التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

النفوذ الاسرائيلي في أمريكا؛ اللوبي والايباك أقوى من الدولة 

باسماء مختلفة تنشط الجماعات الصهيونية في أمريكا، فما بين مصطلح لوبي “Lobby” و”مصطلح جماعة الضغط “Pressure Group” أو جماعات المصالح “Interest Groups” وصولا لمصطلح المجلس الثالث “The Third House” نجح اليهود في التغلغل ضمن أروقة كافة المؤسسات الامريكية فارضين رتماً وايقاعاً واحداً على السياسية الامريكية الداخلية والخارجية منذ تأسيس الكيان الاسرائيلي وهو “اسرائيل أولاً” وقبل كل شيء.

ويشكل المؤتمـر اليهـودي الأمريكي والذي انبثق عنه لاحقا اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة المعروفة اختصارا باسم “أيباك” أهم المؤسسات الصهيونية الأمريكية الفاعلة، والتي تعمل على مساندة المواقف الإسرائيلية، وتحارب أي تحالف مع العالم العربي والاسلامي يمكن أن يعود بسلبية على “إسرائيل”، كما تقود الحملات الإعلامية المعادية للعرب والمسلمين، وتعارض مدهم بالسلاح المتطور.

وهذه المنظمة التي تشكل مزيجا من العديد من القوى الاقتصادية والسياسية والاعلامية (تضم أكثر من مئة ألف عضو) نجحت في فرض نهجها بشكل كامل على قرارات الحكومات الامريكية على مر العقود وتمكن 5 ملايين يهودي أمريكي من التحكم بقرابة 300 مليون أمريكي، ولعب دورا مروعاً في جعل واشنطن تتبع سياسات أدت الى قتل وجرح مئات الالاف حول العالم.

كيف يؤثر اللوبي الصهيوني على القرار الامريكي؟

قوة اللوبي الصهيوني في أمريكا تعاظمت خلال الفترة الماضية بطريقة كبيرة، حتى ذهب الامر برئيس القيادة المركزية الأمريكية الاسبق، الجنرال ديفيد بتريوس، للاعتراف بأن “إسرائيل” أصبحت عائقًا أمام بلاده، ليؤكد ما تحدث عنه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بأن جماعات الضغط الاسرائيلية داخل واشنطن صاحبة أقوى نفوذ في البلاد.

حيث نجح اللوبي الصهيوني في فرض املاءاته على السياسة الامريكية حتى وإن كانت هذه السياسات ستأتي بنتائج عكسية على واشنطن نفسه، كما حصل خلال الغزو الامريكي للعراق 2003، والتحريض المستمر ضد ايران وسوريا، واخر تلك الشواهد القريبة كان في نجاح اللوبي الصهيوني بدفع الرئيس الامريكي لاصدار قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي وهو ما أثّر كثيراً على أمريكا التي وجدت نفسها بعزلة دولية حقيقية بعد هذا القرار.

ويعمل اللوبي الصهيوني داخل امريكا بطريقتين واحدة مباشرة تتم من خلال إجراء اتصالات واجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي وأعضاء مجلس الكونجرس والشيوخ وكبار موظفي الخارجية الأمريكية، او غير مباشرة من خلال اثارة القضايا المختلفة في الاعلام واجراء الندوات وحملات الدعاية المكثفة لحشد الرأي العام الأمريكي، إلى جانب القضايا المثارة، والتي لا تحظى بالاهتمام الكافي لدى الإدارة الأمريكية.

دور المال والاعلام في التغلغل اليهودي داخل أمريكا

كذلك لعب أثرياء اليهود، الذين تشير الاحصاءات الى أنهم أغنى مرتين من كل الدول العربية، دوراً كبيراً في شراء ولاء بعض دول العالم لصالح الكيان الاسرائيلي، ولم يقتصر دورهم على أمريكا فقط وإن كان هذا الدور برز بشكل كبير فيها، حيث يستخدم اللوبي اليهودي، عبر منظماته العديدة في أمريكا، المال لاستمالة أعضاء الكونغرس إلى جانب “إسرائيل”، واستطاع هذا اللوبي على الدوام الضغط على الإدارات الأمريكية، ورفع حجم المساعدات الأمريكية الحكومية التراكمية منذ العام 1951 حتى نهاية العام 2009 إلى 104 مليارات دولار.

وبالاضافة الى الجانب الاقتصادي الذي يعد مفتاح جمع الولاء لـ”اسرائيل”، فان هناك عاملاً آخر لاتقل أهمية عن الاقتصاد وهو موضوع السيطرة على العقول عن طريق العالم أو كما يقال كسب الرأي العام العالمي (Public opinion) فقد أدرك اليهود وقبل بداية مشروعهم في فلسطين أن السيطرة على الإعلام ستعطيهم مجالًا واسعًا لعملية “غسيل مخ” للعقول البشرية، وستؤدي بطبيعة الحال إلى قلب الحقائق في أذهان الناس، وطبع الصورة التي يريدونها فقط في العقول، وعلى هذا الأساس وضع منظروا الصهيونية العالمية في حسبانهم عدداً من القواعد اللازمة للسيطرة عقول الناس إعلاميًّا، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال السيطرة على المؤسسات الإعلامية في أمريكا وأوروبا، حيث لا توجد وسيلة إعلامية مرئية أو إذاعية أو مقروءة إلا ويوجد بها يهود في مراكز قيادية متقدمة، بدءاً من شبكات فوكس نيوز وأيه بي سي نيوز وسي إن إن (NBC وCBC وABC) وصحف نيويورك تايمز(التابعة لعائلة آرثر ساليزبرغر اليهودية) وواشنطن بوست (التابعة لعائلة كاثرين غراهام ماير اليهودية) كذلك صحيفة وول ستريت جورنال، التي تعدّ أكثر صحيفة يومية تجارية توزيعًا في أمريكا، (مملوكة لليهودي بيتر كان)، مرورا بشبكة بي بي سي والاندبندنت والغارديان البريطانية وصولاً إلی القنوات التلفزيونية الفرنسية والألمانية وغيرها، بالاضافة الى أن أهم وكالتي أنباء حول العالم أي وكالة أنباء رويترز التي مؤسسها هو جوليوس باول رويتر الألماني اليهودي، ووكالة الأنباء الفرنسية (فرانسبرس) كانت تسمى سابقًا وكالة أنباء هافاس نسبة إلى أحد مؤسسيها اليهود.

التمدد اليهودي في الاعلام الامريكي موجود أيضا حتى في مجال امتلاك أشهر دور نشر في أمريكا، اذ يملك اليهود، شركة سيمون وشاستر(simon & schuster)، وشركة تايم وارنر تريد جروب (Time warner tread group).، وشركة راندوم هاوس (Random House).

وعليه فإن ما يقال وينشر في وسائل الاعلام وما يحدد آلية اتخاذ القرار في أهم مراكز صنع القرار حول العالم (لاسيما واشنطن ونيويورك) يجب أن يصب بطريقة أو بأخرى بمصلحة الكيان الاسرائيلي، والسياسي الامريكي مهما علت درجته سيكون دائما تحت رحمة تلك الوسائل القادرة على انهاء حلمه بتقرير اعلامي بسيط قادر على اشعال الرأي العام الامريكي ضده، وهو ماحصل فعلا عدة مرات على مر التاريخ الامريكي الحديث.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق