التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

قطر والامارات .. أزمة الأجواء وتداعیاتها 

على خلفية التوتر الخليجي القائم بين قطر والدول المقاطعة لها، تكررت مؤخرا الحوادث المتعلقة باختراق الاجواء القطرية من قبل مقاتلات اماراتية، وآخرها اعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية اماراتية.

وبحسب الهيئة العامة للطيران الاماراتي المدني، انها تلقت بلاغا من احدى شركات الطيران الوطنية يفيد بأن “احدى طائراتها خلال رحلتها الاعتيادية المتجهة الى المنامة وأثناء تحليقها في المسارات المعتادة، تم اعتراضها من قبل مقاتلات قطرية”.

اتهام الامارات هذا يأتي بعد أيام من اعلان الدوحة بأنها أبلغت الأمم المتحدة بأن طائرة عسكرية اماراتية كانت متجهة الى البحرين انتهكت مجالها الجوي مطلع يناير/كانون الثاني الجاري اثر حادث مماثل في ديسمبر/كانون الاول الماضي. وكانت قطر قد بعثت برسالتين متطابقتين يوم الجمعة الماضي الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشأن تكرار انتهاك أجوائها من قبل طائرات عسكرية اماراتية، معتبرة الحادث انتهاكا لسيادتها وتهديدا لسلامة حدودها وأراضيها.

يستمر مسلسل تبادل الاتهامات ما بين الدوحة وخصومها الخليجيين، ويبدو أن التصعيد بات منحا مفضلا لأبوظبي، التي لم تكتف بقطار الاتهامات الذي سلكته منذ اندلاع الازمة الخليجية، ومن خلال مواقفها الاخيرة يقرأ البعض خطوات جادة نحو عسكرة المواجهة، بعد سلسلة مواقف اتخذتها، في محاولة لتشديد الخناق على الدوحة لكنها لم تجد نفعا كما يبدو، بدءا من اغلاق المنافذ الحدودية عليها “البرية البحرية الجوية” اعلانا للمقاطعة والحصار.

مرورا بالتسجيل المصور الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر فيه “الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني” أحد كبار أفراد الاسرة الحاكمة في قطر، أعلن فيه أنه محتجز في ابوظبي بعد أن حل ضيفا على ولي عهدها “محمد بن زايد”. نفت الامارات احتجاز “آل ثاني” وأكدت انه ضيفا على ولي عهدها “بن زايد” وهو حر التصرف بتحركاته، واذا ما يرى البعض خطوة الاحتجاز الاماراتية للشيخ بن علي بأنها ليست بعيدة عن أساليبها، فهي تأتي وفقا لأساليب نظيرتها الرياض باتخاذ سياسة “البلطجة” في تعاملاتها، طبقا لما حدث لسعد الحريري وأحمد شفيق وعبد ربه منصور هادي.

ولم تقف سياسة الامارات بالضد من قطر عند حدود ما ذكر آنفا، انما زادت من اهتمامها الى جانب السعودية بمباركة مؤتمر المعارضة القطرية الذي عقد في العاصمة البريطانية “لندن”.

وعلى وتيرة التصعيد الاخير، تزداد المخاوف لدى المراقبين من اندلاع أزمة خليجية كبرى، تدفع الامارات نحو اختلاق أجواء ساخنة مما يسمح لها بتشكيل “عاصفة حزم” جديدة ازاء الدوحة، لكنها ارتطمت بجدار واشنطن، عندما نفت القيادة المركزية الأمريكية في “قاعدة العديد” في قطر تلقيها أي تقارير عن اعتراض طائرات في سماء الخليج الفارسي.

ووسط لهجة التصعيد والوعيد وحرب الاتهامات ما بين الدوحة وخصومها وصولا الى قصة اعتراض الطائرات تبدو منطقة الخليج الفارسي على صفيح ساخن وهي تسير نحو مستقبل مبهم، الازمة التي أشعلت بسبب “امرأة” حسب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كشف عن أن الامارات طلبت من قطر قبيل الازمة الخليجية بشهرين تسليم “زوجة معارض” اماراتي مقيمة في الدوحة، تقدمت الامارات بطلبها عبر مبعوثين من قبل ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” لأمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” عام 2015 للمطالبة بتسليم “المرأة”.

رفض “تميم” الطلب الاماراتي، كون “المرأة” غير مطلوبة في جرم جنائي، وبهذا سيكون تسليمها مخالفا للقانون الدولي والدستوري القطري الذي يحرم تسليم أي لاجئ لأسباب سياسية، على حد وصف وزير الخارجية القطري.

واذا ما صحّت رواية الدوحة في السبب وراء اشعال الازمة الخليجية، فأن خلافا حول “امرأة” سيكون صانعا لمرحلة جديدة، تفتح الابواب فيها على مصراعيها أمام عواصف تبدأ بقرار وقد لا تنتهي الا بدمار، في ظل جمود الوساطة الكويتية وتعثر طاولاتها، وحسب التكهنات والقراءات فأن الايام والاسابيع المقبلة حبلى بالمفاجآت والتطورات المتسارعة، كل هذا اذا ما زاد طيش أطراف الازمة بمباركة الغرب على رأسه واشنطن.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق