“الفتح” بيضة القبان وفقا لملامح السباق المرتقب
في كل جولة سباق انتخابي عراقي تتطلع التيارات والاحزاب السياسية الى بوصلة عدسة الشارع، والتي تعتمد في العادة على ركيزتين رئيسيتين.
1- تحقيق ما لم يتحقق وفقا للأولويات.
2- الانجازات التي تحققت، ورقة صعبة في حلبة الصراع.
لاخلاف في ذلك، فالقاعدة ثابتة وفق منطق ديمقراطية صناديق الاقتراع في كل بقاع العالم، والعراق ليس ببعيد عنها ان لم يكن في صلبها.
واذا ما اردنا ان نقرأ مجريات الواقع العراقي لتطبيق هذه القاعدة البسيطة، فأننا لابد أن نقف قليلا عند مساحة “متطلبات الشارع” واستحقاقاته، ويبدو واضحا ان الاوليات اليوم تنطلق من تحسين واقع الخدمات المتردية في البلد والتي ضلت حبيسة الشعارات التي تغنى بها الاحزاب طوال جولات السباقات الانتخابية الماضية لكنها لم تتحقق، وعملية اعادة الاعمار هي شاملة للعراق برمته ولاسيما في المناطق المنكوبة والمحررة من الارهاب المتمثل بداعش، ختاما بالقضاء على آفة الفساد ومافياته من الحيتان والقطط السمان.
أما ما تحقق من انجازات في السنوات السابقة فهنا لابد من الوقوف عند محطتين هامتين لايختلف عليها القاصي والداني من العراقيين، الاولى تمثلت بدحر الارهاب في المنطقة الغربية في محافظات ثلاث “الموصل وصلاح الدين والانبار”رحلة شاقة طالت لسنوات ثلاث، وفيها رسمت العزيمة العراقية واصرار رجالاتها أروع الانتصارات، هي تلك الانتصارات التي تقلدت وسام دماء الابطال من الشهداء.
واذا ما اردنا الحديث بمهنية وفقا لتصريحات كل القيادات على اختلاف انتمائاتها، فلا بد من التركيز على البذرة الاولى لتلك الانجازات، بعد ان كاد سقوط بغداد”العاصمة العراقية” محتما بيد الدواعش، وبعد ان هُزّت أركان المنطقة الخضراء بمن فيها، هنا نزل رجالات الله الى الميدان بلا خوف او وجل تلبية لنداء المرجعية الرشيدة، لم يهابوا شبح “الموت” الذي تمثل بداعش آنذاك، بل وضعوا لانفسهم خيارين لاثالث لهما اما النصر واما وسام الشهادة، وكانت اولى سلسلة انتصاراتهم التي تحققت في شمال بابل وحولوها من “جُرف الصخر” الى “جُرف النصر” المنطقة الملغومة بالارهابيين والتي كانت منفذا لهم الى مناطق الجنوب، وبهذه الضربة القاسية تهشمت هيبة “داعش” وأصبح حينها القضاء عليهم ممكنا.
لم ينتظر الحشد الشعبي وعودا بالاموال ولا المناصب، ولم ينتظر حتى قرارا بمنحهم ما يؤمن عيش عوائلهم “الرواتب” ولم تُناقش قياداتهم شكل العراق ومحاصصته ما بعد التحرير، انما وضعوا نصب أعينهم الدفاع عن البلاد والعباد، بعيدا عن المساومات ولعبة الطاولات.
ولم ينته دورهم عند رحلة التصدي الى الارهاب، انما وقفوا أمام المخططات التي سعت الى تمزيق العراق، وهي احدى أهم انجازات الماضي القريب، التي تمثلت باسقاط مشروع التقسيم الغربي للعراق.
واذا تمعنا بالنظر الى سياسات رجالات الحشد الشعبي رغم صلابتهم، فأن الحكمة لم تفارق قراراتهم، ولم تكن الفوضى غالبة على تحركاتهم بل كان لكل خطوة حساباتها وفق معيار الاولويات ومصلحة الشعب والعراق فوق كل شئ.
تزداد سخونة أجواء الانتخابات العراقية وتقترب الاحزاب من ساعة حسم تحالفاتها، وبعيدا عن التقاربات وخارطة الانضمامات المتوقعة، تحالف “الفتح” بات ورقة صعبة في مشوار السباق الانتخابي المرتقب، وبات معادلة حساسة في ضل التحالفات قبيل موعد الانتخابات وما سيليها.
رجالات اذا ما قالوا للنصر على الارهاب كُن “فكان”، ها هم يقولوا للاعمار وللقضاء على الفاسدين كُن “فسيكون”.
المصدر / الوقت