قرارات بن سلمان حبل مشنقة حول رقبته.. والأسلحة التي اشتراها لن تحميه
الحالة المعيشية السيئة التي وصل لها الشعب السعودي، بالإضافة لخسارة المملكة لأغلب الجولات السياسية على الساحة الدولية، ناهيك عن العدوان الذي تشُنُّه على اليمن باتت جميعها تُشكل حالةً من الأرق لحكام السعودية، وفي هذا السياق تحدث أستاذ دراسات الشرق الأوسط ومدير مركز الدراسات في جامعة برنستون “برنارد هيكل” في مقالٍ له نُشر بصحيفة “واشنطن بوست” عن قرارات ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان وانعكاساتها على جميع المجالات في المملكة.
وحذر هيكل من أنّ قرارات ابن سلمان هذه تُنذر بحدوث كارثة كبرى وفي المستقبل القريب في المملكة العربية السعودية، وقد ينتج عنها حسب هيكل انتفاضة شعبية غاضبة ضد حكم آل سعود، وذلك في أعقاب الفقر غير المسبوق والبطالة وارتفاع الأسعار الناتجة عن قرارات ابن سلمان الأخيرة.
رجلُ جشع
بعد اختيار محمد بن سلمان كوليٍّ للعهد في المملكة العربية السعودية؛ أصبح وكما يؤكد هيكل الرجل الأقوى في المملكة، لتبدأ بعد ذلك ظهور نزعته إلى إفقار الشعب السعودي من جهة، ومن جهةٍ أخرى رغبته العارمة في الحصول على أغلى المقتنيات بما في ذلك شراء يخت سياحي قُدرت قيمته بـ ملياري ريال سعودي (550 مليون) بالإضافة إلى قصر في فرنسا قُدرت قيمته بـ ثلاثمائة مليون دولار أمريكي، ولوحة لدافنشي بقيمة 450 مليون دولار اشتراها بواسطة وسيط، وهنا يؤكد هيكل أنّ ابن سلمان عزز من خلال هذه الأفعال قوته بالإضافة إلى الفكرة السائدة عنه وهي أنّه “رجلُ جشع”.
ويرى هيكل أنّ ابن سلمان الذي سيرث حكم بلدٍ راديكالي يقع تحت سلطة إدارية محدودة وضعيفة للغاية، كما ويعتمد اقتصاد هذا البلد وإلى حد كبير على عائدات النفط الذي انحدرت قيمته بشكلٍ كبير خلال السنوات القليلة الماضية.
حكم العشيرة
ويضيف هيكل بأنّ المملكة العربية السعودية تحكمها “عشيرة” ما تزال متخلفة، كما أنّه لا يوجد أي منافس لها، كما ولا يوجد أي فرد يستطيع محاسبة الأسرة الحاكمة على البذخ الذي تقوم به، منوّها بأنّ المملكة العربية السعودية تعاني من قطاع عام كبير يعمل فيه ما يقارب من 70٪ من السعوديين.
ويرى هيكل أنّ مليارات الدولارات التي أنفقتها السعودية على عمليات شراء الأسلحة، لن يكون بمقدورها حماية المملكة أو الدفاع عنها، ناهيك عن أنّ المؤسسة الدينية ذات السلطات الكبيرة في البلاد؛ منعت أيّ عمليات تغيير اجتماعي وذلك بهدف الحفاظ على سيطرتها وامتيازاتها التي تعيشها خلال هذا الحكم.
وفي إشارة منه إلى السياسات والإجراءات التي اتخذها محمد بن سلمان على الصعيدين المحلي والأجنبي، قال هيكل: “دمر بن سلمان الدائرة الداخلية للحكم، كما ويسعى الآن إلى إلغاء الحصانات القانونية والمالية لأعضاء أسرة آل سعود الحاكمة، وفي هذا السياق يأتي إلقاء القبض على عدد من الأمراء السعوديين”، وأضاف هيكل: “بن سلمان سعى أيضا للسيطرة على دور المؤسسة الدينية السعودية وقمع أي معارضة لسياساته من خلال التهديد أو الإخفاء أو السجن”.
وعلى الصعيد الدولي حاول محمد بن سلمان وكما يقول هيكل استعادة العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة التي شهدت نوعاً من الفتور إبان حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، كما سعى ابن سلمان إلى إقامة علاقات قوية مع روسيا وبدأ يُنسق معها بخصوص الأزمة السورية.
الرخاء على حساب الفقراء
ويرى هيكل أنّ الاقتصاد السعودي يُعتبر نقطة حساسة وحاسمة بالنسبة لابن سلمان، حيث حاول ولي العهد السعودي إنهاء آلية المساعدات المالية للفقراء والتي تُنفق الكثير من الموارد المالية، كما حاول بالدفع بالقطاع الخاص أكثر ليقوم بدور اقتصادي، ولكن صعوبة القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وبحسب هيكل أنه ومن الناحية التاريخية يعتمد دائماً على الحكومة والمساعدات التي كانت تُقدمها.
ويذهب هيكل إلى أنّه ونتيجةً للإصلاحات غير المتجانسة التي انتهجتها الحكومة السعودية مثل الحد من دعم الطاقة وفرض ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات، بالإضافة إلى زيادة المزايا المُقدمة إلى موظفي القطاع العام.
ويختم هيكل مقالته بأنّ المملكة العربية السعودية تحتاج اليوم وأكثر مكن أيِّ وقتٍ مضى إلى تحسين قدرتها الإدارية واتباع سياسات خارجية أفضل ربما تُمكنها من العودة ولو قليلاً إلى المسرح الدولي، مضيفاً :”إن هزيمة بن سلمان وسياساته وخططه ستكون مصدرا لغضب الشعب السعودي وعدم رضاه بالإضافة لانخفاض شعبيته، خاصة وأنّ العديد من السعوديون يأملون بتحقيق الوعد التي قدمها ابن سلمان”.
المصدر / الوقت