ريف دمشق الجنوبي ينتفض بوجه المسلحين لتنفيذ المصالحة.. والجيش يتقدم في إدلب
خرجت مظاهرات في بلدتي ببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي، دعت لمغادرة المسلحين من البلدتين وإتمام اتفاق المصالحة مع الحكومة السورية، في حين جاء ردّ المسلحين عليهم بإطلاق النار والترهيب، بينما يواصل الجيش السوري تقدمه في ريف إدلب.
ويعاني أهالي ريف دمشق الجنوبي من تسلط المسلحين عليهم منذ حوالي 5 أعوام، ورغم رغبتهم بالانضمام الى اتفاق المصالحة السوري إلا أن الارهابيين يرغمونهم على الرفض لاستخدامهم كورقة ضغط على الحكومة السورية أمام المنظمات الدولية.
ويوم أمس الجمعة خرج مئات المدنيين في ريف دمشق الجنوبي في مظاهرات حاشدة لمطالبة المسلحين بمغادرة البلدتين وللضغط على المسلحين من أجل إتمام المصالحة في يلدا وببيلا وبيت سحم.
ففي “أبابيل حوران” أطلق المسلحون النار ترهيباً على المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة عدد من المشاركين وهتف المتظاهرون ضد الإرهاب والتكفير، بحسب ما ذكرته مصادر من الأهالي لقناة الميادين.
شعارات تمهّد لطرد المسلحين
وذكرت الوكالة السورية الرسمية “سانا”، أن الأهالي المشاركين في التجمع والتظاهر رددوا هتافات تدعو إلى المصالحة وترسيخ عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع الدولة منها “لا إرهاب ولا تكفير بدنا المصالحة تصير”.
كما ردّد المشاركون شعارات تدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية وتؤكد حرصهم على إنجاز المصالحات، مطالبين المسلحين الغرباء بالمغادرة من بلداتهم مشددين على أن الإرهاب لم يجلب غير الدمار والخراب.
جدير بالذكر أن أهالي بلدات ريف دمشق الجنوبي نظّموا أكثر من مرة مظاهرات ودخلوا في مواجهات مباشرة مع إرهابيي تنظيم جبهة النصرة، تعبيرا عن رفضهم القاطع لوجود التنظيمات التكفيرية في هذه البلدات، مطالبين بخروجها نهائيا من الريف الجنوبي لدمشق.
وكانت الحكومة السورية قد قامت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع لجان المصالحة والوجهاء في بلدات ريف دمشق الجنوبي، بتسوية أوضاع من تورطوا بالأحداث الجارية وسلموا أنفسهم مع أسلحتهم وذلك في اطار الجهود المبذولة لإنجاح المصالحات الوطنية.
وعلى أرض المعركة استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على تلة “خزنة” وقريتي مشهد ومريجة المشهد” بعد اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة الارهابية والجماعات المسلحة المرتبطة بها.
واستهدفت مدفعية الجيش السوري في الغوطة الشرقية تحركات مجموعات مسلحة في بلدة عين ترما، كما دمّر غرفة عمليات لمسلحي جبهة النصرة وأسر عدداً من مسلحيها خلال الإشتباكات في محيط حي العجمي في بلدة حرستا.
الجيش يتمدّد بريفي إدلب وحماة
وعلى محوري ريفي إدلب وحماة واصلت قوات الجيش السوري عملياتها العسكرية بهدف التقدّم باتجاه مطار أبو الظهور الواقع على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب، وسيطرت على قرابة عشر قرى خلال الساعات الأخيرة، وسط دعوات من المسلحين لفتح الجبهات.
وعلى مايبدو أن معركة ريف إدلب الجنوبي تسير باتجاه واضح الملامح، هدفه السيطرة على المنطقة الزرقاء ضمن الخرائط التي تم تسريبها عن اتفاقات خفض التصعيد التي أنتجتها اجتماعات أستانة، والتي تمتد حتى مطار أبو الظهور، وكانت سرّبت على أنها منطقة منزوعة السلاح تحت الرقابة الروسية. ولعل هذا الأمر يبرر مساندة روسيا، الضامن لعملية تخفيف التصعيد، لقوات الجيش السوري في هذه المعركة.
والهدف من هجوم الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي هو استنزاف تنظيم “هيئة تحرير الشام” الارهابي بما يمهد للقضاء عليه، بالإضافة إلى استنزاف الفصائل المسلحة الأخرى بما يسهّل عملية فرض المصالحة الوطنية عليها. كما أنّ مشاركة الطائرات الروسية في قصف مناطق الغوطة وريف إدلب الجنوبي، يبدو أنّ الهدف منها الضغط على المسلحين من أجل القبول بمؤتمر سوتشي الذي تدعو له روسيا نهاية الشهر الحالي.
وفي محاور ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، أكدت مصادر محلية سيطرة قوات الجيش السوري على قرى “فحيل، جلاس، رسم العبد، الشيخ بركة، القصر الأبيض، ربيعة موسى، الحقية، تل رجيم، أم رفول، أم الرجم، سويرات وشقفة”.
وسيطر الجيش السوري على تلك القرى بشكل سريع إثر انسحاب إرهابيي “هيئة تحرير الشام” إلى الخطوط الخلفية وتمركزها في سنجار، حيث شنّت الأخيرة هجوماً معاكساً استعادت على أثره السيطرة على قرية الشيخ بركة، في حين تدور المعارك في محاور قرية سنجار على بعد عشرين كيلومتراً من مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، حيث تسعى قوات الجيش للوصول إليه بمساندة روسية.
المصدر / الوقت