التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

مؤتمر الرياض ضد الإرهاب: المصنع يدعي محاربة منتوجاته!! 

تم في الرياض عقد مؤتمر إسلامي ضد الإرهاب حيث حضر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصيا، وبدأ يتحدث وكأنه الأم الرؤوم على ضحايا الإرهاب والتكفير، وهو يعلم بأن كل ذرة تكفير في الوجود، وكل قطعة لحم أو عظم تطايرت من أشلاء النفوس الزكية للأبرياء في العالم إنما كان هو وكيانه ومدرسته الوهابية السبب الأصلي والرئيس لهذه الفجائع الإجرامية.

فهو وقبيله وخلفيته الفكرية المصنع الحصري للتكفير، وكل ما حصل ويحصل في سوريا والعراق ولبنان وليبيا ومصر والعالم الغربي إنما هو عبارة عن منتوجات أنتجها المصنع السعودي الوهابي. والشعوب العربية والإسلامية والغربية ليست غافلة عن ذاك أبدا. ولكنه المال ثم المال ثم المال، وبعدها الرعاية الأميركية التي أسكتت كل ناطق إعلامي ومنعته النطق بهذه الحقيقة.
لقد تعود العرب وتعود المسلمون على المؤتمرات ثم المؤتمرات وعلى كل الصراخ والضجيج العربي والإسلامي ولكن من دون جدوى، فكانت الشعوب تخرج بعد كل مؤتمر مشمئزة من مؤتمرات الحكام ومن قممهم العربية والإسلامية، حتى غدت الخطابات الرنانة وصفة مفيدة لنوم السامعين أينما كانوا حتى لو كانوا وقوفاً أو خلف مقود سياراتهم!!
وفي المقابل كان أعداء الشعوب العربية والإسلامية يحصدون من خلف المؤتمرات والقمم انتصارات ساحقة وتحالفات سرية.
ومؤتمر الرياض ضد الإرهاب من هذه المؤتمرات المقززة والباعثة على الاشمئزاز، وإن كان الفارق فيها أنها لا لم تأت على ذكر فلسطين وعلى ذكر مغتصبيها!!
لقد اتسم هذا المؤتمر بالعسكرتارية. ونحن لم نر أي تحرك عسكري لهذه الدول لاسيما للسعودية إلا ضد أطفال اليمن وبمساعدة أميركية.
لقد كان من الحري ومن الأجدى إغلاق المدارس الوهابية ومنع استصدار الفتاوى التكفيرية لحل كل مشاكل العرب والمسلمين التي تأتيهم بسبب التكفير، وهذا ما ليس لأحد القدرة على القيام به إلا السعودية.
لقد ظهر من طيات هذا المؤتمر أنه مؤتمر شكلي أكثر من كونه مؤتمراً حقيقيا. وكأنه لذر الرماد في العيون، ولتخدير الشعوب وتهيئتها لإعلان التحالف السعودي الصهيوني.
إن الراعي الأصلي لهذا المؤتمر هي السعودية، وكلنا يعلم بأن منبع التكفير إنما هي المدرسة الوهابية! فكان ينبغي تسمية هذا المؤتمر بالمؤتمر الإسلامي ضد الوهابية.
لقد ظهر من التقرير الذي تم إعداده قبل الكلمات أن الذين أعدوه تعمدوا وضع لقطات راجعة لمحور المقاومة والممانعة للقول بأن هؤلاء هم الإرهاب، والحال أن هؤلاء هم من حاربوا عمليا هذا الإرهاب. ولهذا كان ينبغي تسمية المؤتمر بالمؤتمر الإسلامي ضد محاربي الإرهاب.. لا ضد الإرهاب!
لوحظ غياب إيران وسوريا والعراق وقطر وتركيا. فإذا كانت هذه الدول الإسلامية غير مشاركة فمن هي الدول الإسلامية حقيقة؟؟!!
لقد تم تغييب «إسرائيل» عن الإرهاب في التقرير. فإذا لم تكن «إسرائيل» هي الإرهاب فمن هو الإرهاب؟؟!! أليست «إسرائيل» هي أداة الإرهاب المتقدمة في العالم؟؟ أليست هي من ذبح الشعب الفلسطيني؟ أليست هي من ذبحت الشعب اللبناني؟ أليست هي من احتلت البلاد العربية والقدس؟؟!!
كلنا سمعنا كيف تحدث ولي العهد السعودي عن التكفيريين بأنهم شوهوا صورة الإسلام الصحيح! فماذا يقصد بالإسلام الصحيح؟ هل هو إسلام الوهابية وتكفير الآخر؟ هل هو تكفير سائر من ليس وهابيا؟ فالذي يشوه صورة الإسلام الصحيح هو الوهابية الذي ينتسب لها ولي العهد! وهؤلاء الذين اتهمهم بتشويه صورة الإسلام هم من خريجي المدرسة الوهابية، وهم من دعمهم في سوريا والعراق واليمن ولبنان ضد السلطات الشرعية.
لقد كانت مصر ممثلة بهذا المؤتمر وهي جريحة ونازفة بفعل الإرهاب التكفيري، وكان ينبغي لمصر أن تتوجه للسعودية بأصابع الاتهام كونها هي المنبع والمنبت لهذا التكفير الذي ضرب مصر!
نعم كان ينبغي للشعب المصري المكتوي بنار الإرهاب التكفيري أن لا يسمح لرسمييه بالمشاركة في أرض دولة تسببت بنشوء هذا الإرهاب!
لقد دعت السعودية لعقد هذا المؤتمر في وقت تعمل فيه على جعل «إيران هي العدو الأول للعرب والمسلمين»، وجعل المقاومات إرهاباً يجب محاربته، وفي الوقت الذي تعمل فيه على سفك دم الشعب اليمني، وبموازاة ذلك تعمل على إعلان تحالفها مع الصهاينة بعدما أخفته لعقود طويلة.
فكان ينبغي على الحاضرين أن يردعوا السعودية عن قتل الشعب اليمني وأن يدينوا سعيها لإعلان التحالف مع الصهاينة.
إن التجربة والوجدان يشهدان أن هذه المؤتمرات لا قيمة لها لأنها كباقي المؤتمرات التي تعود عليها العرب والمسلمين سابقا، والمعول على الفعل الميداني حيث إنجازات محور المقاومة والممانعة وانتصاراته.
ففرق كبير بين أن تنتصر في الميدان وبين أن ترتقي أعواد المنابر وتشتم وترعد وتبرق من دون مطر أو أي سيلان!!
بقلم – حسن علوية

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق