ما يجري في سوريا مؤامرة مدبرة من الغرب والصهاينة وقوى الرجعية العربية
آملة بأن تتمكن مصر من القضاء على التنظيمات والمجموعات الإرهابية التي تستهدف الشعب المصري ووحدة وسلامة أراضيه، استقبلت الدكتورة نجاح العطار نائب الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس وفدا برلمانيا وشعبيا مصريا.
فمصر التي تعاني من إرهاب الجماعات التكفيرية، ترى في سوريا شريكا لها في مواجهته، سوريا التي تعرف جيدا معنى الإرهاب، والتي باتت ضليعة باستقصائه والقضاء على جذوره.
وحسب وكالة الأنباء السورية “سانا” فإن الوفد الشعبي والبرلماني كان برئاسة الدكتور جمال زهران؛ الأمين العام المساعد للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة.
ونقلت الوكالة عن العطار قولها للوفد إن “سوريا بجيشها العقائدي تواصل نضالها الوطني دفاعا عن وحدتها وسيادتها وقضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، مشيرة “إلى أن الروابط والعلاقات التاريخية العريقة التي تجمع سوريا ومصر لا يمكن أن تتأثر مهما ساءت الظروف.”
وبحسب الوكالة، نوّهت العطار “بوقوف الأصدقاء والحلفاء إلى جانب سوريا في حربها على التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لا تعرف معنى الإسلام بل تسعى إلى تشويه معانيه وقيمه السمحة وتستخدمه غطاء في تنفيذ جرائمها ضد المقدسات والحضارة والحياة الإنسانية بمختلف مكوناتها.”
واتهمت العطار “حكومات وأنظمة عربية كالسعودية”، بأنها “تمد يدها للاحتلال الإسرائيلي وتقيم العلاقات معه وتنفق المليارات من الأموال لصالح الاستعمار الأمريكي وتضن بها على أبناء الأمة العربية متناسية القضية الفلسطينية”، مشيرة إلى “ما يرتكبه النظام السعودي من مجازر بحق الشعب اليمني الشقيق وكأنه ينوب بذلك عن الكيان الصهيوني في القتل والتدمير.”
ونقلت الوكالة عن الدكتور جمال زهران؛ رئيس الوفد قوله إن “زيارة الوفد تهدف إلى تهنئة سوريا شعبا وجيشا وقيادة بالانتصارات التي حققتها والاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها لنقلها إلى الرأي العام المصري”، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المصرية “التي كانت مخترقة بالأموال السعودية بدأت تغير موقفها ولهجتها وخطابها تجاه الأزمة في سوريا”.
وأشار الوفد المصري الى أن المصريين يتابعون بفرح وترقب كبير كل الأنباء حول الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن الأنظمة الرجعية العربية كأنظمة السعودية أخطر على الأمة العربية من الكيان الصهيوني، مبينا أن التجمع كان يدرك ويعي منذ سنوات طويلة أن ما يجري في سوريا مؤامرة مدبرة ومخطط لها من الغرب والصهاينة وقوى الرجعية العربية.
ونقلت “سانا” عن عدد من أعضاء الوفد تشديدهم “على حتمية عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وسوريا إلى سابق عهدها”، وأن “أمن مصر وسوريا واحد، وهناك قاعدة شعبية كبيرة في مصر تقف إلى جانب السوريين، وهو ما يدل على أن العلاقات الشعبية بين البلدين لم تتوقف ولا يمكن لأحد إلغاؤها.”
هذا ولا يمكن أن نغفل ما تميّزت به العلاقات المشتركة بين مصر وسوريا، وآخر مظاهرها كانت الوحدة بين البلدين التي تجلّت في إتحاد الدولتين في دولة واحدة باسم (الجمهورية العربية المتحدة) عام 1958 برئاسة جمال عبد الناصر، والتي تفككت عام 1961.
وتطورت العلاقات بعدها وصولًا إلى الشراكة المصرية السورية في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 مع الکيان الإسرائيلي، والتي شهدت قمة التنسيق السياسي والعسكري بين سوريا ومصر، فقد خاضت الدولتان الحرب ضد “إسرائيل”، وذلك بعد سنوات من العمل المشترك والتنسيق وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات العسكرية.
حيث قام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 تشرين بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
وبعد انتهاء الحرب حدثت خلافات سياسية بين مصر وسوريا نتيجة توجه الرئيس المصري أنور السادات للصلح مع الکيان الإسرائيلي، وتباين وجهات النظر السياسية بين دمشق والقاهرة حول قضية السلام ومتی يكون؟ وكيف؟، الا ان الرئيس الاسد الأب الراحل، عرف كيف يتجاوزها تجاوزا توج بعودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة ودمشق اواخر 1989.
ويذكر أن مصر أكدت مرارا على رفضها التدخل العسكري في سوريا، مشددة على ضرورة حل الأزمة السورية حلا سياسيا يجنب سوريا الحرب وخطر التقسيم.
المصدر / الوقت