التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

هوليوود أهدت الصهاينة “القدس” قبل أن ينطق ترامب بحرف واحد 

خرج الرئیس الأمریکی دونالد ترامب، فی تاریخ 12/6/ 2017، لیعلن للعالم أجمع وعلى الملأ بأن “القدس” عاصمة لـ “اسرائیل”، وأمر فی نفس الخطاب ومن على نفس المنبر بنقل السفارة الأمریکیة إلى القدس مناحا الصهاینة ما کانوا یحلمون به على مدار عشرات السنوات، لکن قرار ترامب لم ولن یمر مرور الکرام وقد شهدنا بأم العین المظاهرات الحاشدة التی تلت القرار وکیف خرج الآلاف من جمیع دول العالم للتندید بهذا القرار ورفضه.

ولکن دعونا نسأل ونتساءل، هل یا ترى ما قام به ترامب یأتی فی إطار تنفیذ وعوده أثناء حملته الانتخابیة أم الأمر أقدم من ذلک وأعمق؟!، ومنذ متى تم طرح هذه القضیة وکیف تم الترویج لها وما دور هولیوود فی ذلک؟!.

الحقیقة أنه منذ العام 1995 مرر الکونغرس قانونا یدعو إلى نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس ولکن آثر رؤساء أمریکا منذ ذلک الوقت وحتى آخر أیام الرئیس السابق باراک أوباما على إبقاء هذا الأمر فی إطار الکلام النظری، وقبل هذا التاریخ بـ”15″ عام وبالتحدید فی 30 یولیو 1980، سن الکنیست الإسرائیلی، ما عُرف بـ”قانون القدس” والذی یقول أن ” قانون أساس: أورشلیم القدس عاصمة إسرائیل” وطال الجدل حول هذا القانون واستخدمته سلطة الاحتلال کورقة رابحة لهم فی هذا الشأن.

وبعد أن عرفنا إلى متى یعود البدء بطرح فکرة القدس عاصمة لـ “اسرائیل” ورأینا الوجه السیاسی لهذا الموضوع نصل إلى الوجه الإعلامی لها وکیف سخر الصهاینة هولیوود لخدمة مصالحهم الخاصة واستخدموها لتسویق مشاریعهم الصهیونیة وإقناع العالم بأنهم أصحاب الحق فی الأرض الفلسطینیة، ومن خلال استدیوهات هولیوود قام الصهاینة بتشویه صورة الفلسطینیین وإظهارهم بأنهم هم من یعتدی على الاسرائیلیین لیتمکنوا من تبریر جرائمهم تجاه الفلسطنیین.

أفلام خدمت المشروع الصهیونی

وقد بدأت الحکومة الأمریکیة فی إعداد الرأی العام العالمی لهذا الأمر قبل أی اقدام سیاسی تجاه هذا الموضوع عن طریق الأسالیب الناعمة، ولسنوات عدیدة، دأبت السینما الغربیة وتحدیدا هولیوود على طرح فلسطین على أنها الأرض الموعودة للیهود من خلال أفلامهم، ومثال ذلک مجموعة من الأفلام الکلاسیکیة القدیمة مثل “أکسودوس” و “شمشون و دلیلة” الذی أخرجه سیسیل دیمیل عام 1949 أو “دیفید وبیثشیبا”، التی تعتبر فلسطین أرضا یهودیة، وفیلم “داوود وباتشیع” عام 1951 و”خفایا إیزابیل” عام 1953 وکلها ترمز إلى الشخصیة الیهودیة، کما أنتج فیلم “حائط المبکى” عام 1969وفیلم “تحیا اورشلیم” للناقد الفرنسی هنری شایبیه وتدور أحداثه فی القدس، وتابعت هولیوود دعمها لإنتاج أفلام إسرائیلیة وکرست کل إمکاناتها لإنتاج أفلام وتسویقها إلى العالم، وصولا إلى أفلام جدیدة مثل “ماتریکس”، حیث یظهر الفیلم مدینة زیون، أو صهیون على أنها مدینة الصهاینة الفاضلة.

أو فیلم “الحرب العالمیة Z”، الذی یقدم القدس على أنها المدینة الوحیدة السالمة والآمنة، والتی یعیش فیها الیهود. فی العدید من أفلام هولیوود، نرى مثل هذه الإشارات وفی أفلام أخرى نرى إشارات واضحة على أماکن مثل القدس ومسجد الأقصى، وکیف تحاول هذه الأفلام إضفاء الطابع الیهودی علیها.

فی السابق کان مدراء هولیوود التنفیذیین والمنتجین وبعض الممثلین یخفون هویتهم الصهیونیة أو تعلقهم باسرائیل ودفاعهم عنها، أما فی السنوات الأخیرة نجدهم یظهرون ذلک علنا، مثال ذلک بطلة فیلم ” wonder woman” ، جال جودت، والتی کانت ضابطة فی جیش الاحتلال الإسرائیلی، وهی الیوم تدعم علناً قتل الفلسطینیین وتعترف بالکیان الصهیونی وذلک واضح فی منشوراتها، خصوصاً على “انستغرام” فی صورة تجمعها بشمعون بیریز.

جال جودت مع شمعون بیریز

مثال آخر، الجمیع یعرف أن الأخوین وارنر ، مؤسسی شرکات الأفلام الکبیرة فی هولیوود، هم صهاینة. ویذکر هذا الأمر صراحةً فی کتاب “امبراطوریة هولیوود”، الذی یتناول حیاة مؤسسی هولیوود. النقطة الأهم أنه فی السابق عندما کانوا یتحدثون عن تاریخ فلسطین فی أفلام هولیوود کانوا یشیرون إلى تاریخ المسیحیین هناک، الآن لا یذکرون هذا الأمر إطلاقا.

الترغیب والترهیب

عندما التقى رئیس وزراء الاحتلال الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو مع عدد من نجوم هولیوود قبل ثلاث سنوات، قال لهم بالحرف “أنتجوا أفلاما عن إسرائیل”، وهذا الکلام لیس بالجدید على زعماء اسرائیل لأنهم أدرکوا أهمیة الإعلام ومدى تأثیره وقدرته فی تحسین صورتهم منذ بدایة احتلالهم لفلسطین لذلک بدأوا فی تکریس الأموال والخبرات الفنیة والتقنیة من أجل ضمان خدمة مصالحها على أیدی القوة الناعمة واسعة التأثیر “السینما”.

وعمد الصهاینة الذین یسیطرون على جزء کبیر من انتاج هولیوود على محاربة کل من یخالف سیاستهم أو أفعالهم أو مشروعهم فی الشرق الاوسط، والأمثلة على هذا الموضوع کثیرة، من منا لایعرف الممثل الشهیر مارلون براندو، الذی دفع ثمن تصریحه الذی یستنکر من خلاله سیطرة الصهیونیة على هولیود. کان هذا فی العام 1996، ولم ینفکّ براندو یقدم الأعذار والتبریرات مراراً؛ فی محاولة منه لکسر الحصار الذی فرضته هولیود علیه. کذلک الحال مع الممثل غاری أولدمان والمخرج أولیفر ستون الذین أعربوا عن قناعتهم بأن هولیود محکومة بید صهیونیة. وحتى الآن یتم نعتهم بأعداء السامیّة.

حتى الممثل الاسبانی خافییر باردیم وزوجته الممثلة بینلوبی کروز لم یسلموا من محاربة هولیوود لهم حین وقّعا إبان حرب غزة الأخیرة على عریضة تدین قتل الأطفال الغزیّین.

ختاماً، أصبح واضح للجمیع کیف تسیر سیاسة هولیوود فی انتاج الأفلام وکیف تتعمد تشویه صورة المواطن العربی عموما والفلسطینی خصوصا، وکیف أنها تدس السم فی العسل فی بعض الأفلام من خلال بعض المشاهد التی تنطلی على أغلب المشاهدین.

نحن نعلم کم تملک هولیوود إمکانات فنیة وتقنیة وخبرات کبیرة فی جمیع المجالات الفنیة ولکن مع ذلک یجب أن یعمل الفنانون العرب والفلسطینیون على تحسین صورة العربی فی الغرب وأن یصنعوا أفلام تشکل جبهة مضادة لتلک التی تمولها اسرائیل وسیأتی هذا الأمر بنتائج إیجابیة والأیام ستحکم بهذا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق