“الاندبندنت” البريطانية: لماذا التزم “أمير الظلام” الصمت إزاء تلك الاحتجاجات التي شهدتها إيران؟
أعربت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية على موقعها الإلكتروني عن مدى استغرابها لعدم قيام”مايكل دي أندريا” المسؤول عن الشؤون الإيرانية في وكالة المخابرات المركزية والذي وصفته بأنه يعد من اشد المعارضين والمعادين لإيران ولسوريا، بالإدلاء بأية تصريحات حول الأحداث والاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدة مدن إيرانية خلال الأسبوع الماضي. الصحيفة البريطانية كتبت في تقرير نشرته تحت عنوان “لماذا التزم “مايكل دي أندريا” المسؤول عن الشؤون الإيرانية في وكالة المخابرات المركزية، الصمت إزاء أعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها عدة مدن إيرانية ؟”، متسائله: هل من الممكن أن لا يستفيد هذا الشخص المسؤول عن الشؤون الإيرانية في وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) من تلك الأحداث والاحتجاجات الأخيرة التي حصلت في عدة مدن إيرانية؟
وأضافت هذه الصحيفة: ” كان من المفترض أن يُدلي هذا المسؤول بتصريحات حول تلك الاحتجاجات لان وظيفته هي القيام بذلك” ولكن لماذا التزم الصمت؟. من جهة اُخرى لفتت هذه الصحيفة إلى انه على الرغم من أن إيران وجهت أصابع الاتهام للإدارة الأمريكية واتهمتها بأثارة تلك الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن في البلاد، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية وكذلك وسائل الإعلام البريطانية لم يذكرن ولو لمرة واحدة، اسم مسؤول الاستخبارات الأمريكية الذي اختارته حكومة “ترامب” قبل ستة اشهر ليتحمل مسؤولية العمليات والشؤون الإيرانية في وكالة المخابرات المركزية.
وفي سياق متصل أعربت هذه الصحيفة في تقريرها هذا، قائله : أن هذا الموضوع غريب جدا وأشارت إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز”، قامت في شهر يونيو الماضي، بمدح ونقل صورة مشرفة عن ” مايكل دي أندريا” المعروف بـ”أمير الظلام”. من جهة اُخرى صرحت هذه الصحيفة إلى أن هناك عدد كبير من الأفلام التي أصدرتها وكالة المخابرات المركزية أظهرت نهجا أكثر صرامة فيما يتعلق بعمليات سرية تحت قيادة “مايك بومبو” (رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية). وذكرت أيضا هذه الصحيفة أن “إيران تعد احد اهم أهداف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية” ولفتت إلى انه في الوقت الحاضر، تم إيكال “مايكل دي أندريا” مسؤولية ومهام تنفيذ خطط الرئيس الأمريكي “ترامب” الذي دعا في وقت سابق أمراء الحرب في مجلس الأمن الوطني الذين يريدون كبح جموح إيران وإحداث تغيير في نظامها السياسي، إلى دعم تلك الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها هذه الأخيرة. وفي سياق متصل كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” انه في السنوات التي تلت اعتداءات 11 أيلول / سبتمبر، كان “دي اندريا” يشارك بقوة في عمليات الاعتقال والاستجواب وأعربت بأنه قام بتعذيب عدد كبيراً من السجناء” ولقد وصف مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2014، هذه الإجراءات بأنها أعمال غير إنسانية وغير فعالة.
من جهته صرح كاتب هذا التقرير، قائلا: لقد تم تعيين “دي أندريا” رئيسا لمركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية في عام 2006 ولقد لعب وكلاءه وعملاءه السريين دورا مهما في عملية اغتيال القيادي الكبير في جماعة حزب الله اللبناني “عماد مغنية” في عام 2008. كما أن “دي أندريا” لعب دورا رئيسيا في هجمات الطائرات بدون طيار على الحدود الباكستانية الأفغانية ويعد هذا الشخص من اشد المعادين لإيران وسوريا ولكن من الغريب أننا لم نسمع خلال الأشهر الأخيرة أي تصريحات من هذا الشخص إزاء تلك الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها عدة مدن إيرانية.
وفي السياق نفسه اعرب أيضا هذا الكاتب، قائلا: هل من الممكن أن لا يستفيد هذا الشخص من تلك الاضطرابات الأخيرة التي حصلت في إيران؟ من المؤكد انه قد استفاد من هذه الاضطرابات، لأن وظيفته تحتم عليه ذلك. ولكن ما هو سبب هذا الصمت؟ وهل يمكننا هنا ربط خيوط هذه اللعبة ببعضها البعض؟
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق