نيويورك تايمز تعيد ازمة الحريري الى الساحة والمغرد السعودي يلموح الى معلومات يشكفها لاحقا
وكالات – الرأي –
نشرت صحيفة نيوروك تايمز الامريكية تقريرا يتناول الازمة التي افعلتها السعودية عبر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الغريبة؛ فيما تساءل المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن “تفاصيل” لم تورده الصحيفة الامريكية في تقريرها و”التي تؤكد ان السبب الرئيسي لاحتجاز الحريري ليس لبنان بل السيطرة على أمواله، وأخذ ما لديه من معلومات عن الأمراء المعتقلين”؛ ملوّحا الى وجود خفايا في هذا الخصوص”سينشره لاحقا”.
وافاد ان التقرير الذي اعدته المحررتان في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية “آن برنارد” و”ماريا أبي حبيب” نقل عن شخصية مقربة من الحريري، يشير الى ان “رئيس الوزراء اللبناني – وعند زيارته الرياض عقب لقائه مسؤولا ايرانيا كبيرا – استُدعي في الساعة الـ8:30 صباحا ( 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) إلى الديوان الملكي السعودي، وهو طلب مبكر في معايير المملكة، أبكر مما هو متوقع…”.
ويوضح التقرير أن الحريري دعي لقضاء اليوم في الصحراء مع الأمير، وعندما وصل أخذ المسؤولون السعوديون الحريري إلى بيته، وطلبوا منه الانتظار، وظل ينتظر من الساعة السادسة مساء حتى الواحدة صباحا، وفي صباح اليوم التالي دعي للقاء ولي العهد السعودي؛ ولم يكن هناك موكب، كما هو معتاد، ولهذا ركب الحريري سيارته، وبدلا من مقابلة الأمير تعامل معه المسؤولون السعوديون.
وتكشف الصحيفة الامريكية عن أن الحريري، الحليف القديم للسعودية، ارتدى في ذلك الصباح الجينز والقميص، حيث اعتقد أنه سيذهب إلى الصحراء مع بن سلمان، وبدلا من ذلك فإنه جرد من هاتفه النقال، وحرم من حرسه باستثناء واحد، وتعرضوا للشتيمة من الأمن السعودي؛ مشيرة إلى أن “الإهانة الكبرى جاءت بعد ذلك حيث سُلّم خطابا معدّا مسبقا للاستقالة، وأجبر على قراءته من على التلفزيون السعودي”.
وفي الصعيد النفسه، ينقل التقرير عن المسؤولن اللبنانيين انهم وصفوا “الانتظار” بين وصول الحريري واستقالته بـ”الصندوق الأسود”، وقالوا إنهم مترددون بالضغط على الحريري ليقدم تفاصيل، وعندما سأله أحدهم نظر الحريري للطاولة، وقال لهم إنها كانت أسوأ مما يعرفون.
ويؤكد التقرير على ان السبب الرئيسي وراء دعوة رئيس الوزراء اللبناني إلى العاصمة السعودية، هو “الاستقالة تحت الضغط، ولوم إيران، وكأنه (موظف)، وليس رئيس وزراء (دولة ذات سيادة)، وكان عليه الطلب من الحرس إحضار بدلته”.
وتعلق الكاتبتان في صحيفة نيويورك تايمز بالقول ان “القصة مثيرة وغريبة، وهي جزء من خطة الأمير الطموح، ليس لزعزعة بلده فحسب بل المنطقة برمتها”.
وتنقل الصحيفة الامريكية عن مسؤول لبناني بارز قوله، انه بعد عدة محاولات يائسة من جانب المسؤولين في بيروت للاتصال مع الحريري في الرياض، الا ان الاخير قضى ذلك المساء مع ولي العهد في الصحراء.
وتؤكد الكاتبتان أن الحريري رفض الرد على اسئلة الصحيفة المتكررة حول خفايا هذه التطورات، وقال إنه يريد وضع حادثة الرياض وراء ظهره.
ويشير التقرير الى ان المسؤولين الذين تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لأنهم تحدثوا عن أحداث لا تزال سرّية، ولا تزال هناك عدد من الثغرات غير واضحة بسبب الضغط ولأنه لا يوجد أحد يريد التطوع والحديث عن أمور سرية باستثناء الحريري الذي تراجع عن استقالته بعد العودة إلى بيروت.
وينوه التقرير إلى أن التحرك السعودي في يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر كان سريعا؛ لافتا الى الاحداث المتعاقبة التي اثارته المملكة والامير السعودي الطوح؛ حيث انه في أقل من يوم انتزع السعوديون استقالة الحريري منه، واتهموا إيران ولبنان بإعلان الحرب بعد إطلاق الحوثيين الصاروخ على الرياض، وتم اعتقال عدد من الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين السابقين والحاليين في الحكومة، وبعد أسبوع طلبت الحكومة السعودية من رعاياها مغادرة لبنان، ما أشار إلى قرب وقوع حرب في المنطقة.
وتفيد الصحيفة بأن “المشكلة تتخمر منذ سنوات بين الحريري والسعوديين، فهو مثل والده مدين للسعوديين بحظوظه السياسة والمالية، لكن رعاته في الرياض تذمروا من أن حكومة الحريري تمنح التأييد وتتنازل لحزب الله”.
وتشير الى ان “الحريري كان قد زار الرياض في تشرين الأول/ أكتوبر، واعتقد أنه أقنع السعوديين بأنه يحتاج إلى تسويات مع حزب الله ليتجنب الانسداد السياسي، وطلب بعد العودة إلى بيروت من خلال وسطاء من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تخفيف حملته ضد الحرب المدمرة في اليمن والأمير ابن سلمان شخصيا”.
وينوه التقرير إلى أنه “كان لدى السعوديين أكثر من نقطة ضغط لاستخدامها ضد الحريري، منها التهديد بطرد 250 ألف عامل لبناني في السعودية، بشكل يدمر اقتصاد لبنان، ولأن الحريري يحمل الجنسية السعودية، ولديه مصالح مالية واسعة، حيث تعد الرشاوى أمرا عاديا فلربما هددوده شخصيا، وقال مسؤول عربي إن الحريري هُدّد بتوجيه اتهامات فساد ضده”.
واكدت الصحيفة الامريكية في تقريرها على أن “ما توقعه السعوديون من تقوية معارضي حزب الله وخروجهم للشوارع لم يحدث، بل لم يصدق أحد من اللبنانيين استقالة الحريري، ورفض ميشيل عون.. قبول الاستقالة، وبعد اختفائه لساعات اتصل الحريري بعون، الذي اكتشف أنه لم يكن يتحدث بحرية، وعندها بدأ المسؤولون اللبنانيون جولات حديث مع المسؤولين الغربيين، وأخبروهم أن لديهم أسبابا للاعتقاد بأن رئيس وزرائهم معتقل”.
وينوّه التقرير الذي اعدته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الى ان “بن سلمان لم يكن مهتما بالقلق الدولي ازاء التطورات التي افتعلها في لبنان والمنطقة، فاستدعى زعيما آخر، وهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقدم له تعليمات حول السياسة الفلسطينيةح حيث شعر اللبنانيون بالقلق، وأرسلوا الجنرال إبراهيم ومبعوثا فلسطينيا إلى عمان في الأردن من أجل مقابلة عباس”.
وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أنه “من غير المعلوم إن كان الحريري سيكون قادرا على تحقيق ما تريده الرياض، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن الحريري حذف انتقاداته لمحمد بن سلمان، ودعا يوم الأربعاء لتسوية سلمية في اليمن، مستدركة بأن الحوثيين استهدفوا الرياض يوم الثلاثاء بصاروخ”.
الى ذلك، علّق المغرد السعودي الشهير “مجتهد” على تقرير الصحيفة الامريكية؛ مؤكدا انه يفتقر الى تفاصيل تؤكد بان “السبب الرئيسي لاحتجاز الحريري ليس لبنان بل (1) السيطرة على أمواله، و(2) أخذ ما لديه من معلومات عن الأمراء المعتقلين”.
ويضف مجتهد ان الصحيفة لمست لدى الحريري “حزنا عميقا لسبب مرتبط برقم (٢) لم تنشره الصحيفة وربما ينشره مجتهد لاحقا”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق