للحوامل.. مفاهيم خاطئة حول الولادة
يتناقل الناس بصورة لافتة بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة حول الأطفال والطرق التي تعجّل الولادة. وتسلط “بي بي سي فيوتشر” الضوء على هذه المفاهيم، وتبرهن على صحتها أو زيفها.
الطفل الأول يولد دائما بعد الموعد المقرر للولادة
صحيح أن أربعة في المئة فقط من الأطفال يولدون في الموعد المتوقع للولادة، وأن الطفل الأول يولد في الغالب بعد هذا الموعد. لكن في حالات كثيرة قد يولد الطفل الأول قبل استكمال فترة الحمل.
وعندما عكف ألن داوني، عالم الكمبيوتر بكلية أولين للهندسة بالولايات المتحدة، على دراسة بيانات مأخوذة من استطلاع للرأي أجرته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في عام 2002، توصل إلى أن فرص ولادة الطفل الأول في الموعد المتوقع تقل بالمقارنة مع فرص الأطفال اللاحقين.
وخلص داوني إلى أن الطفل الأول يولد عادة في وقت متأخر عن غيره من الأطفال، بفترة وجيزة، قد لا تتعدى 16 ساعة، أو تزيد قليلا، وذلك إذا اقتصرت المقارنة على الأطفال المولودين في الموعد المتوقع للولادة.
لكنني أظن أنه من الإنصاف أن تشمل المقارنة أيضا الأطفال المبتسرين، بما إننا نتناول الأطفال بشكل عام.
وبالنظر إلى هذه النتائج، فإن 16 ساعة ليست مدة طويلة، وهذا يفند فرضية أن الطفل الأول يولد عادة بعد عدة أيام أو حتى أسبوع من انتهاء فترة الحمل.
ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الحالات من الولادة المتأخرة، فكلنا شاهدنا أو سمعنا بحالات استدعت تدخل الطبيب لتحفيز المخاض بعد مضي أسبوعين من الموعد المقرر للولادة لأن الجنين تأخر عن النزول.
لكن البيانات الرسمية تختلف عن الحالات الفردية، ولهذا لا يستدل بهذه الحالات عند قياس الاتجاهات العامة.
والعجيب أنه من النادر أن تضع الأم حملها في الموعد المقرر للولادة، ولكن هناك بعض الأسباب التي تبرر ذلك.
فقد يحتسب موعد الولادة من التاريخ الذي تذكره الأم لبداية آخر دورة شهرية، وبالتأكيد ربما تنسى بعض الأمهات هذا التاريخ. ويتساءل البعض هل يجب أن نتوقع أن تكمل كل حامل نفس العدد من أسابيع الحمل؟
في إحدى الدراسات، واظب الباحثون على قياس مستويات الهرمونات كل يوم من عينات البول التي جمعت من سيدات كن يردن أن يحملن، وهذه النتائج سمحت للباحثين بتحديد موعد حدوث التبويض ومدة الحمل بدقة.
وتوصلوا إلى أن مدة الحمل قد تتفاوت من امرأة لأخرى بمعدل يصل إلى خمسة أسابيع.
وقد يعتمد موعد وضع الطفل الثاني والثالث أيضا على الفاصل الزمني بين حمل وآخر. وقد توصل الباحثون إلى أنه إذا حدث الحمل في غضون سنة من إنجاب الطفل الأول، ستكون في الغالب مدة الحمل الثاني أقصر من الأول.
ويقترح البعض التخلي عن تحديد مواعيد للولادة، بحيث يضع الطبيب موعدا لاحقا لموعد الولادة ويخبر الحامل أنها من المتوقع أن تضع حملها قبل هذا التاريخ، وبهذا سيُجنّب 96 في المئة من الآباء والأمهات القلق والتوتر المصاحب لحدوث الولادة في موعد غير الذي كانوا ينتظرونه لشهور.
الأطعمة الحريفة تسرّع الولادة
إذا حلّ موعد الولادة ولم تظهر أي علامات لبدء المخاض، تشمر نصف الحوامل تقريبا عن سواعدهن ويبحثن عن وسائل لتسريع الولادة.
وكشف استطلاع أمريكي للرأي أن أكثر من خمس الحوامل اللائي ينتظرن الولادة بفارغ الصبر يحاولن تسريع الولادة بتناول وجبة الكاري الحريفة.
ويستند هذا الاعتقاد الشائع إلى الرأي القائل إن الأطعمة الحريفة تزيد من تقلصات عضلات البطن، وهو ما قد يؤدي ذلك زيادة انقباضات الرحم.
لم يخضع هذا الرأي لاختبار منهجي، ويطالب البعض بإجراء تجارب على نطاق واسع، يجري فيها اختيار المشاركين على نحو عشوائي لتقييم مدى فعالية الطرق التي يقال إنها تحفز الولادة.
ولو افترضنا أن الأطعمة الحريفة تزيد من الانقباضات لدى البعض، فإن فعالية هذه الأطعمة تتوقف على مدى قدرة جسمك على تحملها. فإذا كنت معتادة على تناول هذه الأطعمة يوميا، سيقل تأثيرها على أمعائك وبالتالي لن تؤثر على الرحم.
السائل المحيط بالجنين يتدفق دائما بلا مقدمات
اعتدنا أن نشاهد الحامل التي دنا موعد ولادتها في الأفلام وهي تنظر بفزع فجأة حين يتدفق السائل منها بقوة بلا مقدمات ثم تبدأ انقباضات الرحم، وتمسك الأم ببطنها ثم تنطلق بها السيارة إلى المستشفى. في الحقيقة هذا لا يحدث في أكثر حالات المخاض.
قد تبدأ انقباضات الرحم قبل نزول السائل المحيط بالجنين، وأحيانا لا ينزل هذا السائل ويتدخل الطاقم الطبي لتحفيزه على النزول بطرق اصطناعية.
وفي حالات نادرة لا ينفجر الكيس السلوي “الأمنيوسي” على الإطلاق ويولد الطفل داخل ذلك الكيس. ويقال إن سيغموند فرويد كان من أولئك الأطفال الذين ولدوا داخل الكيس السلوي.
ولكن في أغلب الأوقات، إذا تدفق السائل السلوي مع دنو أوان الولادة، يصبح علامة على اقتراب المخاض والولادة، إن لم يكن المخاض قد بدأ بالفعل.
وقد خلصت دراسة موسعة إلى أن آلام المخاض قد بدأت لدى ثلاثة أرباع الحوامل قبل مرور 24 ساعة من نزول السائل السلوي، وأغلب هذه الحالات من دون تحفيز.
وخلافا لظن محبي الإثارة والمشاهد الدرامية، عندما ينزل السائل السلوي قبيل بدء المخاض، فإنه لا يتدفق دفعة واحدة بهذا الشكل، ولكنه قد يتسرب في صورة قطرات تدريجيا.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق