مؤتمر الوحدة الإسلامية ينطلق بطهران.. الإرهاب وفلسطين أبرز محاوره
بهدف التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وبحضور 500 مفكر إسلامي وصلوا من 70 بلداً من مختلف دول العالم الإسلامي ويُمثلون مختلف المذاهب الإسلامية، انطلقت اليوم الثلاثاء (5 ديسمبر 2017) أعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية الحادي والثلاثين في العاصمة الإيرانية طهران، حيث حمل المؤتمر عنوان “الوحدة ومتطلبات الحضارة الإسلامية الحديثة”، وسيحاضر خلال المؤتمر عديد من كبار شخصيات العالم الإسلامي، حيث يتضمن المؤتمر ستُّ لجانٍ تخصصية تبحث “الواقع الحالي للعالم الإسلامية وسبل تنشيط المكونات الثقافية والحضارية، خصائص الحضارة الإسلامية الحديثة وتمايزها عن الغرب، مشاريع إحياء العالم الإسلامي في سياق حضارة إسلامية حديثة، دور الثقة لدى المسلمين واتحادات التقريب في إنشار حضارة إسلامية حديثة، المساعي الحميدة والحضارة الإسلامية الحديثة بمثابة استراتيجية للوحدة الإسلامية”.
إصرارٌ على المواجهة
المؤتمر الذي يُمثل مختلف المذاهب الإسلامية ركّز في أعماله على معضلة الإرهاب وتضرر الإسلام والمسلمين والدول الإسلامية منه، وفي هذا السياق قال رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني إنّ مكافحة الإرهاب مستمرة حتى اجتثاثه من جذوره مؤكداً على ثقته بأن سورية ستتحرر من الإرهاب نهائياً وتطرد القوى الأجنبية من أرضها، وستنهض وتعيد التنمية من جديد بعد كل ما فعله الإرهابيون من قتل وتدمير.
بدوره مفتي الجمهورية العربية السورية أحمد بدر الدين حسون أكد أنّ الإرهاب يستهدف جميع المسلمين دون استثناء ولم يميز بين المسلمين لا في سورية ولا في مصر ولا في أي مكان، فكما استهدف الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي ومعه عشرات طلاب العلم بتفجير إرهابي في جامع الإيمان بدمشق؛ استهدف مئات المصلين بهجوم إرهابي في مسجد الروضة بالعريش شمال سيناء.
وذهب الدكتور همام حمودي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي قال إنّ الشعوب العربية في سورية والعراق ولبنان هي من حققت الانتصار على الإرهاب وتحالف واشنطن لم يكن سوى “تحالف استعراضي”، مشيراً إلى أنّ تنظيم داعش الإرهابي لم يكن سوى مشروع صهيوني ومؤامرة خبيثة لتدمير كل الدول المهمة من سورية إلى لبنان ومصر والعراق كي يبقى كيان الاحتلال الصهيوني متمكّناً من هذه المنطقة، مؤكداً على أن التحالف السعودي الأمريكي الصهيوني يشكل أحد أسوأ حالات هذا العصر.
بدوره نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أكد على أنّه ومع هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في عام 2017 سجل التاريخ أن الأفكار الخاطئة لا يمكن أن تستمر فالمواجهة لم تكن عسكرية فقط؛ بل كانت فكرية وسياسية وثقافية أيضاً، يقول قاسم: “مهما استقوى الاستبداد السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي بالإرهابيين لن يستطيعوا تغيير المعادلة ولا يمكن أن ينتصروا”.
فلسطين البوصلة
وعلى الرغم مما يمرُّ به العالم الإسلامي من مشاكل؛ بقيت فلسطين هي البوصلة التي حرّكت المجتمعين في طهران، حيث أكد الرئيس الإيراني على أن تحرير فلسطين من الصهاينة سيبقى هدفاً لجميع المسلمين، لافتاً إلى أن عدداً من الدول الإقليمية والإسلامية باتت تعلن وبكل صراحة وتهور عن قربها من الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أنّ الصهاينة وقوى الاستكبار هم الذين أسسوا هذا الإرهاب ووجهوه للقتل وقال إن “الخطوة المشؤومة الأولى التي قاموا بها هي قتل الناس في العراق وسورية وهدم الآثار وهدر الدماء.. وهم يرسمون مخططا لإيران والمنطقة بعد أن شاهدوا تطورها”.
وأكد مفتي سورية حسون خلال كلمته على أنّ القضية الفلسطينية والقدس ستبقى البوصلة لجميع المسلمين مضيفاً: “إن كل ما يحدث في البلاد العربية باليمن والبحرين هو من أجل أن ننسى فلسطين”.
الشيخ نعيم قاسم بدوره أكد على أن فلسطين ستبقى عنوان الوحدة والقضية المركزية ولن تضيع حقوق أبنائها وحقهم في العودة، ولا يمكن على الإطلاق أن يكون كيان الاحتلال هو الرابح في نهاية المطاف، مؤكداً على أنّ كل الانتصارات التي تحققت على كيان الاحتلال الاسرائيلي ووصولاً إلى هزيمة الإرهابيين في سورية والعراق ولبنان كانت بفضل محور المقاومة.
يُشار إلى أنّ أعمال المؤتمر تنطلق في ظلِّ ظروف صعبة يعيشها العالم الإسلامي، خصوصاً فيما يتعلق بالإرهاب الذي بات يوصم به الدين الإسلامي الحنيف، بالإضافة إلى جهود بعض الدول لبث التفرقة المذهبية، واللعب على عامل المذهب لتحقيق أطماعها السياسية والتوسعية، وذلك من خلال دعم بعض المجموعات المتطرفة والتي تنتخذ من الإسلام شعاراً لها، وسيُعقد على هامش المؤتمر اجتماعات للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، والاتحاد العالمي للنساء المسلمات.
المصدر / الوقت