العبادي: فرحةَ الانتصار اكتملت بوحدة العراق ومعركة الفساد على الجميع المشاركةُ فيها
سياسة ـ الرأي ـ
اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان فرحة الانتصار اكتملت بالحفاظ على وحدة العراق، مشيرا الى ان معركة الفساد ستكونُ امتداداً طبيعياً لعملياتِ تحريرِ الانسانِ والأرض وعلى الجميع المشاركة فيها.
وقال العبادي في كلمة متلفزة القاها للشعب العراقي بمناسبة اعلان النصر النهائي على داعش الإرهابي في العراق اليوم، ان” ارضَكم قد تحررتْ بالكامل وإنَ مدنَكم وقُراكُم المغتصبةَ عادتْ الى حضنِ الوطن، وحُلمُ التحريرِ اصبحَ حقيقةً وملكَ اليد”، مبينا” لقد انجزنا المهمةَ الصعبةَ في الظروف الصعبةِ وانتصرنا بعونِ الله وبصمودِ شعبِنا وبسالةِ قواتِنا البطلة وبدماءِ الشهداءِ والجرحى اثمرتْ ارضُنا نصراً تأريخياً مبيناً يفتخرُ به جميعُ العراقيينَ على مرِّ الأجيال”.
واعلن أنَ” الابطالَ الغيارى وصلوا لآخرِ معاقلِ داعش وطهروها ورفعوا عَلمَ العراقِ فوق مناطقِ غربي الانبار التي كانت آخرَ ارضٍ عراقيةٍ مغتصبة، وأن علمَ العراقِ يرفرفُ اليومَ عالياً فوق جميعِ الاراضي العراقيةِ وعلى ابعدِ نقطةٍ حدودية”، مضيفا انه” على مدى ثلاثِ سنواتٍ دخلتْ قواتُكم البطلة المدنَ والقرى الواحدةَ بعد الاخرى وابلى المقاتلُ العراقيُ بلاءً ارعبَ العدوَ وسرّ الصديقَ واذهلَ العالم، وهذه هي حقيقةُ العراقي الذي يَقهرُ التحدياتِ وينتصرُ في اقسى الظروفِ واصعبِها”.
وأشار” من حقِكم اَنْ تفخروا بانتصاراتِكم لأنها من صُنعِ ايديكم وماتحققتْ الا بوعيكم ووحدتِكم وتضحياتِكم الغالية، فحافظوا على نصرِكم الكبير وحافظوا على ارضِكم ووحدتِكم، وابدأوا على بركةِ الله يوماً جديداً ومستقبلاً مشرقاً وانشروا في ربوع العراقِ الأمنَ والأمان”.
وأضاف” بهذه المناسبةِ التأريخيةِ اتقدمُ لجميعِ ابناءِ شعبِنا العزيز ومقاتلينا الابطال بالتهنئةِ والتبريكِ بهذا النصرِ الكبير الذي يستحقُ أنْ نحتفلَ به اليومَ وفي كلِ عام، فهو نصرٌ وعيدٌ لجميعِ العراقيين، وستبقى عملياتُ التحريرِ التي اطلقناها قبلَ ثلاثِ سنواتٍ قِصةَ نجاحٍ عراقيةً وعلامةً مضيئةً في تأريخ العراق وكفاحِ شعبهِ ومسيرتِه الجهاديةِ المباركة”.
ووجه كلمته الى عوائل الشهداء والجرحى قائلا ان” دماءَ ابنائِكم لم تذهبْ سُدىً ارفعوا رؤوسَكم عاليا فأبناؤكم رفعوا رؤوسَ العراقيينَ ورفعوا رايةَ العراقِ عاليا”.
ولفت الى ان” التأريخُ سيسجلُ الموقفَ المشهودَ للمرجِعيةِ الدينيةِ العليا لسماحةِ السيد على السيستاني وفتواهُ التأريخيةِ بالجهادِ الكفائي دفاعاً عن الارضِ والمقدسات ، تلك الفتوى التي استجابتْ لها الجموعُ المؤمنةُ شِيباً وشُباناً في اكبرِ حملةٍ تطوعيةٍ ساندتْ قواتِنا المسلحةَ وتحولتْ بعدَها الحربُ ضدَ الارهابِ الى معركةٍ وطنيةٍ شاملة قلَّ نظيرُها وتشكّلَ على اساسِها الحشدُ الشعبيُ وقوافلُ المتطوعين”.
وتابع إنَ” فرحةَ الانتصارِ اكتملتْ بالحفاظِ على وحدةِ العراق الذي كان على حافةِ التقسيم ، وإنَ وحدةَ العراقِ وشعبِه اهمُ واعظمُ انجاز ، فقد خرجَ العراقُ منتصراً وموحداً والحمدُ للهِ ربِ العالمين ، وسنَمضي بنفسِ العزيمةِ والقوةِ في خدمة جميعِ ابناءِ شعبِنا دون تمييزٍ وحفظِ ثرواتِه الوطنيةِ وتنميتِها وتحقيقِ العدالةِ والمساواةِ واحترامِ الحرياتِ والمعتقداتِ والتنوعِ الديني والقومي والمذهبي والفكري الذي تَزخَرُ به ارضُ الرافدين، والالتزامِ بالدستورِ والعملِ على سيادة سلطةِ القانون في جميعِ انحاءِ البلاد”.
واردف قائلا” نحن الآنَ في مرحلةِ مابعدَ الانتصارِ على داعش .. هذه المرحلةُ التي كان يخشاها الارهابيونَ والفاسدون ، اما نحن وشعبُنا المجاهدُ فنراها شمساً اشرقتْ على ارض العراقِ الواحدِ لتطهرَهُ من كلِ سوء”، موضحا إنَ” الوحدةَ هي سلاحُنا الذي انتصرنا به ويجبُ أنْ نتمسكَ بهذه الوحدةِ ونعززَها بكلِ مانستطيع، والعراقُ اليومَ لجميعِ العراقيين وثرواتُه ملكٌ للجميعِ في جنوبهِ وشمالِه وشرقِه وغربِه، ولابدَ أنْ يَقطفَ الجميعُ ثمارَ النصرِ أمناً واستقراراً وإعماراً وازدهارا”.
ونوه الى إنَ” هدفـَنا المقبلَ لن يتوقفَ عند إعمارِ المدنِ المحررةِ، وإنما سيشمَلُ كلَ مدنِ العراقِ التي خرجَ منها المقاتلونَ واستُشهدوا دفاعاً عن وطنِهم”، داعيا” السياسيينَ لتحملِ مسؤولياتِهم في حِفظِ الأمنِ والاستقرارِ ومنعِ عودةِ الارهابِ مجددا”، مناشدا إياهم” الامتناعَ عن العودةِ للخطابِ التحريضي والطائفي الذي كان سبباً رئيسياً في المآسي الانسانيةِ وبتمكينِ عصابةِ داعش من احتلال مدنِنا وتخريبِها وتهجيرِ ملايينِ العراقيين ، الى جانبِ مابُذلَ من تضحياتٍ بشريةٍ وإنفاقٍ هائلٍ من ثرواتِ البلاد”.
وبين إنَ” حصرَ السلاحِ بيدِ الدولة وسيادةَ القانونِ واحترامَه هما السبيلُ لبناءِ الدولةِ وتحقيقِ العدالةِ والمساواةِ والاستقرار”، مشيرا الى إنَ” محاربةَ الفسادِ ستكونُ امتداداً طبيعياً لعملياتِ تحريرِ الانسانِ والارض ، ولن يبقى للفاسدينَ مكانٌ في العراق ، كما لم يبقَ مكانٌ لداعش .. وهذه معركةٌ اخرى على الجميعِ المشاركةُ فيها بجديةٍ كلٌ في محيطهِ وساحةِ عملِه وعدمُ الاكتفاءِ بمراقبةِ نتائجِها فهي ليستْ مسؤوليةَ فردٍ او جهةٍ واحدة”.
وأوضح إنَ” بلدَكم أخذ وضعَه الطبيعيَ بجدارةٍ وفتحنا صفحةً جديدةً للتعاونِ مع جميع الدولِ العربيةِ والمجاورةِ ودولِ العالم على اساس احترامِ السيادةِ الوطنيةِ وتبادلِ المصالحِ وعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الداخلية”.
وحيا العبادي القوات الأمنية بكافة اصنافها قائلا” أحيي المنتصرينَ جميعا، قواتِنا البطلةَ من الجيش والشرطة والاجهزةِ الامنية والحشدِ الشعبي وجهازِ مكافحةِ الارهاب والقوةِ الجويةِ وطيرانِ الجيش وجميعِ صنوفِ وتشكيلاتِ قواتِنا المسلحة من الاسناد الهندسي والطبي والإمداد، والمساندينَ من ابناء العشائرِ والمواطنينَ في المناطقِ المحررةِ الذين تعاونوا مع جيشِهم ، وتحيةً لوزاراتِ ومؤسساتِ الدولةِ التي بذلتْ جهوداً مُسانِدَةً واسهمتْ بإعادةِ الحياةِ والبِنى التحتيةِ والخِدماتِ الأساسية، ومواقفَ وتضحياتِ الصحفيينَ والاعلاميينَ والفنانينَ والمثقفينَ وكلَ كلمةٍ قِيلتْ وكلَ صوتٍ حرٍّ وقفَ مع شعبنا وقواتِنا في عمليات التحرير”.
واستطرد إنَ” حُلمَ داعش انتهى ويجبُ أنْ نُزيلَ كلَ آثارهِ ولا نسمحَ للارهابِ بالعودةِ مرًة اخرى فقد دفعَ شعبُنا ثمناً غالياً من امنِه واستقرارِه ومن دماء خِيرةِ شبابِه ورجالِه ونسائِه وعانتْ ملايينُ العوائلِ من مصاعبِ التهجيرِ والنزوح ، ولابدَ أنْ نطويَ هذه الصفحةَ الى الابد”، قائلا” إننا وعلى الرَغمِ من اعلانِ الانتصارِ النهائي يجبُ أنْ نبقى على حذرٍ واستعدادٍ لمواجهةِ ايةِ محاولةٍ ارهابيةٍ تستهدفُ شعبَنا وبلدَنا ، فالارهابُ عدوٌ دائم والمعركةُ معه مستمرة ، ولابد أنْ نحافظَ على هذه الوحدةِ التي هزمنا بها داعش فهي سرُّ الانتصارِ الكبير”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق