التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

تنظيم القاعدة الوهابي يتخذ من العراق مقرا جديدا له بعد افغانستان وباكستان 

وكالات – الرأي –
تنظيم القاعدة الوهابي الإرهابي تأسس بدعم مباشر من مشايخ السعودية المتطرفين في أفغانستان وباكستان، ثم اتسعت رقعته ليتغلغل في الأراضي العراقية بدعم مباشر من جلاوزة المقبور صدام، فارتكب أبشع الجرائم بحقّ الإنسانية والمقدسات وأحرق الحرث والنسل.

لقد انهار مشروع داعش الأمريكي في المنطقة دون ان يثمر سوى عن إزهاق أرواح الأبرياء وإهدار ثروات البلدان الإسلامية وتدمير بناها التحتية، ولا سيما في العراق وسوريا؛ وكان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وعد سابقاً بتحقق هذا النصر المؤزر في مدة قياسية بفضل دماء شهداء أبطال المقاومة والقوات المسلحة العراقية والسورية، ومن هذا المنطلق تنشر وكالة تسنيم الدولية للأنباء عدداً من التقارير الخاصة بهذا الإنجاز العظيم الذي أبهر العالم بأسره وفي الحين ذاته أغاض أعداء الإسلام والإنسانية من صهاينة وأمريكان و وهابية.

* ولادة تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق عام 2004م

في شهر تشرين الأوّل / أكتوبر عام 2004م أعلن الإرهابي المقبور المدعو أبو مصعب الزرقاوي عن تأسيس تنظيم شيطاني وهابي على أرض العراق باسم تنظيم القاعدة في العراق، وهذا المجرم الأردني يمكن اعتباره الأب الروحي لتنظيم داعش الفتاك الذي ظهر بعد هلاكه، واسمه الحقيقي أحمد فاضل النزال الخلايلة، حيث هاجر إلى أفغانستان في عام 1980م حينما كانت محتلة من قبل القوات السوفيتية وأصبح قائداً لما يسمى “العرب الأفغان” الذين انهالوا من كل حدب وصوب نحو ذلك البلد بتحريض من قبل مشايخ الوهابية المسيرين أمريكياً وصهيونياً بهدف تأجيج القتال على الأراضي الأفعانية ضد جيش الاتحاد السوفييتي خدمة للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت مظلة ما يعتبرونه جهاداً!

بعد خروج القوات السوفيتية من أفغانستان، عاد الزرقاوي إلى بلده الأم الأردن ثمّ ألقت الشرطة الأردنية عليه القبض بتهمة السعي للإطاحة بالنظام الحاكم وارتكاب أعمال عنف.

في عام 1999م شد الرحال مرة أخرى نحو أفغانستان ليلتحق بالإرهابيين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري اللذين يعتبران من أعلام الفكر التكفيري في العالم.

يقال إنّ الزرقاوي لم ينضم إلى صفوف القاعدة في أفغانستان بشكل رسمي، لكن قادة هذا التنظيم أوكلوا إليه أحد مراكز التدريب العسكري للإرهابيين في مدينة هرات، وبعد عامين هرب من أفغانستان حينما تعرضت لهجوم مسلح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إثر أحداث 11 أيلول / سبتمبر عام 2001م، فحين ذلك وجد الأمريكان الفرصة مؤاتية لاحتلال هذا البلد بعد مخططاتهم السابقة التي أسفرت عن خروج القوات السوفيتية منها، ففر أسامة بن لادن وأعوانه البارزين ومن جملتهم أبو مصعب الزرقاوي الذي توجه في عام 2003م نحو العراق بعد الغزو الأمريكي، فهذا البلد تحول إلى ميدان يصول الوهابيون فيه ويجولون بالتعاون مع شراذمة حزب البعث الصدامي المنحل الذين وفروا لهم المأوى والحاضنات المناسبة، وقد وصف الساسة الأمريكان العراق فيما بعد بأنّه الحاضنة الأم لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط، فهذا التنظيم امتداد لتنظيم القاعدة الذي شكّله الزرقاوي في بادئ الأمر باسم جماعة التوحيد والجهاد.

* الأهداف الوهابية الإرهابية وراء تأسيس القاعدة في العراق

في عام 2004م فور تأسيس تنظيم التوحيد والجهاد الإرهابي في العراق من قبل أبي مصعب الزرقاوي، بدأت هجمات دموية محمومة ضدّ الشعب العراقي، وحينها أعلن هذا المجرم عن بيعته للهارب أسامة بن لادن وغير اسم حركته باسم تنظيم القاعدة في العراق.

بعث الزرقاي رسالة إلى الإرهابي الهارب أيمن الظواهري في شهر حزيران / يونيو في نفس العام المذكور وأخبره فيها عن أهداف تنظيمه من وراء العمل الذي أسماه بـ “الجهادي” في العراق والتي زعم أنها ستنفذ خلال أربع مراحل، وذلك كما يلي:

– طرد القوات الأمريكية وحلفائها من الأراضي العراقية.

– تأسيس دار الخلافة الإسلامية في العراق.

– توسيع رقعة الحرب ضد من أسماهم بـ “أعداء الإسلام” في البلدان المجاورة للعراق.

– الحرب ضد إسرائيل.

* نجاح جهود الزرقاوي ومشايخ الوهابية في تأجيج حرب طائفية في العراق

الأهداف والمراحل المعلنة أعلاه لم تكن سوى نوع من ذرّ الرماد في العيون، فالهدف الحقيقي من وراء النشاطات الإرهابية الوهابية في العراق لا يرتبط بمحاربة أمريكا ولا إسرائيل، وإنما تأجيج حرب طائفية في العراق وقتل أكبر عدد ممكن من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وتدمير المقدسات، ففي بادئ الأمر اعتبر الفصائل الشيعية التي تحارب الأمريكان بأنّها كافرة ومتعاونة مع القوات الأجنبية، وحرض سنة العراق على محاربة الشيعة أينما وجدوا وذبحهم دون رحمة ودون تمييز بين رجل أو امرأة ولا بين طفل أو كهل سعياً منه لإشعال حرب طائفية مدمرة، كما بعث رسالة إلى أسامة بن لادن يخبره فيها بأنّ أحد أهدافه الأربعة من وراء عملياته المسلحة في العراق هو قتل الشيعة والقضاء عليهم أينما كانوا، ومن المؤسف أن بعض المناطق وفرت له ملاذاً آمناً وانخرط في صفوف تنظيمه الوهابي الإرهابي عدد من المغرر بهم ومن الحاقدين وبقايا نظام الدكتاتور المقبور صدام حسين.

* أهم عملية إرهابية خطط لها الزرقاوي في العراق

العمليات الإرهابية التي قامت بها زمرة الزرقاوي التكفيرية في العراق كثيرة جداً تتراوح بين التفجير والاختطاف والذبح والصلب والحرق والإعدام الجماعي، وما إلى من أعمال يندى لها الجبين، لكن أبرزها تفجير حرم الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) في مدينة سامراء.

أضف إلى ذلك فقد ارتكب جرائم بشعة في كلٍّ من كربلاء المقدسة والنجف الأشرف لا يسع المجال لذكرها بالتفصيل هنا، إلى جانب تلك الأعمال التي طالت العاصمة بغداد، ولم يكتف بذبح الشيعة والفتك بهم، بل حاول هذا المجرم المتعطش للدماء إراقة دم كلّ من لا يتبنى النهج السلفي التكفيري ولا يؤيد طغمة النظام الصدامي المنحل، فقد شنت مجاميعه المسلحة هجوماً على مقر الأمم المتحدة في بغداد وقتلت ممثل هذه المنظمة الناشط البرازيلي في شأن حقوق الإنسان سرجيو دي ميلو. والأفلام التي تظهر عمليات قطع الرؤوس والتنكيل كثيرة وبشعة للغاية.

* عام 2006م هلاك الزرقاوي وتعيين قادة جدد للقاعدة في العراق

نشط تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق منذ عام 2004م حتى عام 2006م بشكل كبير واتسع نطاق عملياته الفتاكة في مختلف نواحي العراق ليصبح أحد أقسى الحركات الإرهابية في هذا البلد وأكثرها إراقة للدماء، وأعلن الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي في عام 2006م عن تأسيس ما يسمى بشورى المجاهدين بقيادة عبد الله رشيد البغدادي عبر اتحاد عدد من التنظيمات المتطرفة التي جمعت بين الفكرين الوهابي السعودي والبعثي الصدامي، حيث استهدفت الأمريكان بشكل ظاهري، لكن هدفها الأساسي هو ضرب الشيعة وإيجاد خلافات طائفية بينهم وبين السنة، كما استهدفت هذه الحركات المنحرفة أهل السنة المعتدلين الذين لم ينضووا إلى مظلة المد الوهابي التكفيري، وقد تركزت نشاطاتها بشكل أساسي في محافظة الأنبار ذات الأراضي الصحراوية الشاسعة.

في شهر حزيران / يونيو عام 2006م قتل الإرهابي أبو مصعب الزرقاي بغارة أمريكية حينما كان مختبئاً في مدينة بعقوبة الواقعة شمالي العاصمة بغداد، فتولى قيادة تنظيمه الإرهابي أبو حمزة المهاجر المكنى أيضاً بأبي أيوب المصري الذي كان مساعداً له.

أبو أيوب المصري في بادئ الأمر كان عضواً في حركة الإخوان المسلمين في مصر وفي عام 1982م انضم إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي في هذا البلد، بعد ذلك وفي عام 1999م بالتحديد توجه نحو أفغانستان التي تدرب فيها على مختلف الأسلحة القتالية وعمليات التفخيخ والتفجير.

في شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 2006م أسس مجلس شورى المجاهدين في العراق تنظيماً إرهابياً جديداً باسم الدولة الإسلامية في العراق وأنيطت قيادته للمجرم المعروف أبي عمر البغدادي الذي كان لديه تأريخ مظلم في القتل والسرقة والاغتصاب، وفي شهر نيسان / أبريل عام 2007م تم تعيين الإرهابي أبا أيوب المصري وزيراً للحرب فيما يسمى بدولة العراق الإسلامية.

قام هذا التنظيم الوهابي بعمليات إرهابية كثيرة ودامية في العراق لتبدأ مرحلة جديدة من عمر الإرهاب التكفيري في بلاد الرافدين بتآزر وتلاحم بين أتباع المد الوهابي وشرذمة حزب البعث الصدامي ومن يسير في ركبهم من دعاة الفتنة الطائفية البغيضة في العراق.

وللكلام تتمة …
المصدر / تسنيم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق