المرجعية العليا تحذر من التعصب السياسي وتسقيط الآخرين
محلي ـ الرأي ـ
حذرت المرجعية الدينية العليا، من التعصب السياسي وتسقيط الآخرين، مع قرب الانتخابات.
وقال ممثل المرجعية العليا في مدينة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف “هناك عدة أنواع من التعصب ومنها السياسي الذي يعد المشكلة الكبيرة ” مبينا ان “صاحب هذا التعصب سواء من كتلة أو حزب يعتقد ان فكره السياسي هو الأصلح والأفضل وان منهاجه السياسي هو الأقدر على تحقيق مصالح البلاد وينبغي هو الذي يتصدى لادارة البلاد لان الاخرين كما يعتقد لا يستطيعون ذلك”.
وأضاف ان “إذا لجأ أصحاب هذا التعصب لأساليب التنكيل والتسقيط بمعارضيه، وويتجاوز على حقوق الاخرين للحصول على مكاسب أكثر لانه الأفضل كما يدعي والتسقيط السياسي وبيان الخلل في هذا الفكر والعثرات التي تصاحب هذا المنهاج وادارته الأمور ويتكبر ولا يقبل النقد وبيان الخلل من الاخرين”.
وأضاف ان “الاسلام حرص على إقامة علاقات وروابط إيجابية بما فيها تحقيق مصالح للمجتمع الذي لو ألتزم بها سيكون متماسكاً قوياً يوفر له الأمن الاجتماعي والاخلاقي وقادر على مواجهة التحديات والمشاكل والمصاعب الداخلية والخارجية”.
وأكد الشيخ الكربلائي ان “الاسلام حذر تحذيراً شديداً من المخاطر الاجتماعية والاخلاقية والنفسية اذا لم يتلزموا بهذه الراوبط ولم تؤد هذه الحقوق للآخر، والبعض يحتاج الى الآخر وإقامة العلاقات بينهم ستجعلهم بموقف القوة”.
وأوضح “من هذه المخاطر التي تواجه المجتمع خاصة على مستوى الشعوب والاوطان والمجتمعات وليس في داخل العراق بل خارجه حتى، هي النظرة الفوقية على الاخرين والاستعلاء عليهم وينظرون انفسهم انهم افضل وان الاخرين دونهم، وهذه النظرة تنشأ تؤدي الى التكبر والاستعلاء والتعدي والقتل والتنكيل بهم وعلى رأسها التعصب الديني والمذهبي وهو أخطر أنواع التعصب”.
وبين ان “الاختلاف أمر واقع لا مجال لتغييره الى يوم القيامة ولكن لا يساء فهم هذه العبارة بان اصحاب الحق لا يدعون الى أحقيتهم ولا لدينهم ومذهبم الحق ولكن عليهم بيان ذلك بالدليل والحجة والبرهان وبحرية منضبطة لا تسيء للآخر ولا يستعملون الاحتقار والاهانة وعدم الاحترام للاخرين كونه سيهدد السلم الاجتماعي والحرص على احترام التعددية الدينية والمذهبية”.
وأشار ممثل المرجعية الى “التعصب الفكري، ومنه العلمي في محاولة فرض نظرية فكرية يعتقدون انها أفضل من نظريات غيرهم وينغلقون مع مبادئهم ويرفضون الاستماع الى الاخرين والمناقشة معهم من أجل فرض أمر معين، أو التعصب العلمي من بعض أصحاب الاختصاص حيث يعتقد انه الأفضل والأذكى ويزدري من الاخرين ولديه غرور وعجب بنفسه وواقع الحال ليس كذلك”.
ولفت الى “التعصب الوطني او القبلي الذي يتسبب بالقتال والنزاع” داعيا “رؤساء العشائر عليهم الالتفات لهذه النقطة من اجل تجنب إراقة الدماء واعراف منافية للشريعة الاسلامية”.انتهى