مناشدات بتدخل المرجعية الدينية للحد من الاعتداءات على المؤسسات الصحية وتوفير الحماية للأطباء
محلي – الرأي –
يعد الطب أهم وأقدم المهن التي عرفتها الانسانية حتى قارنته المرويات بعلم الأديان وقد حظي الأطباء على طول التاريخ بأهمية ومكانة كبيرة في المجتمعات.
مع التحول التدريجي للتطبيب من مهنة انسانية الى مورد تجاري وكثرة الطلب عليها مقابل الشحة ورداءة الخدمات ومع تصاعد المزاج المتوتر للشارع وغياب او ضعف القوانين الرادعة تتكرر حالة الاعتداء على العاملين في القطاع الطبي وخصوصاً الأطباء سواء يأتي ذلك عبر ردات الفعل تجاه عدم تقبل النتائج ام لعدم القناعة بإجراءات الطبيب والمستشفى او لأسباب اخرى.
في كل الأحوال فان هذه الظاهرة تسجل علامة سيئة في الحركة الاجتماعية وطريقة ادارة الحياة وتدفع بالأطباء للهجرة او لردات فعل سلبية ولذلك فان الأمر يحتاج إلى تنظيم قانوني ملزم ودقيق وإشراف مناسب من مؤسسات الردع وأسبق من ذلك كله يحتاج الأمر الى وعي وحملات تثقيف مركزة .
«المراقب العراقي» تقف على اهم المعوقات التي تحول دون تطور الجانب الصحي خاصة مع استفحال ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية والصحية حيث تحدث بهذا السياق المواطن حسين علي راشد الموظف في قطاع النقل قائلا .بما ان الظاهرة في تزايد وتكرار وعدم وجود قانون يحمي الكادر الطبي فان هذه الظاهرة شجّعها ابتزاز بعض الأطباء للمرضى وعدم المبالاة لمعاناتهم وأصبح المواطن لقمة سائغة يتاجر بها الأطباء وضعاف النفوس والعاملون في المجال الطبي».
ويرى الطبيب جمال كمال الفتلاوي «من دون قوانين وتشريعات صارمة لحماية الكفاءات تبقى هذه الشريحة عرضة للقتل والتهديد». مؤكدا انه لا بدَّ من الاجتهاد في توفير وسائل الحماية لهم وتحسين عمل المستشفيات لتقليل عملية الإهمال التي تستفز المواطن مما يدفعه للعنف في بعض الأحيان.
أما المواطن أحمد زهير عبد الرضا الموظف في قطاع التعليم «فيعتقد ان بعض الأطباء بسبب جشعهم بنوا لهم ضغينة في قلوب المواطنين كما ان ضعف الجانب الإنساني لدى البعض جعل وتيرة العنف تتزايد ، لافتا في حديثه ان هناك الكثير من الأطباء يستحقون الاحترام، بحسب تعبيره.
أما آمال عبد العظيم الموظفة في وزارة التجارة قالت ان ضعف المنظومة الأمنية وعدم وجود الخدمات الصحية المناسبة للمرضى في المستشفيات عموما وفقدان لغة التسامح وحسن التعامل مع الآخر لدى المواطن اجتمعت وولدت لغة التعصب والتهور.
أما رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية قتيبة الجبوري فطالب الحكومة بتفعيل قانون حماية الأطباء الذي تمَّ تشريعه من لجنة الصحة مؤخراً لغرض حماية الأطباء والكوادر في المؤسسات الصحية بعد أن كثرت ظاهرة الاعتداء عليهم وعمليات القتل ضدهم.
وقال رئيس لجنة الصحة والبيئة البرلمانية في تصريح صحفي: اللجنة أخذت على عاتقها إجراء تعديل تشريعي على قانون حماية الأطباء ليتضمن التعديل تشديد العقوبات المفروضة على المعتدين على الكوادر الطبية وكذلك إضافة فقرات أخرى تشمل حماية كل الكوادر الصحية العاملة في المؤسسات الصحية وليس الأطباء فقط.
ولفت إلى أن اللجنة تناشد المرجعية الدينية أن تأخذ على عاتقها في إحدى خطب الجمعة توجيه كل مؤسسات الدولة والمواطنين بضرورة توفير الحماية اللازمة للكوادر العاملة في وزارة الصحة لغرض الحفاظ على ديمومة العمل في المؤسسات الصحية ومنع هجرة هذه الكوادر إلى خارج العراق.انتهى