فص ملح وذاب.. تساؤلات حول اختفاء السبهان فهل هو ضائع أم ضيعان؟
بعدما كان بالأمس يغرّد متعنجهاً على مواقع التواصل الاجتماعي مهاجما بتعجرف خصوم سلطات بلاده وعائلة أسياده آل سعود، أصبح اليوم في عام الجفاء والإختفاء، من نتكلم عنه هو وزير الدولة السعودي، ثامر السبهان، الذي منحه منذ مدّة ليست بالبعيدة أصحاب الريادة في الشأن السياسي لقب الزعطوط بجدارة.
فقد أثار اختفاء السبهان المفاجئ عن الساحة الدولية في الآونة الأخيرة الكثير من الغموض، لاسيما بعد توجيه توبيخ له من قبل إدارة ترامب خلال مرافقته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في زيارة إلى البيت الأبيض.
وبحسب مانقلته وكالة “أسوشييتد برس” عن مصادر مطلعة أن وزير الدولة السعودي، ثامر السبهان، التقى بمسؤولين من وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، خلال زيارة برفقة ولي العهد، بعد أيام من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وكشفت مصادر مطلعة على الاجتماع، أن السبهان تلقّى توبيخًا قاسيًا من الأمريكان، الذين ضغطوا عليه لوقف تغريداته الاستفزازية، التي طالما أطلقها ضد إيران ووكلائها في المنطقة، كما سألوا عمن أعطاه الحق في تقويض استقرار لبنان، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تدعم القوات المسلحة اللبنانية.
ليتبعها توقف السبهان عن تغريداته على موقع “تويتر” الذي كان ناشطًا عليه لأكثر من شهر ونصف الشهر، بالتزامن مع غيابه عن جلسات مجلس الوزراء السعودي، وخصوصًا بعد تراجع الحريري عن استقالته، إذ كانت آخر تغريدة له في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.
وبما أن غياب السبهان كان قد أثار حفيظة الشارع العربي، نشر موقع قناة الميادين، شريط فيديو عن اختفائه، غرد السبهان بعد أقل من 12 ساعة على نشر الفيديو، في محاولة لتكذيب أنباء اختفائه، لكنه زاد الغموض إذ لوحظ أمران في التغريدة، أولهما أنها لا تحمل أي طابع سياسي على غير العادة، وثانيهما أنه كتب تهنئة بمناسبة ذكرى البيعة الثالثة لتولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة، وهي تهنئة متأخرة 6 أيام عن الذكرى في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2017.
والغريب في الأمر هو أن كيف كان السبهان أكثر المحيطين بولي العهد السعودي ظهورًا في المشهد، عبر تغريداته النارية التي طالما أطلقها ضد إيران ووكلائها، كما أشار إلى مشاهد ظهر فيها قبل وبعد استقالة الحريري، كان أولها اجتماعه مع الحريري في بيروت الذي حذره فيه من تقديم تنازلات لـ”حزب الله”، وثانيها ظهوره على محطة تلفزيونية لبنانية محذرًا من تطورات مدهشة ستحدث على الساحة اللبنانية للإطاحة بالجماعة الشيعية.
وكان قد عُين السهبان أول سفير سعودي في العراق منذ أكثر من 25 عاما، ولكن بعد تسعة أشهر فقط من العمل، طالبت الحكومة العراقية باستبداله، بعد أن أثار ضجّة بشأن أن الحكومة رفضت توفير حماية أفضل له، مدعيًا أنه مستهدف من قبل الشيعة، كما دعا الحكومة العراقية إلى استبعاد الحشد الشعبي العراقي من الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابي، لتستدعيه الرياض بعدها وتعيّنه في منصبه الوزاري الحالي.
ولا يخفى على أحد مدى أهمية السبهان لآل سعود إذ يتّكلون عليه في مهام واسعة، حيث شوهد الشهر الماضي في الرقة السورية مع مسؤول أمريكي، بعد أن تم تحرير العاصمة الفعلية لـ”داعش” من قبل القوات الغير شرعية التي تدعمها أمريكا، والتي يقودها الأكراد.
ومن أبرز مايعرف عن السبهان هو “تويتر” الذي يستخدمه كمنصة للحرب على إيران وحلفائها، ومن أشهر تغريداته تلك التي دخل في خلاف خلالها مع الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، فوصفه نصر الله في أحد خطاباته بـ”الزعطوط”، وهو مصطلح عربي مهين يعني الطفل الذي لا يعرف ماذا يقول، ليرد عليه السبهان ببيت شعر.
جدير بالذكر أن السبهان كان الملحق العسكري السعودي في لبنان في عامي 2014 و2015، حيث عكف على رصد المقاومة اللبنانية (حزب الله)، من قبل بعض السياسيين اللبنانيين بشأن دور الحزب في الحرب السورية، وكثيرا ما كان يتحدث مع السياسيين والصحفيين ورجال الأعمال في مقهى في حي فردان الراقي في بيروت، بحسب لبناني تحدث معه خلال زيارته إلى بيروت، وطلب عدم ذكر اسمه.
المصدر / الوقت