التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

إسقاط ورقة التوت عن حجة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، دلالات وبراهين 

لطالما تغنت أمريكا بـ “حربها على الإرهاب” لإقامة قواعد عسكرية لها والتدخل في دول المنقطة، فبعد ظهور “داعش” الطفل اللقيط لـ “القاعدة” في سوريا شرعنت أمريكا لنفسها تدخلها في هذا البلد بالرغم من تصدي الجيش السوري وحلفائه لهذا التنظيم الذي لم يعد له أثر يذكر في سوريا.

نظرة ميدانية على أماكن تواجد تنظيم “داعش” في سوريا

اليوم لا يوجد أي وجود يذكر لتنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا، فقبل أكثر من ثلاث سنوات تمكن التنظيم من السيطرة على أراض شاسعة في كلا البلدين، الأمر الذي كان بمثابة ذريعة للتدخل الأمريكي العسكري فيهما، بينما الفضل في انحصار الرقعة الجغرافية للتنظيم بات معروفا للقاصي والداني داخليا وإقليميا ودوليا.

ففي الرقة السورية التي كانت تعتبر العاصمة الروحية والعسكرية للتنظيم الإرهابي أفاد مسؤولون عسكريون من التحالف الدولي نفسه أن ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف إرهابي منهم قياديون، فروا من المدينة إلى منطقة وادي الفرات، حيث تمتد تلك المنطقة على مسافة 160 كيلومتراً من دير الزور في سوريا إلى القائم في العراق، ويتعرض التنظيم حالياً لضغط من الشمال والغرب من الجيش السوري وروسيا و”قوات سوريا الديمقراطية”، ومن القوات العراقية من الشرق.

فبعد الخسارة التدريجية والممنهجة التي مني بها “داعش” إثر ضربات الجيش السوري والحلفاء إلا أنه لا يزال يملك خلايا نائمة، والتي تقوم بين الفينة والأخرى بعدد من الهجمات الانتحارية.

اماكن التنظيم في أرياف الرقة ودير الزور وحمص بعد تقدم الجيش السوري اليوم

المنطقة الاولى المتبقية لداعش في الرقة هي ريفها الجنوبي الغربي، وجاءت بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة معدان آخر معاقل التنظيم الارهابي في المنطقة.

المنطقة الثانية، في ريف دير الزور الشمالي الغربي، لاسيما بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة التبني.

المنطقة الثالثة هي ريف حمص الشرقي بعد سيطرة الجيش السوري على قرى الصفوانية والمكرمية ورسم سويد وتلة رجم الشارة وجورة نزال.

تراجعت حجة الولايات المتحدة عن الوجود العسكري في سوريا مع زوال تهديد تنظيم داعش الارهابي في هذا البلد، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.

وفي هذا السياق نشرت الوكالة تقريرا عن حجج الولايات المتحدة الضعيفة لمواصلة عملياتها العسكرية في سوريا.

وفي إشارة إلى العملية العسكرية لتركيا في شمال سوريا، جاء في التقرير ما يلي: إن أزمة أمريكية تركية بدأت مع آخر عملية عسكرية لانقرة في سوريا والتي أوضحت كيف أن الأغلبية العظمى من الائتلافات في سوريا، في غياب تنظيم داعش، تتقاتل فيما بينها أكثر فأكثر، وفي الواقع، يجب على الأمريكيين إما التخلي عن الأكراد الذين قاتلوا معهم في سوريا أو أن يواجهوا حملة قمع عميقة من أحد حلفائهم في الناتو (تركيا).

واستطردت الاسوشيتد برس في تقريرها بالقول إنه وعلى الرغم من أن تركيا غاضبة من دعم الولايات المتحدة للقوات المسلحة الكردية في سوريا الذين دعتهم بالإرهابيين، فإن الولايات المتحدة يمكن أن يكون لها مبرر مقنع في محاربة “داعش” لكنه ومع انهزام التنظيم كتهديد مباشر، لم تعد الحجة الامريكية موجودة.

موقف الخبراء العسكريين من التدخل الأمريكي في سوريا

وفي هذا السياق كشف فيكتور موراخوفسكي الخبير العسكري الروسي الشهير، عن أن إخفاقات الولايات المتحدة العسكرية والسياسية في سوريا لا توقف أحلامها ومخططاتها في هذا البلد، حيث إن أوراق أمريكا متعددة وإن احترق بعضها فهي تحاول من جديد تثبيت أقدامها عبر مخططات أخرى.

واستطرد الخبير العسكري الروسي بالقول: “إنه بات من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هدفها الأساسي هو إيجاد موطئ قدم لها في سوريا لكي يتسنى لها التأثير على الوضع السياسي في البلاد خصوصا بعد عقد التسوية وانتهاء الحرب في سوريا، الدخول الأمريكي إلى سوريا بحسب مخططاتهم لن يحصل إلا من خلال إيجاد أطرف يمكن التعويل عليها لتكون ممثلة في السلطة والبرلمان للتأثير على السياسة العامة في البلاد”.

واختتم موراخوفسكي بالقول إن الولايات المتحدة تحاول اليوم مجددا من خلال مخططات جديدة ومنها إنشاء مجموعات مسلحة جديدة في مناطق وبؤر غير خاضعة لسيطرة الجيش السوري والتي ستحاول من خلالها عقد تسوية تشارك فيها أمريكا لتمثيل هذه القوى المسلحة في السلطة والسياسة العامة في البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.

يذكر أن كل الانتصارات على الأرض السورية يعود الفضل فيها لقوات الجيش السوري وحلفائه، وعلى الرغم من هذا أعلنت أمريكا منذ حوالي أسبوع أنها ستساعد تحالف قوات الدفاع الذاتي على بناء “قوة أمن حدودية” جديدة لمنع عودة داعش الأمر الذي أثار الكثير من التناقضات والأسئلة حول استمرار أمريكا في خلق الأعذار لتواجدها في المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق