الإطاحة بترامب: حقيقة أم تمنّيات؟
يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
أثار الكتاب الذي نشره الصحافي الأميركي مايكل وولف، بعنوان “نار وغضب في بيت ترامب الأبيض” والذي قال إنه يطرح آراء أقرب المُحيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عاصفة سياسية وإعلامية في كل أنحاء العالم وفي الداخل الأميركي، لدرجة أن البعض – ومنهم مؤلّف الكتاب- اعتبر أن هذا الكتاب سوف يؤدّي إلى الإطاحة بترامب.
وبعيداً عن التبجّح الإعلامي لمؤلّف الكتاب، وادّعائه أن الكتاب سوف يُحدِث تغييراً سياسياً في الولايات المتحدة وإنه سيفضح دونالد ترامب ويقوّض حكمه، فإن قراءة موضوعية للكتاب وما جاء فيه، تفيد بما يلي:
أولاً: لا يمكن للكتاب أن يُعدّ كتاباً أكاديمياً توثيقياً، ولا أهمية علمية له، ولا يمكن استخدامه في أيّ بحث موضوعي يُعالج السنة الأولى من حُكم ترامب، أو يحاول أن يبحث بشكل علمي أكاديمي في أسلوب ترامب في إدارة الأزمات أو كسلوك صانِع القرار الأميركي.
الكتاب هو عبارة عن “نميمة” موصوفة، ونقل مُفردات وعبارت وحتى أحكام جازمة عن أشخاص مجهولين، لا يذكر من قريب أو بعيد أسماءهم أو أية صفة رسمية أو سياسية أو وظيفية لهم. وهذا الأمر، إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن الكتاب يدمج بين الأساطير والخيال والحقيقة بشكل لا يمكن تفريقها عن بعض، كما إنه لا يؤكّد وجود هؤلاء الأشخاص أصلاً.
نلاحظ في معظم صفحات الكتاب، أنه لا يمكن التفريق بين رأي الكاتب أو رأي “المصدر المجهول” أو التحليل، عِلماً أن معظم ما جاء به الكتاب كان معروفاً ومنتشراً في وسائل الإعلام الأميركية، خاصة حول الصحّة النفسية والعقلية والتي كانت مجموعة من الأطباء النفسيين قد نشروا دراسة عنها في نيسان 2017، واعتبروا أن الرئيس يعاني من الشكّ المَرَضي، وميل نحو الهلوَسَة، وإن المرض النفسي الذي يعاني منه، يجعل المُصاب به ميّالاً إلى انتهاك حقوق الآخرين، والكذب وعدم الشعور بالندم الخ.. وكل هذا يجعله غير مؤهّل للحُكم.
ثانياً: إن الكتاب بمجمله يستند إلى لقاءات صحفية مع ستيفن بانون، المستشار السابق للرئيس ترامب والذي تمّت إقالته وطرده من البيت الأبيض. بدت رغبة بانون بالانتقام واضحة، فهو يكره عائلة ترامب خاصة ابنة الرئيس أيفانكا وزوجها جارد كوشنير اللذين يتّهمهما بانون بأنهما السبب وراء طرده من البيت الأبيض. أما العبارة الأكثر خطورة في كل الكتاب، فهي اتّهام بانون لإبن ترامب بـ “الخيانة وعدم الوطنية” خلال لقائه مع الروس، والتي سرعان ما تراجع عنها بانون وقدّم اعتذاره لترامب وابنه.
أما في ما يعنينا في العالم العربي من أقوال جاءت في الكتاب، فكانت تقييم بانون بأن السعوديين والمصريين على وشك الانهيار، وإن ترامب تبجّح “لقد وضعنا رجُلَنا في الحُكم في السعودية” الخ. إن العبارة الأخيرة لا تأتي بجديد، أما بالنسبة إلى موقف بانون من العالم العربي، فالجميع يعلم أن لستيفن بانون توجّهات عنصرية، وهو من أبرز دُعاة “اليمين البديل”، وهي حركة تعتنق الأفكار القومية وتؤمن بتفوّق العرق الأبيض.
كما يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
النتيجة، أن ترامب بنفسه هو مَن سوّق للكتاب من خلال مهاجمته والمطالبة بعدم قراءته، ولعلّ هذا يدّل على أن ترامب لديه خصائص “طفولية واهتمام شديد بما يُفكِّر به الناس عنه”. ولكن، بكل الأحوال، حتى لو صحّت كل الأوصاف التي تمّ وصف ترامب بها، فإن ذلك لا يجعل التغيير السياسي مُمكناً بسهولة، ولا يجعل من الأسهل عزله ومحاكمته، كون من الصعب إثبات عدم أهليّته للحُكم بسبب صفات شخصية نرجسية أو خوف من التسميم أو سواها.
يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
أثار الكتاب الذي نشره الصحافي الأميركي مايكل وولف، بعنوان “نار وغضب في بيت ترامب الأبيض” والذي قال إنه يطرح آراء أقرب المُحيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عاصفة سياسية وإعلامية في كل أنحاء العالم وفي الداخل الأميركي، لدرجة أن البعض – ومنهم مؤلّف الكتاب- اعتبر أن هذا الكتاب سوف يؤدّي إلى الإطاحة بترامب.
وبعيداً عن التبجّح الإعلامي لمؤلّف الكتاب، وادّعائه أن الكتاب سوف يُحدِث تغييراً سياسياً في الولايات المتحدة وإنه سيفضح دونالد ترامب ويقوّض حكمه، فإن قراءة موضوعية للكتاب وما جاء فيه، تفيد بما يلي:
أولاً: لا يمكن للكتاب أن يُعدّ كتاباً أكاديمياً توثيقياً، ولا أهمية علمية له، ولا يمكن استخدامه في أيّ بحث موضوعي يُعالج السنة الأولى من حُكم ترامب، أو يحاول أن يبحث بشكل علمي أكاديمي في أسلوب ترامب في إدارة الأزمات أو كسلوك صانِع القرار الأميركي.
الكتاب هو عبارة عن “نميمة” موصوفة، ونقل مُفردات وعبارت وحتى أحكام جازمة عن أشخاص مجهولين، لا يذكر من قريب أو بعيد أسماءهم أو أية صفة رسمية أو سياسية أو وظيفية لهم. وهذا الأمر، إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن الكتاب يدمج بين الأساطير والخيال والحقيقة بشكل لا يمكن تفريقها عن بعض، كما إنه لا يؤكّد وجود هؤلاء الأشخاص أصلاً.
نلاحظ في معظم صفحات الكتاب، أنه لا يمكن التفريق بين رأي الكاتب أو رأي “المصدر المجهول” أو التحليل، عِلماً أن معظم ما جاء به الكتاب كان معروفاً ومنتشراً في وسائل الإعلام الأميركية، خاصة حول الصحّة النفسية والعقلية والتي كانت مجموعة من الأطباء النفسيين قد نشروا دراسة عنها في نيسان 2017، واعتبروا أن الرئيس يعاني من الشكّ المَرَضي، وميل نحو الهلوَسَة، وإن المرض النفسي الذي يعاني منه، يجعل المُصاب به ميّالاً إلى انتهاك حقوق الآخرين، والكذب وعدم الشعور بالندم الخ.. وكل هذا يجعله غير مؤهّل للحُكم.
ثانياً: إن الكتاب بمجمله يستند إلى لقاءات صحفية مع ستيفن بانون، المستشار السابق للرئيس ترامب والذي تمّت إقالته وطرده من البيت الأبيض. بدت رغبة بانون بالانتقام واضحة، فهو يكره عائلة ترامب خاصة ابنة الرئيس أيفانكا وزوجها جارد كوشنير اللذين يتّهمهما بانون بأنهما السبب وراء طرده من البيت الأبيض. أما العبارة الأكثر خطورة في كل الكتاب، فهي اتّهام بانون لإبن ترامب بـ “الخيانة وعدم الوطنية” خلال لقائه مع الروس، والتي سرعان ما تراجع عنها بانون وقدّم اعتذاره لترامب وابنه.
أما في ما يعنينا في العالم العربي من أقوال جاءت في الكتاب، فكانت تقييم بانون بأن السعوديين والمصريين على وشك الانهيار، وإن ترامب تبجّح “لقد وضعنا رجُلَنا في الحُكم في السعودية” الخ. إن العبارة الأخيرة لا تأتي بجديد، أما بالنسبة إلى موقف بانون من العالم العربي، فالجميع يعلم أن لستيفن بانون توجّهات عنصرية، وهو من أبرز دُعاة “اليمين البديل”، وهي حركة تعتنق الأفكار القومية وتؤمن بتفوّق العرق الأبيض.
كما يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
النتيجة، أن ترامب بنفسه هو مَن سوّق للكتاب من خلال مهاجمته والمطالبة بعدم قراءته، ولعلّ هذا يدّل على أن ترامب لديه خصائص “طفولية واهتمام شديد بما يُفكِّر به الناس عنه”. ولكن، بكل الأحوال، حتى لو صحّت كل الأوصاف التي تمّ وصف ترامب بها، فإن ذلك لا يجعل التغيير السياسي مُمكناً بسهولة، ولا يجعل من الأسهل عزله ومحاكمته، كون من الصعب إثبات عدم أهليّته للحُكم بسبب صفات شخصية نرجسية أو خوف من التسميم أو سواها.
يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
أثار الكتاب الذي نشره الصحافي الأميركي مايكل وولف، بعنوان “نار وغضب في بيت ترامب الأبيض” والذي قال إنه يطرح آراء أقرب المُحيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عاصفة سياسية وإعلامية في كل أنحاء العالم وفي الداخل الأميركي، لدرجة أن البعض – ومنهم مؤلّف الكتاب- اعتبر أن هذا الكتاب سوف يؤدّي إلى الإطاحة بترامب.
وبعيداً عن التبجّح الإعلامي لمؤلّف الكتاب، وادّعائه أن الكتاب سوف يُحدِث تغييراً سياسياً في الولايات المتحدة وإنه سيفضح دونالد ترامب ويقوّض حكمه، فإن قراءة موضوعية للكتاب وما جاء فيه، تفيد بما يلي:
أولاً: لا يمكن للكتاب أن يُعدّ كتاباً أكاديمياً توثيقياً، ولا أهمية علمية له، ولا يمكن استخدامه في أيّ بحث موضوعي يُعالج السنة الأولى من حُكم ترامب، أو يحاول أن يبحث بشكل علمي أكاديمي في أسلوب ترامب في إدارة الأزمات أو كسلوك صانِع القرار الأميركي.
الكتاب هو عبارة عن “نميمة” موصوفة، ونقل مُفردات وعبارت وحتى أحكام جازمة عن أشخاص مجهولين، لا يذكر من قريب أو بعيد أسماءهم أو أية صفة رسمية أو سياسية أو وظيفية لهم. وهذا الأمر، إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن الكتاب يدمج بين الأساطير والخيال والحقيقة بشكل لا يمكن تفريقها عن بعض، كما إنه لا يؤكّد وجود هؤلاء الأشخاص أصلاً.
نلاحظ في معظم صفحات الكتاب، أنه لا يمكن التفريق بين رأي الكاتب أو رأي “المصدر المجهول” أو التحليل، عِلماً أن معظم ما جاء به الكتاب كان معروفاً ومنتشراً في وسائل الإعلام الأميركية، خاصة حول الصحّة النفسية والعقلية والتي كانت مجموعة من الأطباء النفسيين قد نشروا دراسة عنها في نيسان 2017، واعتبروا أن الرئيس يعاني من الشكّ المَرَضي، وميل نحو الهلوَسَة، وإن المرض النفسي الذي يعاني منه، يجعل المُصاب به ميّالاً إلى انتهاك حقوق الآخرين، والكذب وعدم الشعور بالندم الخ.. وكل هذا يجعله غير مؤهّل للحُكم.
ثانياً: إن الكتاب بمجمله يستند إلى لقاءات صحفية مع ستيفن بانون، المستشار السابق للرئيس ترامب والذي تمّت إقالته وطرده من البيت الأبيض. بدت رغبة بانون بالانتقام واضحة، فهو يكره عائلة ترامب خاصة ابنة الرئيس أيفانكا وزوجها جارد كوشنير اللذين يتّهمهما بانون بأنهما السبب وراء طرده من البيت الأبيض. أما العبارة الأكثر خطورة في كل الكتاب، فهي اتّهام بانون لإبن ترامب بـ “الخيانة وعدم الوطنية” خلال لقائه مع الروس، والتي سرعان ما تراجع عنها بانون وقدّم اعتذاره لترامب وابنه.
أما في ما يعنينا في العالم العربي من أقوال جاءت في الكتاب، فكانت تقييم بانون بأن السعوديين والمصريين على وشك الانهيار، وإن ترامب تبجّح “لقد وضعنا رجُلَنا في الحُكم في السعودية” الخ. إن العبارة الأخيرة لا تأتي بجديد، أما بالنسبة إلى موقف بانون من العالم العربي، فالجميع يعلم أن لستيفن بانون توجّهات عنصرية، وهو من أبرز دُعاة “اليمين البديل”، وهي حركة تعتنق الأفكار القومية وتؤمن بتفوّق العرق الأبيض.
كما يشير البعض إلى أن بانون هو المهندس والمُحرّض على قرار ترامب لحظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكان هو مَن نَعَت الإسلام بالفاشية، ووصفه بأنه “الدين الأكثر تطرّفاً في العالم”، كما اعتبر بانون في إحدى مقابلاته الإذاعية أن المشكلة الأميركية تكمن في أنه “لدينا إسلام توسّعي وصين توسّعية، وهما مُتحفّزان ومُتغطرِسان وزاحِفان إلى الأمام، ويعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، زاعماً أن المسيحية في العالم مُهدَّدة.
النتيجة، أن ترامب بنفسه هو مَن سوّق للكتاب من خلال مهاجمته والمطالبة بعدم قراءته، ولعلّ هذا يدّل على أن ترامب لديه خصائص “طفولية واهتمام شديد بما يُفكِّر به الناس عنه”. ولكن، بكل الأحوال، حتى لو صحّت كل الأوصاف التي تمّ وصف ترامب بها، فإن ذلك لا يجعل التغيير السياسي مُمكناً بسهولة، ولا يجعل من الأسهل عزله ومحاكمته، كون من الصعب إثبات عدم أهليّته للحُكم بسبب صفات شخصية نرجسية أو خوف من التسميم أو سواها.
بقلم: ليلى نقولا