الشيخ حمودي : وجود اللواء سليماني مع المقاتلين شكلت رسالة طيبة للعراقيين
سياسة – الرأي –
اكد “الشيخ همام حمودي” رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، نائب رئيس مجلس النواب العراقي، ان “تجربة وجود شخصيات مثل الحاج قاسم سليماني في العراق ومع المقاتلين ومع الجيش العراقي وفي اوساطهم أعطت رسالة طيبة للشعب العراقي ودليل على محبة الشعب الايراني لهذا الشعب واستعداده للتعاون والاخلاص معنا”.
ان الشيخ حمودي وفي حوار مع صحيفة “الوفاق” الايرانية، اشاد بدور الحشد الشعبي في الحرب على الارهاب ودحر تنظيم داعش عن الاراضي العراقية، مؤكدا ان الحشد و”كما كان له دور في اسقاط دولة الخلافة وفي تحرير الأرض، سيكون له دور ان شاء الله في تحقيق الامن الاجتماعي وكذلك في مجال إعادة البناء في هذه المناطق”.
ونوّه رئيس المجلس الاعلى الى تعاون ايران مع العراق في سياق انجاح العملية السياسية العراقية ومكافحة الارهاب، قائلا ان “الجمهورية الاسلامية التي وقفت مع المشروع الدستوري الديمقراطي في العراق من اول يوم وكان لها الاثر الطيب في حل الكثير من مشاكلنا سواء في موضوع الكهرباء وفي قضايا الغاز ومواضيع الإعمار الأخرى”.
واردف قائلا : وكما وقفت (ايران) معنا في قضية مواجهة داعش بخبرتها وبدعمها، لها دور مهم أيضاً في إعادة الاعمار خاصة والتجربة الكبيرة التي اكتسبتها ايران في هذا المجال ما بعد الحرب، ونحن بحاجة لها، كما ان القطاع الاقتصادي والاستثماري في العراق مفتوح على الاخوة في الجمهورية الاسلامية وأعتقد ان تجربة وجود شخصيات مثل الحاج قاسم سليماني في العراق ومع المقاتلين ومع الجيش العراقي وفي اوساطهم أعطت رسالة طيبة من شخصية بمثل هذا المستوى العسكري العالي التي تتقدم وتواجه الموت من أجل تحرير هذه الأرض، والتي كانت رسالة طيبة للشعب العراقي ودليل على محبة الشعب الايراني لهذا الشعب واستعداده للتعاون والاخلاص معنا.
وحول العلاقات العراقية مع بلدان المنطقة اكد الشيخ حمودي : ان العراق في الحقيقة نظراً للتنوع الموجود فيه ونظراً لموقعه وتاريخه في المنطقة، هو منفتح على الجميع، وقلنا نحن نتعامل وفق الدستور في الانفتاح على جميع الدول خاصة دول الجوار، لكن على مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون احدنا الآخر.
وتابع : لقد وجدنا تفاعلاً عالياً من دول الجوار ما عدا السعودية مع الأسف والتي كان لها دور آخر في الفترة الماضية بالإساءة للتجربة العراقية وتضعيفها؛ الان السعودية وجدت بأن هذه التجربة غير قابلة للفشل، لأن الدولة العراقية وأساسها الدستور والشعب، لا يمكن ازالتها، وقد تم استخدام كافة الطرق لإضعافها مثل الحرب الطائفية وتشويه السمعة وداعش الاحتلال والتقسيم وغيرها وقد باءت كلها بالفشل، فلابد ان يخضعوا للأمر الواقع في نهاية الأمر.
وشدد نائب رئيس البرلمان العراقي قائلا : نحن في هذا الموضوع كقرار حكومي برلماني نرحب بعلاقات مع الجميع وفق الدستور لكن لا نسمح بأي تدخل في شأننا الداخلي. وفي زيارة لوفد من البرلمان العراقي الى السعودية، عندما انتقد العراق لعلاقته الجيدة والحسنة مع ايران، كان جوابنا واضح وصريح لهم ان هذا شأن يخصنا وعلاقتنا مع ايران علاقة تاريخية ولها اسسها؛ ونحن ننفتح على الجميع ولا نسمح لأحد أن يتدخل في علاقتنا أو في سياستنا أو اولويتنا وفيما يحقق مصالح شعبنا.
