التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

ما هي حقيقة العلاقة بين ايران والقضية الفلسطينية؟! 

الوقت- العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والقضية الفلسطينية لطالما بقيت محط تساؤل للكثيرين حول طبيعة هذه العلاقة ومدى جديتها وفعاليتها، وفي ظل عجز بعض الحكام العرب عن تقديم أي دعم معنوي أو مادي أو حتى سياسي للفلسطينيين برز نجم ايران في دعم القضية الفلسطينية، وساعد على صعود هذا النجم ثبات مواقف ايران تجاه هذه القضية ودعمها بشكل حقيقي وفعال.

وإذا أردنا أن نجيب على حقيقة هذا الأمر الذي يشكك به بعض القادة العرب لابد أن نقرأ بتمعن الكلمة التي وجهها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي جاءت في وقت حساس جدا نظرا لتعقيدات هذه المرحلة بالنسبة لهذه القضية التي تتعرض حاليا لهجوم مبرمج وممنهج بإخراج اسرائيلي وبطولة أمريكية بينما ألقي على بعض الحكام العرب مهمة إدارة المنصة أثناء العرض الذي بني السيناريو فيه على تصفية القضية الفلسطينية وجعلها طي النسيان.

ولكن ما جاء في كلمة هنية يوضح تماما بأن القضية ما زالت حية لطالما هناك شرفاء يدعمونها كالجمهورية الاسلامية التي ثمن دورها هنية ولفت إلى دور المرشد في توجيه القيادات داخل إيران، فأكد “لدي إيمان عميق بدوركم الكبير في توجيه القيادات المؤمنة داخل الجمهورية الإسلامية لمواجهة مشروع القضاء على القضية الفلسطينية”، وتابع هنيّة “من دون شك فإن إيران وبتوجيهاتكم عززت وستواصل تعزيز قوة المجاهدين والمقاومة في فلسطين”.

وكانت الانتفاضة حية في كلام هنية، حيث قال في كلمته التي وجهها للسيد خامنئي: إن “أميركا وبعض الحكام المهزومين بصدد القضاء على القضية الفلسطينية والمقاومة أمام الكيان المحتل”، مضيفاً أن “عملية اجهاض المؤامرة ضد فلسطين ستكون من خلال انتفاضة شعبية عارمة داخل الضفة الغربية والقدس،وحماس ستدعم ذلك”.

دعم القضية الفلسطينية

الدعم الايراني للقضية الفلسطينية ليس وليد الصدفة أو جاء نتيجة لاعتبارات مرحلية مارقة، فالتاريخ يشهد بأن دعم طهران للقدس يعود لعشرات السنين، وبالتحديد إلى سبعينيات القرن الماضي، أي مع بداية اسقاط نظام الشاه في ايران وانتصار الثورة الاسلامية، وفور انتصار الثورة استبدل الإمام الراحل روح الله الخميني سفارة “اسرائيل” التي كان يعترف بها الشاه، واستبدل “الخميني” ذلك الاعتراف باعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.

ولمن يدقق في التاريخ يجد أن رجل الدين الايراني مجتبى نواب صفوي “1924-1955” كان دائما يدعو الايرانيين للانتفاض في وجه اسرائيل، فضلا عن دعواته المستمرة نبذ التفرقة الطائفية بين المسلمين، ونظرا لمواقفه الوطنية أعدم رميا بالرصاص 18 يناير 1956 بسبب معارضته للشاه، وفي لقاء أجرته معها صحيفة “المونيتور” قالت فاطمة صفوي ابنة الراحل مجتبى صفوي : ” كان والدي أول من نشر الوعي في صفوف الشعب الإيراني حول القضية الفلسطينية”.

ودأبت الجمهورية الاسلامية منذ انتصار ثورتها على الشاه على دعم القضية وتقديم كل أشكال المساعدة لها، سياسياً، ودبلوماسياً، ومالياً، وكانت ايران سباقة لإقامة مؤتمرات دورية للدفاع عن القدس، وتمكنت بفضل جهود روح الله الخميني من إطلاق حدث سنوي تحت مسمى “يوم القدس” يعارض احتلال إسرائيل للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة. وهو يعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع.

وكان الخميني (الذي اقترح “يوم القدس” في آب 1979 أي في عام انتصار الثورة) دائما يقول : “إسرائيل وُجِدتْ من أجل قمع واستغلال الشعوب الإسلامية، ولذلك فهي مدعومة من قبل كافة القوى الإمبريالية”.

ولم تتوقف إيران عند هذا الحد فقد أطلقت في عام 1990 “المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية” تنفيذا لقانون حماية الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني، وفي العام الماضي عقدت الدورة السادسة له وحضر المؤتمر ممثلو أكثر من 80 دولة.

أين البقية؟!

لا تدخر ايران أي جهد في دعم القضية الفلسطينية لذلك نجدها حاضرة في أي اجتماع أو مؤتمر يدعم هذه القضية، وقد رأينا ذلك في الاجتماع الأخير الذي عقد في تركيا على خلفية قرار ترامب بشأن القدس، وخرج الآلاف من الشعب الايراني في مظاهرات تعارض هذا القرار وتستنكره، وبينما كانت ايران تنتفض لدعم القدس كان بعض الحكام العرب يسارعون للتطبيع مع الاسرائيلي ويمنعون قنواتهم من أن تبث أي حدث يدعم القدس بل على العكس كان يعملون على تسويق قرار ترامب لشعوبهم بطرق خبيثة.

لهذه الأسباب وغيرها كان لابد لهذه الدول من مواجهة إيران اعلاميا والاجتماع ضدها لأن ماتفعله حاليا يكشف زيف ادعاءات البعض بدعم القدس والتنديد السطحي بقرار ترامب وعدم تقديم اي دعم حقيقي للقضية التي كان آبائهم يعتبرونها المفصل الأساسي في سياساتهم وخط احمر لايجب تجاوزه من قبل أي احد حتى لو كانت أمريكا نفسها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق