التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الأسد وابن سلمان.. هل نشهد مفاجآت ليست في حسبان أحد؟ 

بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب على سورية راهن فيها الكثير على سقوط محور المقاومة، أو حتى محاولة إضعافه، لكن الميدان أثبت أن مكونات هذا المحور خرجت أقوى مما كانت عليه، وبإمتحان سوريا الآن نجحوا في البرهنة -كالعادة- أن سوريا هي قلب المقاومة، بذلك بات من الواضح تماما أن مخططات واشنطن -سواء كانت تلك الهادفة إلى إسقاط النظام، أو إلى ضرب وتدمير سوريا، أو تفكيكها إلى خطوط طائفية ومذهبية- قد منيت بالفشل الذريع.

في تطور مهم للحرب على الإرهاب تتجه سوريا نحو الفصل الأخير من النصر بعد تمكن الجيش السوري بدعم حلفاؤه من سحق الجماعات الجهادية في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، واليوم تشير كل المعطيات الى صمود الجيش السوري وحسمه المعارك الميدانية، لذلك يبدو الموقف الأمريكي متراجع جداً، وتبدو السعودية في مأزق كبير، فهي لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها للمعارضة المسلحة، بمعنى إنه بعد صمود الجيش السوري أمام الحرب الشرسة عليه، ووقوف حلفاؤه معه، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، والجيش السوري لن يخرج خاسراً، وبالتالي فإن بعض الدول ولاسيما السعودية ستكون في قمة الإحراج، وعليها أن تبحث عن فرصة لتعيد العلاقات مع سوريا، لأنه بدون سوريا لا يمكن ان تمر اي ملفات إقليمية تهم المنطقة، وفي هذا التوقيت، شأنه أن يحدث إنقلاباً في موازين القوى قد يسمح بمرور مرحلة جديدة بما يساعد في خروج المنطقة من أزمتها أو الدخول في نفق مظلم من الحروب وعدم الإستقرار.
بعض التعديلات في موقف السعودية تجاه سوريا قد بدأت، والحديث يدور عن تصحيح المواقف. وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب أنها تواجه الكثير من الضغوط الداخلية والخارجية، بالإضافة الى الإخفاقات المتتالية التي منيت بها سياساتها المكلفة تجاه سوريا واليمن والعراق ومؤخراً في لبنان، كما تسعى السعودية الآن للتركيز أكثر على الملف اليمني وإنهاء الحرب وصولاً لإيجاد نظام هناك حليف لها، كما تعمل السعودية في الوقت الحالي على الاهتمام أكثر بالأوضاع المحيطة بحدودها والأوضاع الداخلية في مجلس التعاون، فضلاً عن ما يجري ميدانياً، ولا سيما الانتصارات الكبيرة والسريعة من قبل الجيش السوري، هذه العوامل والحسابات مجتمعة تشير إلى أنه من المنطقي والبديهي أن تراجع المملكة السعودية سياستها في سوريا، لأنّ الحرب على سوريا باتت استنزافاً دون نتيجة وليس ثمة جدوى منها.
ومن جانب آخر أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أن الكثير من الدول التي كانت تتخذ مواقف متشددة تجاه الحكومة السورية، خاصة المملكة السعودية أخذت تراجع وجهة نظرها مؤخراً، وأشار في مقابلة مع وكالة نوفوستي، إلى أن ممثلي السعودية حاولوا، في مؤتمر عقد في الرياض، إقناع المعارضة السورية بعدم احتواء البيان النهائي على عبارة أن الرئيس بشار الاسد يجب أن يرحل.
وقال لافرينتيف: «وحاولوا بصدق مطلق إعادة المعارضين لرشدهم وإقناعهم أنه ليس من الضروري أن يشمل البيان الختامي مثل هذه العبارات المسيئة بحق السلطات الحالية». وأكد بأن الكثيرين دعوا المعارضة ومن بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى التخلي عن مثل هذه التصريحات لضمان ظروف طبيعية لمفاوضات جنيف. ولكن، ووفقا للافرنتيف، «لم يتمكنوا من تحقيق ذلك».
مجملاً… لا يمكن لأحد في العالم أن ينكر الدور الرئيسي الذي لعبته السعودية سياسياً و إستخباراتياً بالحرب على سوريا ولكن الآن وبعد ان فشل المخطط الرئيس للسعودية و حلفائها في إضعاف سوريا وبعد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري في الميدان، نتساءل: هل تعتذر السعودية للرئيس الأسد وتعلن عودة علاقاتهما قريبا؟ وهل تجمد السعودية دعمها ومساندتها للجماعات المسلحة في سوريا؟.
والإجابة على هذا السؤال ستظهره الأيام والأسابيع القادمة التي ستوضح مدى فاعلية هذه التحركات، وتأثيرها على إحتمالات التقارب أو التصعيد ومع هذا الإنفراج المرتقب، ستشهد المنطقة إنفراجات متعدّدة في بعض الملفات الاقليمية والدولية.
بقلم: الدكتور خيام الزعبي

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق