الخلاف التونسي والاماراتي يتصاعد، والمواجهة تنقل الى ميادين جديدة
ماتزال الأزمة بين الامارات وتونس تكبر يوما بعد يوم، واتنقلت ساحات المواجهات بين الجانبين من موضوع الطيران والاهانة التي وجهتها أبو ظبي للتونسيات لتصل الى ميادين السياسية والاعلام وحتى مجال الرياضة.
قرار شركة طيران الإمارات منع التونسيات من السفر على متن خطوطها الجوية دون سابق إنذار ارخى بظلاله على العلاقات بين البلدين، وقوبل القرار الاماراتي بموجة غضب شعبي وإعلامي واسعة في الداخل التونسي.
حيث دعا حزب “حراك تونس الإرادة” التونسي، الذي يتزعمه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، إلى منع الإماراتيين من دخول تونس، وذلك ردا على منع التونسيات من دخول الإمارات، وندد الحزب، في بيان بالقرار الإماراتي، ووصفه بـ”الأرعن” “الذي، ينتهك الحق في التنقل، ويخالف كل الأعراف الدبلوماسية والتراتيب الخاصة بالنقل الدولي”، كما ندد البيان بما وصفها “بالممارسات المتواترة المعادية لدولة الإمارات ضد تونس ومسارها الديمقراطي، ومحاولاتها المستمرة لاستمالة وتوظيف جزء من النخبة السياسية والإعلامية هذا الاتجاه”، أما المرزوقي نفسه فاعتبر أن الامارات العدو الأول لثورات الربيع العربي منذ 2011 وحتى اليوم.
كما اعتبر الأمين العام لحزب مشروع تونس، محسن مرزوق، أن الإجراء الأخير كان “خطأ غير مقبول ارتكبته ناقلة جوية إماراتية”.
في حين علق المكلف بالشؤون السياسية في حزب نداء تونس الشريك في الائتلاف الحكومي، برهان بسيس، الحادثة بالقول إن “واقعة منع التونسيات بطريقة مهينة من دخول الإمارات أظهرت إلى العلن الإهانة الوطنية”، واعتبر بسيس أن الحياة السياسية الداخلية للبلاد “وصلت إلى تدخل أجنبي ندر أن عاشته تونس في أي فترة من تاريخها المعاصر”.
كذلك قالت النائبة عن حركة النهضة صاحبة الأغلبية في البرلمان التونسي (68 نائبا)، سناء المرسني، أنه في “سنة 1936 تخرجت أول طبيبة تونسية وهي توحيدة بن الشيخ، أي قبل 35 سنة من تأسيس الإمارات”.
أما وزير التجارة السابق، محسن حسن، فاعتبر أن “ما حدث مع نساء تونس المسافرات إلى الإمارات يعد ضربا لكرامة شعب بأكمله، ودليلا إضافيا على ما آلت إليه الأوضاع من مهانة وضعف”.
توتر اعلامي ورياضي بين الجانبين
التوتر بين أبو ظبي وتونس لم يقتصر على الشأن السياسي، اذ شنّ عدد من الشخصيات الاعلامية التونسية المعروفة هجوما عنيفا على الامارات، وتناول الفنان الكوميدي التونسي لطفي العبدلي، مقدم برنامج ” عبدلي شو تايم” الذي يبث في قناة ” التاسعة” ملف منع الإمارات التونسيات من صعود الطائرات الإماراتية.
وقال لطفي العبدلي في برنامجه إن عددا كبيرا من أبناء الجالية التونسية في الإمارات اتصلوا به وطالبوه بعدم انتقاد السلطات الإماراتية مضيفا “مانجمش نسكت”، وتطرّق العبدلي الى الثقافة الإماراتية قائلا: “نحنا عنا المزود وهوما عندهم العويل، نحن لدينا الوسيم ظافر العابدين وهم لديهم ” عبد الله بن زايد”، وتابع العبدلي أنا أكبر من الإمارات بالأشهر “نورمالمون” كي تغزرلي تهبط عينيها وتخاف مضيفا ” الرئيس السبسي اكبر من الامارات بثماني مرات.
كذلك انعكس التوتير بين الجانبين على الملف الرياضي، حيث أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة اليد، الجمعة، الغاء مباراة للمنتخب الإماراتي لكرة اليد مباراة ودية مع نظيره التونسي، كانت مقررة مساء الجمعة، واضاف الاتحاد الاماراتي في بيان انه الغى ايضا مباراة ودية مع الترجي الرياضي التونسي، كانت مقررة السبت.
بدوره أعلن مسؤولون في الاتحاد التونسي لكرة اليد، أن الاتحاد الإماراتي، ألغى معسكر منتخبه في تونس، وبالتالي تقرر إلغاء المباراة الودية، التي كانت مقررة بين المنتخبين، بالإضافة إلى إلغاء مباراة منتخب الإمارات مع الترجي.
قرصنة اعلامية لمواقع تونسية
وفي سياق متصل، أعلنت مؤسسة الإذاعة التونسية أن حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” قد تعرضت للقرصنة وانتحال صفتها لبث رسائل هدفها الأساسي إثارة البلبلة والدعوة لانقلاب عسكري على السلطة.
وأفاد البيان أن عملية القرصنة تمت من خلال صفحة تحمل اسم “Made-in America” نشرت مواقف تمس بسيادة تونس وأمنها ومسارها الديمقراطي الذي انتهجته منذ الثورة من خلال الدعوة إلى انقلاب عسكري عبر حساب الإذاعة الوطنية في “الفيسبوك” ومنه في “تويتر” الذي يعمم بصفة آلية على بوابة الإذاعة التونسية، وأكدت الإذاعة في بيانها أن “مثل هذه المحاولات اليائسة التي تكررت من نفس الصفحة وفي أكثر من مناسبة لن تؤثر في اختياراتها الاستراتيجية منذ الثورة وهي خدمة الرأي العام، من خلال مرفق عام محايد وموضوعي ينأى بنفسه عن كل التجاذبات السياسية ويقف على مسافة من كل الفاعلين دون استثناء”، وأشارت إلى أنها “لا تستبعد أن تكون الحادثة غير معزولة ومقصودة ودعت النيابة العمومية لمباشرة التحقيق في القضية باعتبارها على غاية من الخطورة”.
وكان حساب الإذاعة قد نشر عدة تغريدات وتدوينات على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” تدعو للانقلاب العسكري على السلطة.
المصدر / الوقت