التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

المخطط الأمريكي يصطدم بإرادة الشعب الإيراني 

بدا واضحا حجم الحقد الهائل الذي يكنه التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، من خلال ردود الفعل التي طغى عليها الطابع الهستيري، ازاء اعمال الشغب التي شهدتها بعض مدن ايران خلال الايام القليلة الماضية.

وبدا واضحا أيضا حجم المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي الذي يستهدف الجمهورية الاسلامية في ايران، من خلال استغلال هذا التحالف لأبسط مظاهر التعبير عن الرأي الذي يضمنه الدستور الايراني، مثل حق التظاهر، حيث اخترق هذا التحالف وبزمن قياسي التظاهرات التي كانت ترفع شعارات مشروعة تطالب بتحسين الاوضاع الاقتصادية وكذلك محاسبة المسؤولين في المؤسسات المالية التي اضرت بالمساهمين فيها بعد اشهار افلاسها، حيث تحولت هذه الشعارات الى شعارات سياسية تمجد الملكية والمنافقين وتتهجم على الرموز الدينية السياسية في ايران.
ما بدا اكثر وضوحا هو عجز ويأس واحباط هذا التحالف، عن اختراق ارادة الشعب الايراني، الذي افشل المخطط الفتنوي الذي عقد عليه هذا التحالف اماله لاشعال الداخل الايراني، بعد ان فشل في ضرب امن واستقرار ايران عبر استخدام السلاح الطائفي المتمثل بـ «داعش» والجماعات التكفيرية الأخرى.
تعامل التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، مع ما اسماه بعض اركان هذا التحالف بـ «الثورة»، وتضخيم ما شهدته بعض مدن ايران من اعمال شغب بالشكل الذي تجاوز حدود حتى الكذب، اظهر ان هذا التحالف تعامل مع ما جرى مثل معاملة الغريق الذي يتشبث بقشة ظنا منه انها ستعصمه من الغرق، فهذا التحالف الطويل العريض، لم يجد امام السد الايراني العالي من ثغرة الا ثغرة تظاهرات محدودة تشهدها كل الانظمة التي تحترم حقوق شعوبها وفي مقدمة هذه الحقوق التظاهر والاحتجاج، ليتسلل منها الى الداخل الايراني عسى ان ينال من امن واستقرار الايرانيين.
القشة التي حولتها ادارة ترامب الغبية الى قضية تهدد الامن والسلم الدوليين، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن، الاجتماع الذي تحول الى منصة للضحك على هذه الادارة الخرقاء ، حيث تلقت صفعة على وجهها من اقرب حلفائها الاوروبيين الذين نصحوا ترامب ان يبحث عن ذرائع اخرى اذا ما اراد ان ينتهك الاتفاق النووي الذي تمسك به العالم اجمع.
التحريض الامريكي الواضح والمعلن والصلف، وتهديد ترامب شخصيا من ان امريكا ستتدخل في الوقت المناسب لنصرة مثيري الشغب، هو الذي شجع الشعب الايراني على ان ينزل الى الشارع ويضع حدا لمهزلة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي وفي ايام تعد على اصابع اليد الواحدة، وبذلك اخرس الشعب الايراني ترامب وحلفائه التعسين.
ترامب وحلفاؤه كانوا على ثقة من ان اعمال الشغب وانتهاك المحرمات مثل حرق العلم الايراني وإحراق الحسينيات والمساجد والاساءة الى المقدسات والرموز الدينية ستدفع الجيش وحرس الثورة الاسلامية للنزول الى الشارع والإشتباك مع مثيري الشغب، وعندها سيقع المزيد من القتلى ويمكن لامريكا وحلفائها حينها من استخدام ورقة حقوق الانسان لإيجاد ثغرة في ارادة الشعب الايراني، كما فعل هذا التحالف في بعض الدول العربية التي تحولت الى ساحة لإنتقام امريكا من شعوبها وجيوشها التي احتضنت القضية الفلسطينية ورفضت الرضوخ للسيد الامريكي والانبطاح امام «اسرائيل».
الشعب الايراني ومن خلال وعيه واستحضاره ما اصاب البلدان التي تسلل اليها عملاء امريكا، افشل المخطط الامريكي، عندما نزل بنفسه الى الساحة ووأد الفتنة في مهدها، دون اي تدخل من الجيش والحرس الثوري، وقدم بذلك درسا لشعوب العالم اجمع، من اجل الحفاظ على بلدانها واستقرارها وامنها، دون ان يؤثر فيه شعارات امريكا الزائفة، لا حربها النفسية، ولا ابواقها الاعلامية، وجسدوا بذلك اجمل تجسيد بيت الشعر الخالد .. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر.
بقلم : جمال كامل

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق