التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, يوليو 3, 2024

خرازي: التحالف الدولي ضد داعش مسرحية مثيرة للسخرية 

وكالات – الرأي –
اعتبر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران، اليوم الأحد، أن التحالف الذي تم تشكيله ضد “داعش” بأنه كان مسرحية مثيرة للسخرية ليس إلا، والغريب ان ذات الدول الرجعية التي أسست داعش وجبهة النصرة أصبحت أعضاء في هكذا تحالف.

وفی کلمته خلال ندوة “الأمن الإقلیمی فی غرب آسیا: التحدیات والمسارات الجدیدة”، قال کمال خرازی: ان منطقة غرب آسیا سواء من الناحیة الاستراتیجیة او الاقتصادیة وبسبب وجود الکیان الصهیونی وموارد الطاقة العظیمة، کانت دوما محلا لأطماع القوى الغربیة الکبرى، ویمکن فی هذا الإطار فهم فکرة الشرق الاوسط الکبیر التی طرحها بوش الإبن.
وأضاف خرازی: ان التحفظات والمخاوف الامنیة لدول هذه المنطقة متداخلة بعضها ببعض، ولا یمکن تفکیک امنها عن بعض، أی ان الامن القومی لدول المنطقة یتم تعریفه فی إطار امن المنطقة بأسرها، لذلک فإن صیانة امن المنطقة کلها یعد أحد متطلبات الامن القومی لکل واحدة من دول المنطقة، فهناک صلة مباشرة بین الامن القومی للدول وبین الامن الإقلیمی.
ولفت الى أن سیاسة القوى الکبرى وبعد انسحابها من المنطقة وتشکیلها للکیان الصهیونی، تمثلت فی دعم هذه الأنظمة العمیلة وتسلیحها وقمع أی نهضة شعبیة، مثلما شهدنا من قمع الثورات العربیة والوطنیة فی مصر وإیران وسائر دول المنطقة، الا ان هذه المعادلة أربکت بانتصار الثورة الاسلامیة فی ایران، وتشکیل نظام لیس تابعا للقوى الکبرى بل نهض فی مواجهتها ایضا.
وتابع: فی هکذا ظروف، أخذت القوى الکبرى والأنظمة العملیة لها فی المنطقة تحارب هذه القوة الفتیة، وحاولت من خلال الحرب والمحاولات الانقلابیة وفرض الحصار والحرب الإعلامیة، ان تخنق نداء الحریة هذا فی المهد، وعلى العکس، لم تنتصر ایران فی الحرب فقط، بل انها زادت من قوتها الوطنیة ورسخت موقعها کقوة إقلیمیة، لتصبح مثالا لسائر الشعوب، بحیث شهدنا تشکیل المنظمات الجهادیة ضد الاتحاد السوفیتی فی افغانستان وتشکیل حزب الله فی لبنان لمواجهة المحتلین الصهاینة.
وتطرق الى قیام القوى الغربیة بزعامة امیرکا وبغیة مواجهة ایران، بتشکیل الجماعات المتطرفة کالقاعدة وطالبان وهذا ما اعترفت به هیلاری کلینتون ومحمد بن سلمان، الا انهم لم ینجحوا بل انقلب السحر على الساحر وأدى الأمر الى أحداث 11 أیلول والتی تبعها الغزو الامیرکی لأفغانستان والعراق، وهذا لم ینفع امیرکا والرجعیة العربیة بشیء، بل أدى الى ازدیاد تأثیر ایران. إضافة الى ذلک حاولت السعودیة نشر الفکر الوهابی فی جمیع الدول الاسلامیة والدول النامیة والمتقدمة التی فیها جالیات اسلامیة، من اجل مواجهة ایران والثورة الاسلامیة.. وفی البدایة ظهرت العناصر الوهابیة التکفیریة المدعومة من السعودیة، فی العراق ثم فی مصر بعد الانقلاب السعودی السلفی ضد الاخوان، ثم فی سوریا، حیث تمکنوا من السیطرة على اجزاء کبیرة من الاراضی العراقیة والسوریة، لکی یعملوا على تهدید الامن القومی الایرانی فضلا عن مواجهة قوى المقاومة.
وأضاف: وبذلک أوشکت دمشق وبغداد على السقوط، واقترب عناصر داعش من الحدود الإیرانیة، وقد سارعت ایران لتلبیة طلب العون من قبل الحکومتین العراقیة والسوریة.. وقد شکل حزب الله والفاطمیون والحیدریون فی سوریا والحشد الشعبی فی العراق ظاهرة جدیدة مستقاة من نموذج التعبئة فی ایران، أثبتت أن استخدام الجیش التقلیدی فی محاربة الجماعات الارهابیة لیس کافیا، بل من الضروری مشارکة القوات الشعبیة الطوعیة التی تحارب عن عقیدة لأنها تواجه جماعات لدیها أسس ومنطلقات ایدیولوجیة فی تنفیذ جرائمها وممارساتها اللاإنسانیة.
وبیّن خرازی ان مؤامرات الغرب والدول الرجعیة العربیة ضد ایران الاسلامیة، لم تحجم ایران بل على العکس أدت الى زیادة تأثیرها فی المنطقة، وکان الخاسر فی هذا المیدان امیرکا والکیان الصهیونی والدول الرجعیة رغم الاموال الضخمة التی أنفقتها والدعم اللوجستی والسیاسی، إذ لم تتمکن من تعریض امن ایران للخطر، بل اصبحت اکثر دول المنطقة أمنا وبرزت کقوة اقلیمیة ذات تأثیر کبیر.
ورأى وزیر الخارجیة الایرانی الأسبق أنه لا یمکن تجاهل دور الجهات الجدیدة التی برزت فی المنطقة والمتمثلة فی قوات الحرس والتعبئة فی ایران والحشد الشعبی فی العراق والدفاع الوطنی فی سوریا وحزب الله فی لبنان وانصار الله فی الیمن؛ إنها قوى جدیدة ستلعب دورا مؤثرا فی استقرار المنطقة وأمنها فی المستقبل، مثلما أثبتت دورها القوی فی محاربة داعش وجبهة النصرة وسائر الجماعات الإرهابیة.
وانتقد خرازی أداء الدول الأوروبیة فی هذا المجال ووصفه بالمخادع، فهی وفی ذات الوقت الذی تتخوف من تغلغل الجماعات الإرهابیة التکفیریة الى اوروبا، الا انها لم تتخذ ای اجراء جاد ضد الجماعات الارهابیة.. وقامت بتشکیل تحالف ضد داعش لم یکن سوى مسرحیة مثیرة للسخریة، والغریب ان ذات الدول الرجعیة التی أسست داعس وجبهة النصرة أصبحت أعضاء فی هذا التحالف الاستعراضی.. فی حین أن القوة الخارجیة التی قامت بشکل جاد بمحاربة الجماعات التکفیریة وکان لها دور هام فی قمعها، هی روسیا.
وأکمل: الآن وبعد تقویة الحکومة فی العراق وأیضا فی سوریا نسبیا، نشهد مرحلة جدیدة من محاولات الرجعیة العربیة بقیادة السعودیة وبدعم امیرکی ضد جبهة المقاومة، فی محاولة لزعزعة الاستقرار فی لبنان، وذلک من خلال استدعاء الحریری واجباره على الاستقالة، وکذلک مواصلة دعم الجماعات الإرهابیة فی سوریا ومحاولة التأثیر على الشخصیات ذات النفوذ فی العراق ومواصلة الضغوط على شیعة البحرین واستمرار الحرب الإجرامیة ضد الیمن وتطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی وتشکیل تحالف صوری ضد الارهاب.
وتوقع کمال خرازی ان یستمر الصراع بین الدول الاعضاء فی جبهة المقاومة والدول التابعة لأمیرکا والغرب، والأمل مازال باقیا بأن لا تسمح جبهة المقاومة بتغییر معادلة القوى فی المنطقة لصالح الجبهة المضادة، ما دامت الدول الاعضاء فی هذه الجبهة والتشکیلات الجدیدة المناصرة للثورة الاسلامیة تمضی فی مسار المقاومة، نافیا احتمال التوصل الى آلیة جماعیة لضمان أمن المنطقة بسبب تنوع الأنظمة فیها ووجود انظمة غیر دیمقراطیة ومتسلطة، وبذلک لا یوجد أمل بمستقبل أمن المنطقة، وبناء علیه لا یوجد حل أمام ایران لضمان امنها القومی الا بتعزیز قدراتها الدفاعیة وتوسیع اقتدارها الوطنی عبر التمسک بالوحدة الوطنیة وتواجد الشعب فی الساحة وتقویة جبهة المقاومة من خلال التنسیق بین اعضائها، ومن الطبیعی ان نجاح هذه الاستراتیجیة تتطلب دبلوماسیة فاعلة وإعلام مؤثر وواسع، لکی یتم تکریس انجازات ساحة المواجهة على الساحة السیاسیة.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق