الجبير ومن خلفه يجيشون العداوة ضد ايران الاسلام ..
قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني (ره) كانت الدول العربية والاسلامية تسير على التوقيت الصهيوني، وكان العصر عصر الصهيونية، والقوة قوة صهيونية، وكانت ايران تشكل اكبر حليف للصهاينة، ولم تكن هناك اي مشكلة بين الدول العربية وايران الشاهنشاهية، فلم تكن هناك مشكلة ايران المجوسية، ولا ايران الشيعية، ولا ايران الفارسية، ولا ايران الخمينية، بالرغم من ان ايران كانت شيعية، وكانت تتشرف بوجود آيات الله !!.
وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني (ره) انقطعت ايادي الصهيونية والامريكية عن هذا البلد الطيب، وتم تبديل السفارة الاسرائيلية بالسفارة الفلسطينية، ومنذ ذاك الوقت بدا التوقيت الصهيوني بالتراجع لصالح توقيت الشعوب المستضعفة، فحصد لبنان انتصارات عظيمة على الصهاينة، وحصدت غزة تلك الأنتصارات العظيمة، وصمدت سورية امام الارهاب التكفيري، وانتصر العراق، ولو وضعت السعودية يدها بيد ايران الاسلام لإستطاعت الخلاص من الابتزاز الامريكي الذي يحلب منها المال والمواقف ولإستطاعت الحفاظ على سيادتها واستقلالها !! .
نعم بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران لم تر الشعوب العربية والاسلامية الا الخير، ولم تسمع الا بالأنتصارات والعزة .
نعم هذا الاريج الايراني الفواح والعطر لم يرق لآل سعود لأنهم من اتباع امريكا، وعندما تكون مع امريكا فإنك حكما تكون مع «اسرائيل».
وقد شكل آل سعود ومنذ تسلطهم على بلاد الحجاز اكبر عدو لكل من يحارب امريكا و«اسرائيل»، بل اكبر عدو لكل من يسيء الى امريكا و«اسرائيل»، ولهذا افجعت كل فتاوى التكفير الصادرة عن مدرستهم الوهابية كل بيت من العرب والمسلمين ولكنها في الوقت نفسه لم تمس شعرة صهيوني !!.
والكل يعلم دور هذه العائلة ضد جمال عبد الناصر الذي اعتبر ان حذاء اصغر جندي مصري اشرف من اكبر ملك سعودي !!.
ومن المعلوم ان اكثر كيانين عاشا التزلزل والتململ والتحسر والعداء ضد نشوء الجمهورية الاسلامية الايرانية هما الكيان السعودي والكيان الصهيوني، فإنهما ومنذ انتصار الجمهورية الاسلامية في ايران عملا لتدمير النظام الاسلامي في ايران، فلم يرتضيا نشوء نظام اسلامي حقيقي منحاز الى الشعوب المستضعفة ضد المستكبرين .
ولقد قام آل سعود بدعم صدام المقبور دعما كاملا من اجل محاربة ايران الاسلامية، وأشعل صدام الحرب ضد ايران الاسلام لسنوات عديدة تم فيها ازهاق الكثير من الارواح!! فهنا من تدخل في شؤون الآخرين؟ هل آل سعود هم الذين تدخلوا وتسببوا بازهاق ارواح الناس ام ايران الاسلام؟؟ بالتأكيد آل سعود !.
وبعد ذلك التدخل السافر من قبل آل سعود ضد ايران الاسلام بواسطة صدام، قام آل سعود بقتل الحجيج الايرانيين الأبرياء فترات زمنية متعددة، كما انهم اغروا بعض التكفيريين كريغي وغيره من اجل قتل الايرانيين، وقبل ذلك وبعد ذلك قاموا بدعم منافقي خلق من اجل زعزعة النظام الاسلامي في ايران، وهم الأن يعلنون بصراحة انهم سينقلون المعركة ضد ايران الى داخل ايران الاسلام !.
وآل سعود أيضا تدخلوا تدخلا سافرا في لبنان من خلال تكفيرييهم، وقد بالغوا في التدخل الى حد الذروة من خلال ارسال التكفيريين الذين فجروا انفسهم بالشعب اللبناني البريء في بئر حسن وحارة حريك وبرج البراجنة وبئر العبد والهرمل والشويفات وغيرها، ووصل امر تدخلهم السافر بالشؤون اللبنانية الى حد احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية والتعاطي معه بشكل غير لائق لا ينسجم مع الأعراف والتقاليد اللبنانية التي لا تقبل بإهانة اي رسمي عادي فما بالك برئيس حكومة !!.
فآل سعود اذن يتدخلون تدخلا سافرا في كل شؤون الدول العربية والاسلامية، ولم يلق العرب ولم يلق المسلمون منهم الا كل خيانة ووجع وقتل وفجيعة وليس آخرهم الألف قتيل من السودان الذين ارسلهم عمر البشير الى الموت ضد الشعب اليمني من اجل حماية عرش آل سعود !!.
وفي هذه الأيام يسعى آل سعود بقيادة المراهق والمغامر المعروف بالعمل من اجل اظهار التحالف القديم بين آل سعود والصهاينة ليصبح علنيا وعلى عينك يا تاجر!! ولأجل تنفيذ هذا القرار هم يقومون بتحويل بوصلة العداء للصهاينة الى جهة العداء لإيران الاسلام! فقد كان كل عربي وكل مسلم في السابق ولا يزال يقول لخصمه عندما يشتد في أذيته: هل انا صهيوني لتؤذيني كل هذه الاذية؟؟!!.
وآل سعود الآن يريدون ان يقول العربي والمسلم للآخر العربي والمسلم: وهل انا ايراني حتى تؤذيني كل هذه الأذية؟؟ فالمعيار في العداوة بالنسبة لآل سعود هو العدو الايراني لا الصهيوني !!.
فهل ايران هي من احتلت فلسطين وذبحت الشعب الفلسطيني ام «اسرائيل»؟؟ وهل ايران هي التي تحتضن المدرسة الوهابية ام السعودية؟؟ وهل ايران هي التي دمرت ليبيا ام آل سعود؟ وهل ايران هي التي اغرت الشباب التونسي ليقتل في سورية ام المنهج الوهابي الذي تحتضنه السعودية؟ وهل ايران هي التي استقدمت المرتزقة الى اليمن لقتال الشعب اليمني المظلوم ام السعودية؟ وهل ايران هي التي ارسلت الأنتحاريين الى لبنان وسورية ام السعودية؟ وهل ايران هي التي دعمت الصهاينة لسحق الشعب اللبناني ام السعودية؟ وهل ايران هي التي خانت جمال عبدالناصر ام السعودية؟ وهل ايران هي التي دفعت وتدفع لأمريكا تريليونات الدولارات ام السعودية؟ وهل ايران هي التي تدعم النظام البحريني لقتل الشعب البحريني ام السعودية؟ وهل ايران هي التي تذبح الشعب اليمني بالطائرات ام السعودية؟ وهل ايران هي التي تضطهد الشعب الحجازي في المنطقة الشرقية في القطيف والاحساء والعوامية ام السعودية؟ هل ايران هي التي قتلت الحجيج في الحرم المكي وفي منى ام السعودية؟ وهل ايران هي التي اختطفت رئيس وزراء لبنان وآذته ام السعودية؟.
وفي المقابل هل السعودية هي التي دعمت مقاومة لبنان التي حررت لبنان ام ايران الاسلام؟ هل السعودية هي التي دعمت المقاومة الفلسطينية التي انتصرت في غزة ام ايران؟ هل السعودية هي التي ساعدت سورية على الصمود ضد الارهاب التكفيري ام ايران الاسلام؟ هل السعودية هي التي اعلنت يوم القدس العالمي في آخر جمعة في شهر رمضان ام ايران الاسلام؟ هل السعودية هي التي ساعدت الحشد الشعبي والقوات العراقية في محاربة الارهاب التكفيري في العراق ام ايران الاسلام؟ وهل السعودية هي التي ساعدت على انتصار المقاومة والشعب اللبناني ضد الارهابي التكفيري في حدوده الشمالية مع سورية ام ايران الاسلام؟.
وقبل كل ذلك وأثناء كل ذلك وبعد كل ذلك بالتأكيد ليست ايران الاسلام هي سبب المجاعة في الصومال والبطالة في السعودية والقتال في ليبيا والنزاع بين قطر والسعودية وبين تركيا والسعودية، وليست ايران هي سبب مشاكل المسلمين في ميانمار او السبب في تخلف دول الخليج الفارسي واعتمادهم بالكامل على ابداعات الغربيين، كما ان ايران ليست السبب في سجن كل العائلة المالكة في فندق من قبل شخص واحد مغامر ومراهق !!.
ان الاستجابة الوحيدة لإيران الاسلام في العالمين العربي والاسلامي لطلب الشعوب العربية والاسلامية بالتدخل والدعم كان فقط وفقط لدعم الشعوب العربية والاسلامية عن رغبة منها وطواعية في حربها ومقاومتها ضد الصهاينة ولا شيء غير ذلك !!.
فالشعب اللبناني انتظر الحكومات العربية والاسلامية والامم المتحدة ومجلس الامن وغيرهم عقودا من الزمن من اجل تخليصه من «اسرائيل» ولكنه لم يجد الا العون الايراني!! وهكذا الشعب الفلسطيني !.
وبالعكس لم ينل الشعب اللبناني من آل سعود الا الخيبة والتآمر وكذا الشعب الفلسطيني!! والسعي السعودي لإعلان التحالف مع الصهاينة بعد كتمانه عقودا متمادية خير شاهد على ان آل سعود كانوا ولا يزالون مع «اسرائيل» ضد لبنان وفلسطين.
والسؤال الآن: مع كل هذا التجييش السعودي ضد ايران الاسلام لتحويلها من حليف صلب للشعوب العربية والاسلامية الى عدو، وتحويل «اسرائيل» من عدو خبيث وسرطاني للشعوب العربية والاسلامية الى حليف ضامن ومدافع عن العرب والمسلمين!! نعم مع كل هذا التجييش ضد ايران الاسلام هل تنطلي هذه الحيلة على الشعوب العربية والاسلامية؟؟ هل تعي الشعوب العربية والاسلامية هذا المخطط؟؟.
باعتقادي ان الشعوب العربية والاسلامية لديها من الوعي الكافي لفهم هذا المخطط الخبيث، ولكن المشكلة في امرين اثنين يلزم الحذر منهما هما الاعلام الممول والتكفير المعلب !!.
بقلم : توفيق حسن علوية