“انتخابات” كردية شمال سوريا تمهيداً للتقسيم وسط مقاطعة شعبية واسعة
في مسعى جديد لتقسيم سوريا وفرض سلطة أمر واقع شمال البلاد، بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “بي ي دي” ، اجراء انتخابات محلية شمال سوريا بالرغم المقاطعة الشعبية الواسعة وذلك تمهيداً لحكم فدرالي في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
واستغل الأكراد انشغال المجتمع الدولي والدول الإقليمية بمستقبل التسوية السياسية للأزمة السورية، وأعلنوا اليوم البدء بتنظيم المرحلة الثانية من الانتخابات وذلك فى إطار عملية كردية تفضي لتشكيل برلمان محلي أوائل عام 2018 على غرار برلمان كردستان العراق.
وتعتبر المرحلة الثالثة من هذا الانتخابات التى ستجرى لاحقاً، هي النهائية حيث سيتم فيها انتخاب مجالس الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي “البرلمان الفيدرالي فى شمال سوريا”.
مقاطعة كردية وعربية واسعة
مساعي قوات سوريا الديمقراطية ورغم حشدها الكبير وعقدها عدد من المؤتمرات والفاعليات فشلت في اقناع سكان شمال سوريا بالمشاركة في هذه الانتخابات، حيث أعلنت عدد من القوى الكردية والعربية والاشورية مقاطعة الانتخابات التي تنوي قوات قسد تنظيمها في شمال سوريا، حيث أكد “المجلس الوطني الكردي” ، أنّه سيقاطع انتخابات أعضاء مجالس المدن والبلدات، التي ستجري الجمعة بإشراف “حزب الاتحاد الديموقراطي”في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، وأوضح المجلس الوطني في بيان أن “هذه الانتخابات تجري في ظل سلطة الحزب الأحادية، التي تمارس قمعاً ممنهجاً ضد كل من يخالفها الرأي، وبالأخص المجلس الوطني الكُردي، حيث تستمر في اعتقال العديد من كوادره ونشطائه وتغلق مكاتبه ومكاتب الأحزاب المنضوية فيه وتمنع أي حراك سياسي أو جماهيري إلى حد بلغ بها منعها انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للمجلس، إضافة إلى ممارساتها الأخرى التي ساهمت في إفراغ المناطق الكردية وتهجير أهلها”.
وأضاف البيان أن “الوطني الكُردي ليس معنياً بهذه الانتخابات ونتائجها، ويدعو مجدداً إلى الكف أولاً عن هذه السياسات المرفوضة والمدانة، والعمل بدلاً منها على بناء مناخ صالح يمهد لتقارب وتلاقي المواقف ووحدة الصف الكرديين في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية في حياة الشعب الكُردي وفي سورية المستقبل”.
كذلك لم يصدر عن الحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا، أي تصريح بخصوص الانتخابات هذه، ففي الوقت الذي لم يشكل أية قوائم خاصة به لم يدخل أعضاءه في القوائم المعلنة أيضاً، لكن لا يعرف ما إذا كان قد قرر المشاركة في التصويت من عدمها.
وفي سياق متصل أكدت عدد من الفعاليات العربية في المنطقة بالاضافة الى المنظمة الآشورية أنها لــن تشارك في هــذه الانتخابات في ظل هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي على الساحة السياسية بقــوة السلاح وبدعم علني من واشنطن ومحاولته القضاء على الحياة السياسية في شمال سوريا ، وباعتبارها (اي الانتخابات) لن تقوم أيضاً بتقديم أي جديد مــع استمرار عقلية الحزب الواحد.
وكانت إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي أجرت انتخابات الكومينات في 20-9-2017 وستنظم انتخابات ما تسميها “الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا” في التاسع عشر من شهر كانون الثاني 2018، حيث قامت حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد الغالبية العظمى من مقاتليها، بتشكيل “فيدرالية شمال سوريا” تتكون من 3 مقاطعات، وهي مقاطعة الجزيرة التي تضم كانتونين هما القامشلي والحسكة، ومقاطعة عفرين التي تضم 3 كانتونات هي عفرين، والشهباء، ومنبج، إلى جانب مقاطعة الفرات التي تضم كانتونين هما كوباني وتل أبيض.
روسيا: واشنطن تنشأ هيئات لتمزيق سوريا
من جانبها علقت روسيا على الدعم الامريكي المتواصل لقوات سوريا الديمقراطية وتشجيعها على قيام سلطات أمر واقع شمال سوريا، حيث وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إجراءات التحالف بقيادة أمريكا في سوريا بالخطوات الواقعية لتمزيق البلاد، مشيرا الى أن واشنطن تقوم بانشاء هيئات ما لسلطات محلية في المناطق المحررة من داعش ، يجري التفاوض معها بشأن تدابير للانتعاش الاقتصادي، ولا تناقش هذه القضايا مع السلطات السورية، معتبراً أن ما يقوم به التحالف هو “خطوات واقعية لتمزيق البلاد”.
المصدر / الوقت