمالية التي تملك مفاعلا نوويا، أكد السيناتور الجمهوري “تشاك هجيل” والذي تواجد في المؤتمر والذي أصبح وزيرا للدفاع في 2013، قائلا “الناس يقولون أننا لا نقاتل من أجل النفط. بالطبع نحن كذلك. إنهم يتحدثون عن المصالح الوطنية الأمريكية. بحق الجحيم! عن ماذا يظنون أنهم يتحدثون؟ إننا لسنا هناك من أجل قطف التين”.

أمريكا التي تكذب دول الشرق الأوسط عندما يتحدثون عن أن الغرب يقوم بمؤامرة كبيرة ضد بلادهم وأنهم هم من يتعرضون للمؤامرة التي من شأنها تدمير بلادهم، لم تستطع أن تنتظر أكثر من 10 سنوات لتدمر بلدا آخر في الشرق الأوسط “ليبيا” تحت ذريعة جديدة دخلت هذا البلد لتنهب خيراته، وتم الكشف مؤخراً عن رسائل بريد الكترونية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “هيلاري كلينتون” تشير فيها إلى مخاوف بشأن موارد الطاقة والتي كانت وراء تدخل الناتو (حلف شمال الأطلسي) في ليبيا”. حيث ذكرت صحيفة “المونيتور” الأمريكية على الإنترنت أن رسائل البريد الالكترونية أشارت إلى تجنيد عملاء فرنسيين سريين قاموا بتمويل الثوار الليبيين من أجل الإطاحة بنظام “القذافي”.

وإذا أردنا الغوص في حروب واشنطن أكثر من ذلك لوجدنا أنها “مهد المؤامرات” في العالم، فهي من يتآمر على الشعوب الضعيفة لمحاولة السيطرة عليها والتحكم بثرواتها، وفي نفس الوقت توهم شعوبها بأن مؤامرة كبيرة تحاك ضدهم وتبرر لهم أي حدث جديد يشغل الرأي العام وقد شاهدنا ذلك بوضوح عندما تم اتهم روسيا بأنها تدخلت في الانتخابات الأمريكية ما سبب فوز المرشح دونالد ترامب حينها، على الرغم من عدم وجود أي وثيقة تثبت ذلك.

من يروج نظرية المؤامرة في أمريكا اليوم

رجال ترامب اليوم يدعمون نظرية المؤامرة بشكل كبير وبعضهم يروج لها، كما هو الحال بالنسبة للإعلامي “أليكس جونز” المقرب جدا من ترامب والذي لعب دور مشابه لوزير الدعاية أيام هتلر ” باول يوزف غوبلز”.

جونز هو أحد أكبر المروجين لنظرية المؤامرة في أمريكا، بحسب تقرير نشر عبر موقع مجلة “دير شبيجل” الألمانية، ولدى جونز الملايين من المستمعين، لكن وللمصادفة فإن أكثر مستمعيه سلطة هو الرئيس دونالد ترامب، ويقدر عدد المحطات الإذاعية التي تبث برنامجه بحوالي 100 محطة، ويصل موقعه الإلكتروني إلى ملايين الأمريكيين.

وروج جونز عبر برنامجه الإذاعي لحملة ترامب الانتخابية ودعمه بشكل كبير، والآن أصبح رئيس الولايات المتحدة أحد متابعي وعشاق جونز، ما يجعله على اتصال مباشر بالبيت الأبيض. وكان ترامب قال بحماس شديد لجونز لدى استضافته أثناء الحملة: “لديك سمعة مذهلة”، وهو ما رد عليه جونز بمجاملة أخرى: “إن ما تفعله ملحمي، إنه على مستوى ما أنجزه جورج واشنطن”.

هذا الإعلامي وغيره ممن يتقاربون مع آلية تفكير ترامب، يروجون لنظرية المؤامرة على مدى واسع ويعادون المهاجرين والمسلمين ويحرضون ضدهم ويمكننا أن نستشف هذا الكلام من حديث جوبز الذي قال

“هناك مليار مسلم، هؤلاء هم من يهاجمون المراكز التجارية، هؤلاء من يلقون مثليي الجنس من البنايات، هؤلاء من يشوهون وجوه النساء بمياه النار”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق