صندوق الاقتراع هو المعيار في تحديد الدور السياسي للأكراد والسنة في العراق
سياسة – الرأي –
اكد مدير “مركز الإعلام العراقي” في واشنطن “نزار حيدر”، ان المعيار في تحديد الدور السياسي للأكراد والسنة في العراق هو المواطنة الصالحة وصندوق الاقتراع.
وحول كيف سيكون دور السنة والأكراد في بغداد بعد الانتصار الذي تحقق في الحرب على الاٍرهاب وكذلك بعد وأد مشروع الانفصال، قال مدير مركز الإعلام العراقي نزار حيدر في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء ، ان “الكرد والسنة هم من صميم مكونات المجتمع العراقي، لهم ما للآخرين وعليهم ما على الآخرين، والمعيار في تحديد الدور هو المواطنة الصالحة وصندوق الاقتراع”.
واضاف، “بالنسبة للمكوّن السني ينبغي عليه ان يميّز قياداته السياسية الجديدة على ضوء الموقف من الاٍرهاب؛ اذ ينبغي عليهم أن يميزوا بين من تاجر بدمائهم فساعد الإرهابيين على اغتصابهم [الارض والعرض وكل شيء] وبين من قاتل الى جانب القوات المسلحة الباسلة سواء بالسلاح أو بالمواقف الوطنية والإعلام الوطني، فلا ينبغي لهم استنساخ نفس الوجوه الكالحة التي قضت حياتها فترة الحرب على الاٍرهاب تتنقل بين احضان دول الجوار ودول المجتمع الدولي يستجدون التأييد للبقاء في السلطة والعملية السياسية على حساب معاناة المكون الذي لاقى الامرين جراء الارهاب”.
وتابع، “أما بالنسبة للكرد، فان عليهم ان يميزوا في الفترة القادمة بين القيادات التي فرّطت بالمنجز القومي الذي تحقق بالدماء والدموع والنضال طويل الامد وبين من تصرف بحكمة منقطعة النظير من اجل حماية المنجز”.
واردف الخبير العراقي قائلا، “هناك شيء مهم جداً ينبغي الالتفات اليه بهذا الصدد، الا وهو ان وأد مشروع الانفصال وضع حدا لصانع الملوك في بغداد واقصد به السيد مسعود البارازاني اذ لم يعد كما كان خلال السنوات الأربع عشرة الماضية! وهذا سببه انه اقدم على الانتحار السياسي بملء ارادته؛ واخطا الحسابات وعاش الوهم وخُدع بالرسائل الخطا التي ظل يتلقاها من أطراف مشبوهة كالمستشار الطائفي الفاشل زلماي خليل زاد وآخرون”.
وحول امكانية العراق منع عودة التطرف والارهاب اليه خاصة في المناطق التي اغتصبها الاٍرهابيون، قال مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن : كلنا نعرف جيداً بان الاٍرهاب سببه ثلاثة أمور؛ الاول هي العقيدة الفاسدة والفكر المنحرف الذي يغذي الساحة بثقافة التكفير والغاء الاخر والكراهية وعدم التعايش مع التنوع والتعدد الذي هو سنة من سَنَن الله تعالى في خلقه. والثاني هي السياسات الفاسدة في الدولة والعملية السياسية بشكل عام، والذي أنتج ظلما واستغلالا واستئثاراً وارهابا، الثالث هو الفساد المالي والاداري الذي أنتج الفشل الذريع على مختلف المستويات”.
وأضاف حيدر، “اذا انتبهنا لهذه الأسباب فسيتضح الجواب على السؤال .. ينبغي مواجهة العقيدة الفاسدة بعقيدة وفكر وثقافة سليمة تعتمد بالدرجة الاولى العدل والاحسان والتعايش والاعتراف بالتعدد والتنوع وتستند الى مفهوم المواطنة حصرا في العلاقة بين أبناء البلد الواحد، كما ينبغي تغيير السياسات العامة بما يحقق العدالة الاجتماعية والشراكة الحقيقية”.
ومضى يقول : أما على صعيد الفساد المالي والاداري فينبغي الشروع بإعلان الحرب عليه فورا لانه اساس المشكلة وجذر المصيبة التي مرت على العراق، كما ينبغي فورا فتح ملف ما بات يعرف بـ [سقوط الموصل] وجريمة [سبايكر] ليقف العراقيون على الحقائق التي أنتجت الماساة وعلى اسماء المسؤولين الذين وطأوا لذلك؛ اذ ليس من المعقول ان تمر الجريمة مرور الكرام فلا يتحمل احد المسؤولية وتسجل ضد مجهول ويغلق الملف. فذلك يشجعهم والاخرين على تكرار ارتكاب الجرائم المماثلة وأشد منها. وقديما قيل [من أمن العقاب اساء الادب] فكيف اذا كان مجرما سلم نصف العراق للارهاب وسلم آلاف الشباب للارهابيين بدم بارد ليرتكبوا بحقهم جريمة العصر التي لا توصف”.