وردا على سؤال بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة، وهل سيتم إقامتها في وقتها المحدد؟
قال الشيخ حمودي انه الانتخابات، مطروحة حاليا في الساحة العراقية؛ “بين رأي من يقول نؤجل الانتخاب ورأي يقول يجب اجراؤها في وقتها التزاماً بالدستور”؛ مردفا ان “الذي يطالب بالتأجيل يقول ان الاوضاع غير طبيعية خاصة فيما يرتبط بموضوع النازحين ولكن في العمق، الموضوع هو بسبب الاختلافات السياسية الموجودة في داخل الاحزاب سواء التي كانت في كردستان العراق أو في المناطق الغربية. هذا الموضوع في الحقيقة هو الآن مجرى البحث والامم المتحدة ايضا داخلة في هذا الموضوع”.
واستطرد قائلا : نحن في مجلس النواب سوف نهيّئ كل مستلزمات اجراء الانتخابات في وقتها من حيث موضوع القانون سواء كان قانون المحافظات أو قانون انتخابات مجلس النواب ومازالت مفوضية الانتخابات تسجل الاحزاب.
وفيما يخص سياسات الحكومة العراقية في مرحلة ما بعد داعش،نوه الشيخ حمودي بنجاح الشعب العراقي وقواته المسلحة واتباع توجيهات المرجعية العليا وحكمة رئيس الوزراء ان ينهي وجود داعش العسكري ودولة الخلافة والخرافة؛ وقال : المطلوب الآن بعد الحرب هو عودة النازحين وإعمار المناطق المتضررة؛ موضحا بقوله انه في ما يخص اعمار المدن العراقية هناك مساع دولية باتجاه تحصيل مساعدات في هذا المجال لأعمار تلك المناطق.. والموضوع الهام الآخر، بحسب المسؤول العراقي، هو مواجهة التحدي الأمني بعد مغادرة داعش للاراضي العراقية، حيث الضرورة لحماية المناطق المحررة وكذلك المدن أمنيا.
وشدد رئيس المجلس الاعلى العراقي قائلا، ان “النجاح سيكون حليفنا في هذه المسألة، بإعتبار ان كافة مناطق الصحراء قد تم تفتيشها ومتابعة أوكار داعش كما ان البيئة والحاضنة للارهابيين أصبحت الان ناقمة عليهم بسبب ما خلفوه من آثار سيئة ومن دمار، ونعتقد بأن التحدي الامني لم يكن كما كان في السابق”.
وردا على سؤال اخر بشان برنامج المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في مرحلة عمله الجديد، قال ان “المجلس الأعلى شجرة طيبة وارفة، هو نشأ في الايام الصعبة من تاريخ العراق ونشأ على يد أناس علماء ومضحين قدموا شهداء كثيرِين واستشهد بعضهم في هذا الطريق ايضاً كرئيس المجلس الأعلى آية الله السيد محمد باقر الحكيم، شهيد المحراب”؛ مضيفا ان “المجلس الأعلى لم يبن في وقت الرفاه ولا وقت الرخاء ولم يبن في تنافسات مناصبية أو تنافسات اجتماعية وانما بني في فترة من يتقدم للشهادة، وبالتالي فأساس المجلس الأعلى أساس متين وتأسس منذ اليوم الاول على أساس التقوى والجهاد ونصرة الشعب العراقي وتخليصه من الطاغية صدام والاعتماد على هذا الشعب في بناء مستقبله”؛ لافتا الى ان “المجلس الاعلى اليوم عاد الى هذه الاصول”.
واضاف الشيخ حمودي : نحن أعلنا التصحيح في اجتماع الهيئة العامة في الشهر الثامن، وكان شعارنا التصحيح، وقصدنا من التصحيح العودة لهذه الاصول والعودة الى الشهيد الصدر الذي اوصانا بالذوبان بالامام الخميني (قدس سره الشريف) كما هو ذاب في الاسلام والعودة الى الامام الخميني (قدس سره الشريف) وتوجيهاته في مواجهة الاستكبار والظلم. والى التعلق بالاسلام كمنهج للحياة وبالعودة الى شهيد المحراب وحركته الدؤوبة على جميع المستويات الداخلية والخارجية والجهادية والثقافية والفكرية والعودة الى المجاهدين من قوات الحشد وخدمتهم والدفاع عنهم، وقد قمنا في هذا المجال في مجلس النواب بالكثير من الانجازات في حماية الحشد ومنها قانون الحشد، والعودة الى محور المقاومة وهو المحور الذي يواجه مساعي تركيع هذه الامة واذلالها، والتعاون مع محور المقاومة لإشاعة مفاهيم المقاومة بين صفوف الشباب. العودة الى بناء مؤسسة تستند على قواعد وأسس سليمة وبناء مهارات ليس على بناء شخصيات أو ما شابه. العودة الى بناء مؤسسة دينية اسلامية لها قواعدها واصولها وتعتمد وترسم مستقبلها وهذه هي الأسس التي اعتمدناها في التصحيح. نعم هذا التصحيح جديد ولكنه أيضاً أصيل في انفتاحه ونزوله الى الساحة ودعمه للحشد وحتى في مواجهة “اسرائيل”، حيث نحن رفعنا في مداولاتنا الداخلية بانه الكيان العدو الذي يواجهنا والعدو الذي يريد ان يقسم العراق ويساعد من يقسم العراق.
وشدد نائب رئيس البرلمان العراقي بالقول : (نحن) في مجلس النواب اصدرنا قراراً بتجريم من يرفع علم “اسرائيل” و وضعنا علم “اسرائيل” تحت اقدام المشاة الحسينيين في الأربعين، والرئيس الفرنسي ماكرون عندما تحدث عن الحشد قمنا باعتصام امام السفارة الفرنسية لتدخله في شؤوننا الداخلية وفي المس بمؤسسة نعتبرها هي سبب عزّة العراق كما منعت داعش من الوصول الى اوروبا.
وحول التطورات الاخيرة في كردستان العراق، قال : نحن في هذا العام حققنا إنتصارين كبيرين؛ انتصار إنهاء دولة “داعش” عبر تحرير مدينة موصل بالكامل والوصول الى الحدود السورية وتأمين الحدود المشتركة…
والموضوع الآخر، يقول الشيخ حمودي، “كانت قضية الاستفتاء التي طرحها مع الأسف مسعود البارزاني رغم كثرة النصائح له. وقد اعتبرنا ذلك طعنة من الخلف في وقت كنا موجهين بنادقنا الى “داعش” حيث انه فتح لنا جبهة ثانية في وقت حرج. وأساء الى العلاقة التاريخية مابين ابناء الشعب العراقي وخصوصا ما بين الشيعة والكرد بهذا الموقف السيّئ ولكن الحمدالله كانت هيبة الدولة العراقية وحكمة رئيس الوزراء وقوة الجيش والشرطة والحشد وتعاون بعض اطراف البيشمركة وبعض الاخوة الكرد الذين لهم موقف واضح من هذه القضية، هو ما أنهى قضية التقسيم الى غير رجعة وأعطى جرعة معززة مرة أخرى الى الحشد والى الدولة العراقية والى مؤسساتها. وفي الحقيقة ان ذلك ليس فقط منع التقسيم انما أعاد الاقليم الى حدوده التي ينبغي ان يكون عليها. لأنه كان متمدداً ومتجاوزاً لحدوده وقد تتعززت هيبة الدولة ودورها.
واكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي على ضرورة اتباع الدستور العراقي قائلا، “كما اشار سماحة السيد السيستاني (يجب) الالتزام بالدستور وان يكون هو خيمة واساسا لأي إتفاق وإلتزام؛ والمتجاوز على الدستور يجب أن يحاسب”.
وخلص الى القول : نحن نأمل في مجلسنا القادم في 2018 ان نكون في آفاق أخرى، الدستور وتحكيم الدستور وان شاء الله نعمل على مواجهة الفاسدين بعد أن انهينا موضوع “داعش”، مشروعنا القادم هو محاربة الفساد وحفظ المال العام وطمأنة الشعب على مستقبله ومصيره.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق