رفض كويتي رسمي وشعبي لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي
سياسة ـ الرأي ـ
تواصل الرفض الرسمي والشعبي بالكويت، لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إليها.
ومنذ إعلان الرئیس الأمریکی قراره، سارعت الخارجیة الکویتیة للتحذیر، الأربعاء الماضی، من التداعیات الخطیرة للقرار.
واعتبرت القرار الأحادی مخالفًا لقرارات الشرعیة الدولیة بشأن الوضع القانونی والإنسانی والسیاسی والتاریخی لمدینة القدس، وقرارات الجمعیة العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن والاتفاقیات والمعاهدات الدولیة.
وأعلنت الکویت عن مشارکة الأمیر الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح فی القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامی، التی دعا الرئیس الترکی رجب طیب أردوغان لعقدها فی إسطنبول، الأربعاء المقبل، بشأن القدس.
ولا تزال بیانات التعبیر عن الغضب والرفض تتوالى من منظّمات المجتمع المدنی والنقابات فی الکویت فی تناغم تام مع الموقف الرسمی، الذی أعلنته الحکومة.
وفی إطار التحرکات الشعبیة، شهدت الکویت وقفتین احتجاجیتین، أمس الأول السبت، وسط حضور شعبی کبیر؛ أولاهما فی ساحة الإرادة بالعاصمة الکویتیة، بحضور نواب حالیین وسابقین.
وأطلق المحتجون فی الوقفة الأولى، وهم مواطنون ومقیمون، هتافات منها: “القدس عربیة وأرض فلسطین”، و”الموت ولا المذلة”، ورفعوا لافتات مکتوب على بعضها: “اللهم إنا نستودعک المسجد الأقصى”، و”کل القدس عاصمة کل فلسطین”، و”کل الکویت معکم”.
وفی الیوم نفسه، تبعتها وقفة ثانیة، نصرة للقدس فی السفارة الفلسطینیة، شارک فیها سفراء دول فلسطین والأردن وتشاد، ومئات الکویتیین والمقیمین.
وندد المشارکون فی الوقفة بقرار الرئیس الأمریکی، ورفعوا الأعلام الفلسطینیة، وصور القدس والمسجد الأقصى.
ورددوا شعارات من قبی: “الله فلسطین القدس عربیة”.
برلمانیًا، وجه رئیس مجلس رئیس مجلس الأمة (البرلمان) الکویتی مرزوق الغانم، الخمیس الماضی، الدعوات لعقد جلسة خاصة، غدًا الثلاثاء، لمناقشة قضیة القدس.
وقال الغانم، فی تصریحات بمقر البرلمان، إن “قرار نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس مرفوض، وستتم الدعوة لقمة طارئة لاتحاد البرلمان العربی فی الرباط أو القاهرة وسنقدم ورقة عمل”.
من جهته، قال وزیر الخارجیة الکویتی، الشیخ صباح خالد الحمد الصباح، إن قرار الرئیس الأمریکی بشأن القدس مؤسف ویخالف القرارات الدولیة.
وحذّر الصباح خلال کلمته أمام اجتماع وزراء الخارجیة العرب الطارئ بمقر الأمانة العامة للجامعة العربیة بالقاهرة، أمس الأول السبت، من أن القرار یقوّض عملیة السلام فی المنطقة.
ووصف القرار بأنه یشکل خطرًا على المنطقة، وأعرب عن شجب واستنکار کل الدول العربیة لهذا القرار غیر الصحیح والمنافی للقوانین الدولیة.
ولفت الصباح، إلى ضرورة ضمان عدم المساس بالوضع القانونی والسیاسی للقدس العربیة المحتلة، وتقدیم الدعم الکامل لکل قرارات اجتماع الجامعة العربیة.
وأعلن الرئیس الأمریکی دونالد ترامب، الأربعاء الماضی، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائیل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلیها.
وإضافة إلى الشطر الغربی للقدس، شمل قرار ترامب الشطر الشرقی للمدینة، الذی احتلته إسرائیل عام 1967، وهی خطوة لم تسبقها إلیها أی دولة أخرى، وتتعارض مع قرارات المجتمع الدولی.
وأدى القرار إلى موجة إدانات واحتجاجات متواصلة فی العدید من الدول العربیة والإسلامیة والغربیة، وسط تحذیرات من تداعیاته على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ویتمسک الفلسطینیون بالقدس الشرقیة عاصمة لدولتهم المأمولة ضمن أی حل مستقبلی.انتهى