وعن قرائته لمستقبل علاقات العراق مع كلٍّ من اميركا، تركيا، سوريا، السعودية و ايران في المرحلة المقبلة [مرحلة ما بعد الاٍرهاب]، قال مدير مركز الإعلام العراقي، ان العراق الان يعتمد مبدأ [العراق اولا] في رسم علاقاته الجديدة مع الجميع، فالعراقيون الان يبحثون عن الأمن والسلام والاستقرار ليطلقوا عملية البناء والإعمار والتنمية والاستثمار التي تأخرت كثيراً جداً.
وأضاف، “لقد اريقت دماء غزيرة وانتهكت أعراض وتم تدمير البلاد وكل البنى التحتية تقريباً. والعراق الان يعاني من التخلف بدرجة مرعبة ولذلك فان العراقيين سوف يصبوا كل جهدهم من اجل التشبث بهذا المبدأ لينأوا بأنفسهم عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولقد رسم السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العِبادي معالم المرحلة الجديدة على صعيد العلاقات السياسية مع دول الجوار والإقليم والمجتمع الدولي”.
واردف، “لا أقول ان الامر سهل يسير؛ فالعراق للأسف ظل لعقود طويلة ساحة صراعات بالنيابة وبؤرة توتر في المنطقة والعالم جراء سياسات نظام الطاغية الذليل صدام ومن ثم جراء الغزو العسكري الذي تعرض له وأخيرا جراء الاٍرهاب الذي احتضنته ودعمته بكل قوة عدد من دول المنطقة والتي تقف على راسها انقرة والرياض والدوحة ودولة الإمارات”.
وتابع قائلا، “وفِي هذا المجال، فان العراقيين سيميزون بكل تاكيد بين من وقف معهم في الحرب على الاٍرهاب ودعمهم بكل أشكال الدعم وضحى الى جانبهم في هذه الحرب المقدسة، وبين من حول أراضي بلاده الى ممر آمن للارهابيين الذين كانوا يتجمعون من كل حدب وصوب للتّسلل الى داخل الاراضي العراقية، وكذلك من سخر امواله وإعلامه الطائفي لتحريض الإرهابيين على ارتكاب ابشع الجرائم بحق العراقيين”.
وعن انعكاسات هزيمة الاٍرهاب ومؤامرة مشروع الانفصال علي الانتخابات النيابية القادمة وعلى تشكيل الحكومة المقبلة، قال مدير مركز الإعلام العراقي، “لقد تحول العراق الْيَوْمَ الى قوة استراتيجية في المنطقة والعالم، يتسابق الجميع للتقرب منها لتتشابك مصالحه مع مصالحها”.
واضاف، “لقد كان العراق اول بلد تعرض للارهاب الوحشي الذي غذته فتاوى التكفير التي ظلت تصدر عن فقهاء بلاط ال سعود وهو اول بلد يتطهر من دنس الاٍرهاب بتضحيات العراقيين الذين لبوا نداء المرجع الأعلى لحظة إصداره فتوى الجهاد الكفائي”.
وتابع، “كل ذلك سيكون له تأثير كبير جداً على الانتخابات التشريعية التي ستجري منتصف شهر مايس [ايار] من السنة القادمة وبالتالي سيكون له تأثير كبير على تشكيل الرئاسات الثلاثة والحكومة التي تنبثق كلها من تحت قبة البرلمان”.
وفي الختام، اعرب حيدر عن امه في ان “يستوعب العراقيون الدرس لتغيير قواعد اللعبة كما يقولون، فيتجاوزون مثلاً المحاصصة والطائفية والعنصرية عند التصويت على المرشح لمجلس النواب وكذلك يتجاوزون الحزبية الضيقة والعشائرية عند الاختيار وان لا يبيعوا اصواتهم لمن يدفع، وإنما يتعاملون مع الصوت الانتخابي كمسؤولية شرعية ودستورية و وطنية، ليحسنوا الاختيار وبالتالي لتكون لهم بصمة في عملية تغيير قواعد اللعبة في العملية السياسية”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق